الجمعة 21/يونيو/2024

هل 2017 عام الكارثة؟

مصطفى الصواف

اليوم أم الحيران، وبالأمس العراقيب، وغدا جبل المكبر، ومن قبل اللد ويافا وعكا وحيفا وسياسة هدم المنازل في المثلث، عملية اجتثاث بوسائل عنصرية تهدف إلى التهجير لمن تبقى من الفلسطينيين في فلسطين المحتلة من عام 48، ولا ننسى ما حدث في يوم الأرض من شهداء تصدوا لجرائم الاحتلال في مصادرة أراضيهم فقدموا الأرواح والدماء، وتعرضوا للاعتقال والتعذيب، ولكن صمدوا متحدين جرائم الاحتلال رافعين شعار ( على أرضا صامدون).

واليوم في أم الحيران جريمة جديدة تهدف إلى تهجير السكان الاصليين أصحاب الأرض لإقامة مستوطنة يهودية، كما يخطط الاحتلال لإقامة مستوطنة على جبل المكبر، ذلك الحي الفلسطيني البطل وصولا إلى تحقيق ما يهدف إليه الاحتلال لتحقيق يهودية الكيان من خلال تصفية الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية .

سياسة الاحتلال لم تقتصر على هدم المنازل، بل وصلت إلى ممارسات عنصرية ومحاربة للوجود الفلسطيني من خلال التزوير في التاريخ والجغرافيا ومناهج التعليم والعمل والمسكن، بل وصل الأمر إلى تهديد المؤسسات الفلسطينية لفلسطينيي 48، وكذلك الأحزاب الفلسطينية والتي كان آخرها العمل على إقصاء عضو عربي في الكنيست (غطاس) من مكانته التي انتخب فيها بحجة واهية فقط كونه فلسطينيا ويساند حقوق شعبه ويقف إلى جوارهم، وكذلك حظر الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح، بل تلفيق التهم له لزجه في سجون الاحتلال، ثم تابعنا جميعا حملة التحريض التي يقودها نتنياهو ضد الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة من عام 48، ولا يغيب عنا ما تعرضت له حنين زعبي من عملية تحريض على القتل لا زالت مستمرة.

هذه السياسة الصهيونية على ما يبدو هي ستكون المتبعة في عام 2017، ولم تقتصر على ما تقوم به من جرائم ضد الوجود الفلسطيني، وسيقوم الصهاينة بمزيد من الجرائم متسلحين بوصول ترامب إلى الإدارة الامريكية، معتقدين أن هذا هو العصر الذهبي الذي يمكن في خلاله تنفيذ كل جرائمهم التي يخططون لها وعلى رأسها تصفية الوجود الفلسطيني، ويهودية الدولة، وأن الدولة الفلسطينية في الأردن وليس في فلسطين، وأن الوجود الفلسطيني في فلسطين هو وجود مؤقت.

الصهاينة يعتقدون أن وجود ترامب يشكل لهم حماية وأمان، ويخطئون التقدير هذه المرة؛ لأن هذا الضغط الممارس ضد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة أو في الضفة الغربية وقطاع غزة وجرائمها المختلفة في أنحاء العالم؛ لا يمكن أن تمر بسهولة دون ردة فعل خاصة من الفلسطينيين في الداخل (وأقصد كل فلسطين) وفي الخارج، أما العالم سيبقى على حاله لأنه لا يؤمن إلا بالقوة وهو مع القوي على حساب الضعيف، ويتناسى أن القوي لن يبقى قويا والضعيف لن يبقى ضعيفا، فالتغيير سنة كونية وليقرأوا التاريخ.

وهنا نطرح سؤالا هل عام 2017 هو عام الكارثة على دولة الكيان؟ وهل هو عام إشعال النيران والانفجار في وجه الاحتلال والذي لن ينتهي حتى إحقاق الحق وإقرار حقوق الشعب الفلسطيني؟، ولن ينفع هذا الكيان ترامب ولا أمريكا ولا انحياز العالم، وهنا نذكر فقط بالحرائق التي وقعت في جبل الكرمل والتي أظهرت عجز الاحتلال عن مواجهتها، فكيف لو ثار الفلسطينيون في كل مكان من فلسطين، عندها لن ينفع الكيان غرور القوة ولا حماقة ترامب.

هل عام 2017 عام الثورة الشاملة، الانتفاضة العارمة، والتي لن تستطيع دولة الكيان مواجهتها؛ لأن الأجساد ستكون ملتصقة يصعب التفرقة فيها، وكما هو معروف عن يهود الجبن والخوف وحب الحياة، وقد شاهدنا ذلك في فرار جنود الاحتلال مدججين بالسلاح أمام شاحنة الشهيد فادي قنبر، ولن يتوقف الأمر على الفلسطينيين في الداخل أو حتى في الخارج، ولكن ستكون هناك مواجهة أوسع ضد مصالح الاحتلال في العالم ومن يشجعه على جرائمه.

لنجهز أنفسنا كفلسطينيين لهذه المرحلة، نوحد الصفوف، وننفض عنا عار أوسلو، ونؤمن بأن وحدتنا ومقاومتنا كفيلة بردع الاحتلال وطرده وإقامة دولتنا الفلسطينية على ما كانت عليه في كل الأزمان من بحرها حتى نهرها، ومن رأس الناقورة حتى أم الرشراش، لذلك علينا أن نسارع في تحقيق الوحدة، ونبذ الفرقة؛ لأن المرحلة القادمة مرحلة نكون أو لا نكون {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.يوسف (21).

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الممثلة الخاصة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، ماريس غيموند، الجمعة، إن 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية...