السبت 10/مايو/2025

هل يجزُّ الفساد رأس نتنياهو السياسي؟

هل يجزُّ الفساد رأس نتنياهو السياسي؟

انهمرت المصائب الواحدة  تلو الأخرى على رأس رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بدءاً من تقرير مراقب الدولة، ومرورا بقضية الغواصات البحرية، وانتهاء بقضايا الفساد المالي،  مما دفع المئات من المتظاهرين للخروج بمسيرة هي الأقوى منذ سنوات تطالب برحيله.

أبعاد هذه الأحداث تناولها قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام”، لبحث تداعياتها على مستقبل نتنياهو السياسي وهل تنتهي مسيرة القضايا بالإطاحة به.

غسيل أدمغة

فتحت عنوان “نتنياهو سيذهب والابرتهايد سيبقى” كتب “روغل الفر” في مقال له بصحيفة “هآرتس”، أن نتنياهو احتاج إلى صحيفة “إسرائيل اليوم” من أجل الدفاع عن حكمه والحفاظ على دولة “الابرتهايد” التي يقيمها؛ وتساعده الصحيفة في غسل دماغ ملايين “الإسرائيليين” المقتنعين بأن عليهم تأييده وتأييد سياسته الاستيطانية والعنصرية؛ إنهم يتعلمون يوميا من الصحيفة  بأنه إذا سقط نتنياهو وقامت دولة فلسطينية فهي ستقوم بإسقاط الصواريخ على رؤوسهم وقتلهم.

كما أنها “أي صحيفة إسرائيل اليوم” تعلمهم أن يكونوا يهوداً قوميين متطرفين وعنصرين ضد العرب.

هذا المقال جاء عقب كشف  صحيفة “هآرتس” العبرية عن تورط رئيس الوزراء، بقضية فساد إداري جديدة وهي تقديم تسهيلات بشكل غير قانوني للقناة العبرية العاشرة.

وكشف المحلل السياسي في القناة العاشرة الصحفي رفيف دروكر عن مراسلات عبر البريد الإلكتروني، أظهرت أن نتنياهو كان ضالعا في ربط علاقة تجارية بين رجلي الأعمال المقربين منه والقناة العاشرة في بداية سنوات ال2000، ولم يكن حينذاك يتولى منصبا رسميا، ولكن بعد ولايته الأولى في رئاسة الحكومة.

قائد ضعيف

ووفقا للصحيفة فإن هذه التشريعات كانت غايتها تغيير الإطار القانوني الذي تعمل بموجبه قنوات التلفزيون في الكيان، وزيادة المنافسة بواسطة تقليص كبير فيما يتعلق بالالتزام بالمضامين، ومن بين القرارات التي اتخذت حينئذ، قرار يهدف بالأساس إلى خفض قوة القناة الثانية، ولكنه ساعد القناة العاشرة في محاربة القناة الثانية.

فيما ذكرت القناة العبرية الثانية مشاركة المئات من المتظاهرين في تل الربيع “تل أبيب”، ضد رئيس الوزراء نتنياهو، وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لرئيس الوزراء الصهيوني، مطالبين باستقالته على خلفية قضايا فساد مالية.

وفي سياق متصل كتب أوري مسجاف الصحفي في صحيفة “هآرتس” مقالا تحت عنوان “نتنياهو قائد سياسي ضعيف جدا”، قال فيه: “كان نتنياهو وما زال شخصية ضعيفة وقائدا أيضا ضعيفا، وهذا ما أثبت في كثير من المواقف؛  بدءاً من تسجيل المحادثة الخطيرة وحتى تعيين افيغدور ليبرمان وزيرا لـ”الدفاع”، وإذا كان الادعاء بأنه أراد استعراض عضلاته أمام كاتس صحيحا، فإن الحديث عن مستوى جديد من عدم الثقة بالنفس، وحسب هذا المنطق فضل التجاوب مع الحريديين في عمل يضر بشعبيته”.

ويتابع الكاتب “إلى هذه الدرجة لا يثق نتنياهو بنفسه، والأمر اللافت هو الفجوة بين ضعفه وبين عبادته لمفهوم القوة، وأخطأ نتنياهو خطأ سياسيا شديدا فـ “الليكوديون” أيضا بدأوا باليأس منه، إنه في ذروة ضعفه”.

قضايا فساد ورشوة

صحيفة “هآرتس” أيضا نشرت تفاصيل صفقة الرشوة التي تمت بين نتنياهو ومالك صحيفة ومجموعة “يديعوت احرونوت” الصحفي  نوني موزس، حيث قالت الصحيفة “إن موزس تعهد لنتنياهو قائلاً، سأعمل كل ما بوسعي لتصبح رئيس الحكومة بالقدر الذي ترغب زمنياً فيه في الحكم، و ستحظى بترويج إيجابي عبر “يديعوت” وسنخصص صحافيين ممن تختارهم أنت”.

بالمقابل نتنياهو وعد موزس  بتقديم قانون يمنع توزيع صحيفة “يسرائيل هيوم” مجاناً بعد الانتخابات، وبناء على هذه المحادثة أجمعت النيابة العامة على أن الحديث يدور عن عرض رشوة واضح، و التقديرات تشير إلى أن التحقيقات لن تأخذ وقتاً طويلاً.

وتابعت الصحيفة؛ يمكن أن يبقى نتنياهو في منصبه حتى و لو قدمت لائحة اتهام ضده حسب القانون، لأن القانون لا يلزمه بالاستقالة إلا بعد اتهام نهائي بالجرم المخل للشرف، والكنيست يمكن أن يزيله حتى لو لم تكن الإدانة نهائية بعد التئام الكنيست خلال 30 يوما من الإدانة، وعلى نتنياهو أن يقنع الكنيست أن لا يزيله حتى يثبت براءته.

وخيار آخر هو أن يعلن نتنياهو أنه غير قادر على إدارة الحكومة، ويعين القائم مقامه لفترة زمنية وإن لم يوجد يعين أحد وزرائه.

وحسب ما أوردته “يديعوت احرونوت” فان التحقيق مع بنيامين نتنياهو في قضية أخرى وهي تلقي مكافآت وهدايا بغير وجه حق؛ أهمها تلقي نتنياهو وزوجته هدايا تقدر بآلاف الشواكل عبارة عن “سيجار وزجاجات شمبانيا” ثمينة من رجل الأعمال ارنون مليتشر.

قنبلة تكتيكية

محلل الشؤون العبرية في “المركز الفلسطيني للإعلام” قال تعليقا على ما أوردته الصحف العبرية عن نتنياهو: “منذ اللحظة الأولى لتولي رئيس وزراء الكيان منصبه، وغالبية تصرفاته تدل على شخصية ضعيفة غير مؤهلة لهذا المنصب، وهو ما أجمع عليه محللون صهاينة، والنهاية التي سيؤول إليها نتنياهو، هي نهاية طبيعية لهذه  الشخصية”.

وأشار المحلل أن مستقبل نتنياهو كرئيس وزراء وضع في حقل القنبلة التكتيكية التي سحب فتيلها مراقب الدولة، وتبعات هزيمة جيش الكيان على يد المقاومة في العدوان الأخير على قطاع غزة، وملفات الفساد ما هي إلا القشة التي قسمت ظهر البعير، فقضايا الفساد ليست جديدة على رؤساء وقادة الكيان الصهيوني؛ فبالأمس القريب تمت إدانة سلفه اولمرت وسجنه، وقضايا الفساد الأخلاقي والتحرش الجنسي التي طالت الكثيرين من الرؤساء وقادة الأجهزة الأمنية هي أكثر من الحصر.

وأكد المحلل أن قادة ووزراء اليمين المتطرف الكارهين لسياسة نتنياهو لعدة قضايا مثل قضية نقل البؤر الاستيطانية وتفكيكها؛ سيعدون كل القضايا السابقة الفرصة الأوفر حظا لتسريع تخليه عن منصبه دون محاكمة وعقوبة السجن.

وختم المحلل أن نتنياهو سيسعى جاهدا للحيلولة دون إقالته عن طريق التسريع في إجراء صفقة مع حماس لاستعادة الجنود، في محاولة  لتحقيق مكسب سياسي لغض الطرف عن تبعات إخفاقاته السابقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات