الجمعة 09/مايو/2025

الشهيد يوسف الأغا.. تعلق بالأرض حتى احتضنه باطنها

الشهيد يوسف الأغا.. تعلق بالأرض حتى احتضنه باطنها

على هذه الأرض ما يستحق الحياة.. ولكن في حال النداء عليهم ليضحوا من أجلها وجدتهم السباقين ليزاحموا الأحياء، فتارة يحفرون وتارة ينحتون من أجل أن يحيا شعب بأكمله في سبيل الحرية والتحرير.

شهداء الإعداد في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لهم قصص بطولات وروايات مع أرض لطالما عملوا في باطنها، وشربت وارتوت من عرقهم ودمائهم.

ومن هؤلاء، الشهيد يوسف عصام الأغا (22 عاما) الذي تأهبت أرض محافظة خانيونس لاستقبال جثمانه، بعد أن تعرض لانهيار نفق من أنفاق المقاومة ظهر يوم السبت.

حمله رفاقه على أكتافهم لوداعه لمثواه الأخير، على أمل اللحاق به على ذات الطريق أو بين البنادق والخنادق وأزيز الطائرات والمدافع والحروب، من أجل إعادة أرض مسلوبة من محتل عنيد.

وفي منطقة السطر الغربي بمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، توافد المهنئون إلى خيمة العزاء علّهم يخففون بعضا من الوجع الذي أصاب عائلة الشهيد، ليتفاجأوا بعائلة صابرة محتسبة.

ويجلس والد الشهيد في استقبال المهنئين مفتخرا باستشهاد نجله يوسف، الذي أرسله قبل لحظات إلى السوق الخاص بالمدينة من أجل أن يبيع بعضاً من الخضار الذي جمعه من أرضهم الخاصة بهم، لا سيما وأنهم يعملون في مجال الزارعة منذ سنوات.

وعن ولده يقول: “كان نعم الولد البار بأبيه وأمه، وكان صاحب خلق ودين وعفة وحياء، ومساعدا له في مجال الزراعة”، واصفا إياه بـ”دينمو الدار” من كثرة قضائه لحوائجهم ومساعدته لهم.

وحسب الوالد المحتسب؛ فإنه كان يدرك استشهاد يوسف في أي وقت، لأنه كان يطلبها ويسعى إليها، معبرا عن فخره بأن نجله نال الشهادة في أحد الأنفاق الخاصة بالمقاومة.

وأكد أنه لم يدخر جهدا في تربيته على طريق الجهاد والمقاومة، مشددا على أن جميع أبنائه سيكونون على ذات الطريق التي سار عليها نجله.

أما الوالدة الصابرة؛ فلم تجزع في ارتقاء ابنها يوسف شهيداً، فقد شاهدته عدة مرات في منامها، وذلك قبل استشهاده بأيام، وقد ارتدي رداء أبيضاً وكان يشع من وجهه النور.

وتتابع والدموع تنهمر على خديها: “كنت أعلم بأن يوسف لن يطول بقاؤه، خاصة أنه قبل أيام قد نجا من موت محقق خلال عمله داخل النفق، بعد أن وقع جزء منه عليهم، ولكن معية الله كانت معهم، ولم يصب بأذى”.

وأوضحت أن نجلها رفض الجلوس في المنزل، وآثر العودة للعمل بعدها بأيام، معلقا: إن الحياة والموت بيد الله عز وجل، وإن الآجال مكتوبة ومعروفة، ولن يأخذ الشخص أكثر من عمره.

وبدت الوالدة حزينة على أن نجلها لم يحقق أمنيته بالشهادة داخل ساحات القتال، داعية الله عز وجل أن يدخله الفردوس الأعلى من الجنان.

وفي كلمة وجهتها الأغا لرجال المقاومة، قالت: “أسأل الله العلي العظيم أن يثبت خطاكم، وأن يحفظكم ويرعاكم، وأن ينصركم على عدوكم، وأن يغيظ قلوب أعدائكم”، مؤكدة أنه بقي لها ثلاثة أبناء سيسيرون بإذن الله على طريق شقيقهم الشهيد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...