عاجل

السبت 28/سبتمبر/2024

أبو بصير.. الأسير الدائم يعاني مؤامرة الموت

أبو بصير.. الأسير الدائم يعاني مؤامرة الموت

كان أحمد نبهان صقر “أبو بصير” البالغ من العمر (53 عاما) من مخيم عسكر القديم شرقي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، على موعد مع الاعتقال فجر الخميس (19-1) ليعود من جديد  إلى حياة السجون بعد استراحة طويلة بالنسبة له، استمرت قرابة العامين.

ويثير الاعتقال الأخير لأبي بصير مخاوف عائلته، رغم أنه ليس الاعتقال الأول له، فمنذ اندلاع الانتفاضة الأولى قبل ثلاثة عقود، عاش “أبو بصير” أكثر من نصف هذه المدة داخل سجون الاحتلال وسجون السلطة، إلا أن الاعتقال الحالي صاحبه تدهور في صحته جعل عائلته تشك في مؤامرة صهيونية دبرت له.

تدهور صحته

وتأتي مخاوف العائلة من تدهور وضعه الصحي في الفترة الأخيرة؛ حيث يشكو من عدة أمراض، أما حيرتها فتنبع من توقيت اعتقاله بعد أسبوعين من توجهه للمقابلة.

وتقول زوجته “أم بصير” لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن كل ما تعرفه العائلة عنه أنه نقل إلى سجن مجدو، مشيرة إلى  أن زوجها يعاني من ألم شديد في المفاصل، وضيق في التنفس، ومرض السكري.

وتضيف أنه بدأ في الآونة الأخيرة يشكو من عوارض مرض عصبي، لكن الأطباء لم يتمكنوا من معرفة طبيعة مرضه، قائلة: “كان من المقرر أن يتوجه صباح الخميس إلى أحد أطباء الأعصاب، لكن قوات الاحتلال اعتقلته فجر ذلك اليوم”.

وكانت قوات الاحتلال قد داهمت منزل “أبي بصير” قبل أسبوعين من اعتقاله، ولم يكن يتواجد بالمنزل، بل كان في رام الله للعلاج، ففتشت البيت وخربت محتوياته، وصادرت مبلغًا من المال، وسلمت زوجته بلاغا له لمقابلة المخابرات بمعسكر حوارة.

وتشير زوجته إلى أنه توجه لمقابلة مخابرات الاحتلال، لكنهم طلبوا منه العودة دون أن يقابلوه.
 
قلق وشكوك

ويبدي شقيقه سعيد، قلقه البالغ على شقيقه الذي يؤكد أنه في الفترة الأخيرة لم يعد يتمتع بحيويته ونشاطه المعهوديْن.

وعبّر عن مخاوف لدى العائلة من أن يكون أبو بصير قد تعرض لـ”مؤامرة صهيونية”، مشيرا بهذا الصدد إلى أنه ذهب لمقابلة مخابرات الاحتلال في معسكر حوارة قبل نحو ستة أشهر، ومنذ عودته من تلك المقابلة بدأ الإعياء يصاحبه بشكل ملحوظ.

ويضيف لمراسل “المركز” أن وزنه انخفض أكثر من 35 كغم خلال شهر ونصف، وأجرى فحوصات طبية شاملة دون أن يظهر فيها شيء.

ويبين أن ما يزيد من شكوك العائلة هو تعمد ضباط المخابرات الاتصال عليه باستمرار وسؤاله عن صحته، متسائلا: “منذ متى كانت تهمهم صحة أبي بصير؟”.
 
سنوات في الاعتقال

“أبو بصير” القيادي في حركة حماس، دفع من سنوات عمره أكثر من 16 عاما في السجون جلّها في الاعتقال الإداري.

وتقول “أم بصير” أن سجون الاحتلال عرفت زوجها منذ العام 1987؛ حيث اعتقل نحو ثلاث مرات قبل نهاية الثمانينيات، ثم اعتقل مرتين عاميْن خلال التسعينيات.

وفي عهد السلطة، أمضى نحو ثلاث سنوت في سجونها على خلفية نشاطه بحركة حماس، وأفرج عنه في بداية انتفاضة الأقصى.

ومع الاجتياح الأول لنابلس، اعتقل “أبو بصير” بتاريخ 8/4/2002، وأمضى ثلاث سنوات، ولم يهنأ بالإفراج عنه سوى أشهر قليلة ليعاد اعتقاله بتاريخ 14/11/2005 ثلاث سنوات أخرى، ليتكرر المشهد ذاته مرة ثالثة باعتقاله بتاريخ 28/11/2008 ليمضي 40 شهرا.

وفي أعقاب عملية خطف وتصفية المستوطنين الثلاثة في الخليل عام 2014 كان أبو بصير واحدا من بين المئات ممن اعتقلهم الاحتلال، ليمضي ستة شهور في الاعتقال الإداري ويفرج عنه قبل نهاية ذلك العام.
 
وقدم أبو بصير ولا يزال هو وعائلته الكثير من التضحيات؛ فابنه محمد يعاني من شلل نصفي طولي جرّاء إصابته برصاص الاحتلال، واعتقل شهرين ونصفًا عن جسر الكرامة، أثناء عودته من رحلة علاجية في الأردن.

“أبو بصير” متزوج أربعَ نساء، رزق منهن بـ 12 بنتا و8 أبناء، وهو تاجر خضراوات ويملك محلا في سوق الخضار المركزي “الحسبة”، إلا أن سنوات الاعتقال المتكررة تركت أثرها سلبًا على عمله.

وتقول “أم بصير” إن غياب زوجها عن محله وانقطاعه عن سوق الخضار بشكل متكرر، أدى إلى توقف المزارعين عن التعامل معه وتحوّلهم إلى تجار آخرين.

وتضيف أن زوجها لم يعد يفتح محله في الحسبة في الفترة الأخيرة، وانقطع عن العمل.

لكنّ بعده عن أفراد عائلته لم يمنعه من القيام بواجباته تجاههم، وتصفه زوجته بأنه “زوج وقور، وأب حنون، ورجل اجتماعي بامتياز، وصاحب نخوة وشهامة، لا يردّ صاحب حاجة يطرق بابه”.

ويعدّ “أبو بصير” شخصية محبوبة، ويحظى باحترام وثقة جميع الفصائل سواء في مخيم عسكر أو محافظة نابلس، ولم يكن يفرق بين أحد على أساس حزبي أو جغرافي، كما لم يكن يفرّق بين أبنائه في المعاملة، فلكلّ واحد منهم حصة في قلبه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات