48 ساعة من العذاب على معبر الكرامة

اضطرت أم محمد جبارين للعودة من الجانب الأردني لمعبر الكرامة، أمس الاثنين (23-1)، بعدما أغلق المعبر قبل موعده بخمس ساعات  نتيجة رفض الجانب الإسرائيلي استقبال حافلات جديدة؛ لتراكم أعداد كبيرة من المسافرين بين المعبرين الأردني والإسرائيلي.

وقسرًا قضت أم محمد ليلتها في عمان أسوة بما حدث مع مئات العائلات وآلاف المسافرين يومي الأحد والاثنين (23-24- 1).

أعداد كبيرة
من جهته قال المتحدث باسم الشرطة المقدم لؤي ارزيقات، إن أعداداً  كبيرة جدا من المسافرين قدمت للمعبر نتيجة آلاف المعتمرين الذين عادوا دفعة واحدة من الديار الحجازية.

وأضاف في تصريح صحفي، أمس الاثنين، أن أكثر من عشرين ألف مسافر تنقلوا عبر معبر الكرامة خلال الـ 48 ساعة الماضية في الاتجاهين،  بينهم 15 ألف مسافر ومعتمرين قادمين من الديار الحجازية.

 كما سجل مغادرة خمسة آلاف مسافر في حركة المغادرين، متوقعا استمرار الحال ذاته في الأيام القادمة.

واضطر آلاف المواطنين لقضاء ليلة كاملة في الحافلات بين المعبرين محتجزين داخل حافلات بلا خدمات ولا أي مقومات أخرى بسبب إجراءات الجانب الإسرائيلي التي لا تدخل للمعبر سوى حافلتين، وعند انتهاء إجراءات دخولهما تدخل أخرى.

ووسط حالة عالية جدا من التذمر يشير التاجر ضياء الطاهر إلى انتظاره في الحافلات من عصر الأحد وحتى صبيحة اليوم التالي، مضيفا: “تتحرك بين قارة وقارة في ساعات بينما تمكث كل هذه المسافة لقطع أقل من كيلومترين”.

وأردف لمراسلنا: “تتحطم كل  معاني السفر الجميلة على المعبر الذي لا يحمل من اسمه نصيب “معبر الكرامة” ، مؤكدا أنها أعقد إجراءات سفر في العالم.

وتزدهر رحلات العمرة إلى الديار الحجازية في هذا الوقت من كل عام بسبب عطلة ما بين الفصلين لطلبة المدارس ، ولكنها تتحول إلى كابوس على المعابر.

استغلال VIP
وبرز الاستغلال البشع لشركة VIP خلال اليومين الماضيين ليظهر مدى الضرر الذي يحدثه هذا النظام الغريب في التمييز بين الناس من جهة وفي استغلالهم بطريقة بشعة.

فمع تكدس المسافرين الأحد والاثنين على الجانب الأردني بعد إغلاقه مبكرا بسبب رفض الاحتلال دخول حافلات جديدة، اضطر مسافرون إلى التوجه للممر المجاور والمخصص لشركة (VIP)؛ حيث يتم دفع مبلغ 150 دولارًا لكل مسافر مقابل تجاوزه أزمة المسافرين ودخوله من ممر خاص.

وفي مشهد اضطراري لم يكن ميسورو الحال هم من استخدم هذه الخدمة بل إن مسافرين عاديين اضطروا لذلك رغم صعوبة أوضاعهم المادية.

وتساءلت مادلين أبو لبن بعد دخولها مكرهة عبر هذه الشركة لمراسلنا إن كانت كل الرحلة تستغرق نصف ساعة فقط لتتنقل بين المعابر الثلاثة عبر شركة (VIP)، فلماذا كل هذه التعقيدات والمبيت على المعبر في الممر العادي وأنت تسافر لدى نفس الأطراف ونقاط الدخول.

وأبدت استهجانها بين أن تبيت على المعبر أو تنهي ثلاثة معابر بنصف ساعة فقط لمعيار واحد، وهو أن تدفع 150 دولارًا إضافية.