الإثنين 05/مايو/2025

الحاج أبو محمد.. ستيني آثر بيع الذُرة على التفريط بأرضه

الحاج أبو محمد.. ستيني آثر بيع الذُرة  على التفريط بأرضه

لم يجد الحاج السّتيني بلال محمد علي (أبو محمد) من وسيلة لحماية أرضه، من التمدد الاستيطاني سوى التواجد فيها، وبيع الذرة للمارة على شارع جنين نابلس، بمحاذات بلدته سبسطية شمال نابلس، بعد أن حرمه الاحتلال من البناء فيها لوقوعها في المنطقة المصنفة (ج).

لعنة أوسلو

ويؤكد الحاج أبو محمد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”  أنه يمتلك عشرة دونمات في بلدته سبسطية في ثلاثة مواقع، وكلها تقع مباشرة على شارع جنين – نابلس، وقد حاول مراراً البناء فيها إلا أن الاحتلال منعه من ذلك لوقوعها في المنطقة المصنفة (ج)، بحسب اتفاقية أوسلو، ولا يمكنه البناء إلا بترخيص من الاحتلال، الذي يرفض منحه لأي فلسطيني.


null

ويشير أبو محمد إلى أن أرضه لو كانت في المنطقة (أ) أو (ب) لقارب ثمنها على النصف مليون شيكل، كما هو الحال في أراضي بلدة دير شرف التي لا تبعد عن أرضه سوى كيلومترين اثنين فقط.

ويضيف بأسى: “لكن لعنة أوسلو حرمتني الانتفاع بأرضي، وجعلت قيمتها تتهاوى مقارنة مع مثيلاتها”.

لم يكن أمام أبو محمد في ظل تلك الظروف، سوى بيع الذرة المسلوقة على أرضه للعابرين، لإيجاد دخل بديل عن توقفه عن العمل، وللتواجد الدائم على أرضه.

مرابط في أرضه

ويشير الحاج أبو محمد أن نهاره يبدأ عند الساعة السادسة صباحاً ليشتري الذرة النيئة من سوق الخضار، ثم يبدأ بعدها بسلقها على موقد من الحطب، الذي يجمعه من الأغصان الذابلة من أشجار أرضه المزروعة بالزيتون واللوز، لتبدأ بعدها أبخرة مرجله التي تنثر رائحة الذرة المسلوقة، ولمعان حبات الذرة الذهبية تنادي على المارة من عشاقها.


null

وبين الفينة والأخرى كان الحاج أبو محمد الذي بلغ 66 عاما يقطع حديثه معنا، لرده على تحايا سائقي المركبات العمومي المارين من الشارع، فقد عمل سائقا على خط جنين نابلس ما يزيد عن 30 عاماً.

ويشير إلى أنه كان يأمل بعد سنوات التعب تلك الراحة في تقاعده، ببناء استراحة أو مخازن تدرّ عليه دخلاً ثابتاً لكن اصطدم بكون أرضه تقع في المنطقة ج ومنعه من البناء فيها.

عروض سخية

يقول أبو محمد إن عائد دخله اليومي من بيع الذرة يتراوح بين 20 وسبعين شيكلا (الدولار يعادل 3.80 شيكل)”، ويضيف أن أرضه ورثها عن أبيه، وهي لا تبعد سوى كيلومتر واحد عن مستوطنة “شافي شمرون”.

ويؤكد أن منزله ملاصق للمستوطنة، وقد بني منذ زمن الأردن -في إشارة إلى ما قبل عام 1967 حيث كانت الضفة الغربية تحت الحكم الأردني-، ولولا منزلي لتمددت المستوطنة حتى وصل لأرضي هنا.

وزاد: “جاءني بعض المشترين المشبوهين الذين دفعوا لي في الدونم الواحد 35 ألف دينار، إلا أني رفضت بيع الأرض لهم، ليقيني أنها مطمع لتمدد مستوطنة شافي شمرون عليها”.


null

وأشار إلى أنه  توجه للمجلس البلدي لقريته سبسطية لمساعدته في ترخيص البناء لامتلاكه أوراق ملكيتها كافة، لكن ردهم كان واضحاً له: “إن المنطقة ج ولا يمكن لنا أن نقدم لك أية مساعدة في ترخيص بناء لك”.

ويشدد أبو محمد على أنه لن يبرح أرضه، وسيظل مرابطاً فيها، ولن يبيعها مهما كان الثمن، وسيوصي أبناءه بذلك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....