هنية بالقاهرة.. هل تعكس البروتوكلات تغيرا بالسياسة؟

توقع محللان سياسيان أن تنعكس “بروتوكلات” استقبال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، بالقاهرة إيجابا على الملفات المطروحة على أجندة اللقاءات خلال زيارته المستمرة منذ عدة أيام.

ووصل هنية ووفد مرافق له، مساء الأحد الماضي، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للقاء مسؤولين مصريين، بحسب عدة مصادر متطابقة، وذلك قبيل عودته إلى قطاع غزة.

وقال مصدر أمني بمطار القاهرة الدولي، لوكالة الأناضول التركية، إن “هنية والوفد المرافق له وصل القاهرة على الطائرة القطرية القادمة من الدوحة، وأنهيت إجراءات وصولهم باستراحة كبار الزوار بالمطار”.

وأضاف المصدر أن “الزيارة رسمية تستغرق عدة أيام للقاء عدد من المسئولين؛ لبحث آخر تطورات الأوضاع في الملف الفلسطيني، وكذلك الأوضاع بقطاع غزة”.

وأوضح أنه “كان في استقبال هنية مسؤولون بإحدى الجهات السيادية (لم يسمها) أشرفت على إنهاء إجراءات الوصول”.

ويرى المحلل السياسي حسام الدجني، أنّ اللقاء المهم الذي تعقده المخابرات المصرية بين مسؤولين أمنيين ونائب رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” إسماعيل هنية، عكسته الإجراءات البرتوكولية التي جرت لاستقبال هنية من خلال دخوله عبر صالة كبار الزوار في مطار القاهرة. 

وأشار الدجني في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ اللقاء يأتي نتاج تحول حقيقي في الموقف المصري تجاه حركة “حماس”، وكذلك إدراك “حماس” بأهمية الموقف المصري في الشؤون الداخلية الفلسطينية.

وتوقع المحلل السياسي، أن يثمر اللقاء عن تطور العلاقة بين الجانبين ما يؤهل لفتح معبر رفح بصورة مختلفة عما قبل، وكذلك وضع رؤية لإقامة منطقة تجارية حرة بين مصر وغزة.

وبين الدجني، أنّ الملف الأمني سيكون أبرز الملفات التي سيناقشها الجانبان، متوقعاً بهذا الشأن أن ينتج عنه واقع أمني أفضل خاصة على الحدود المصرية الفلسطيني، “في ظل استعداد “حماس” على الدوام لتأمين الحدود بشكل كامل”، كما قال.

كما توقع المحلل الفلسطيني، أن يطرح هنية ملف الأزمات الحياتية للمواطنين الفلسطيني في غزة على طاولة النقاش، بما فيها ملف الكهرباء الذي يعد المشكلة الأبرز، حيث توقع أن تطلب من “حماس” ضغطا مصريا على رئيس السلطة محمود عباس للقبول بحلول أزمة الكهرباء.

بدوره، وصف الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، الزيارة بأنّها تكميلية في إطار اللقاءات السابقة.

وأشار الصواف في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ اللقاء سيكون ذا طابع أمني؛ كون من المخابرات المصرية هي من يتولى الملف الفلسطيني، لافتاً إلى أنّ اللقاء سيناقش الأبعاد الأمنية قبل السياسية والاقتصادية.

وأوضح المحلل السياسي، أنّ ملفيْ سيناء وأمن الحدود هما أبرز الملفات التي ستكون مطروحة على طاولة النقاش بين هنية والمسؤولين المصريين.

وقال الصواف: “الحقيقة أن حماس تسعى إلى ترطيب العلاقات في ظل التغييرات الإقليمية من ناحية، وحاجة غزة إلى متنفس، في المقابل فإنّ مصر بحاجة إلى مصلحة من غزة، حيث كتبت صحيفة الأهرام المصرية في تقرير لها أنّ غزة تمثل كنزًا استراتيجيًّا بالنسبة لمصر”.

وكان الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لـ”حماس”، قد أكّد في حوار سابق مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن هناك لقاءات مرتقبة ستجرى بين قيادة حركته ومسؤولين مصريين في القاهرة، مرحّبا بالتسهيلات المصرية لغزة.

وقال الزهار في حينه، إن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في طريق عودته لغزة سيزور القاهرة رفقة القيادي موسى أبو مرزوق، مؤكدا أنه سيكون هناك لقاءات مع مسؤولين مصريين.