الخميس 26/سبتمبر/2024

جبل المكبر.. ميدان مقاومة وقلعة تحدٍّ

جبل المكبر..  ميدان مقاومة وقلعة تحدٍّ

جبل المكبر.. تلك البلدة الرابضة جنوب المسجد الأقصى المبارك، الشامخة على سفوح مدينة القدس المحتلة، التي طالما وقفت عزيزة على مدار سنوات وعقود الصراع مع الغزاة، وليس أخيرًا انطلاق عمليات نوعية ضد الاحتلال الصهيوني منها خلال انتفاضة القدس الحالية، وآخرها عملية الشهيد فادي القنبر، أمس الأحد.

وتقع البلدة إلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس المحتلة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 30 ألفا، وهي تمتد من ناحية اجتماعية مع العائلات في السواحرة الشرقية والغربية.

وسميت جبل المكبر بهذا الاسم، بعد أن كبر الخليفة عمر بن الخطاب على سفحها؛ حيث أتى إلى المدينة المقدسة، لتسلم مفاتيحها من بطريركها صفرونيوس، في العام الخامس عشر للهجرة.

حرب الاحتلال على البلدة

وأقدم الاحتلال على تقسيم بلدة جبل المكبر وإخراج جزء منها وهو حي الشيخ سعد من القدس وضمه إلى الضفة الغربية، وكذلك السواحرة الشرقية من حدود السواحرة، وقسمها إلى 3 مناطق، وهي السواحرة الغربية والشرقية والشيخ سعد.

يقول الناشط المقدسي راسم عبيدات وهو من سكان جبل المكبر إنه بحكم المصادرات الصهيونية تتواجد البلدة اليوم في داخل جدار الفصل العنصري رغم أن نفس عائلات البلدة موجودة في منطقة الشيخ سعد أو في السواحرة الشرقية التي فصلها الاحتلال قصرا ومنع التواصل بين القسم الشرقي والغربي، ومنطقة الشيخ سعد من خلال إقامة جدار الفصل العنصري والحواجز الثابتة.

وأشار عبيدات في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى طبيعة الاستيطان في جبل المكبر؛ حيث توجد في قلب البلدة مستوطنة “نوف تسيون” التي تحولت إلى “زهاف تسيون” والمقامة على 114 دونما صودرت من أراضي سكان جبل المكبر.

وتطرق إلى المصادرات التي جرت فيما يسمى بالطوق الشرقي والذي يجرى العمل فيه حاليا فيما يسمى بـ”الشارع الأمريكي” لربط منطقة جبل أبو غنيم “هارحوماه” من خلال نفق يمتد من منطقة أبو ديس باتجاه مستوطنة “معاليه ادوميم”، وربط المستوطنات المحيطة بجبل المكبر وفي مدينة القدس بالمواقع الاستيطانية الموجودة خارج جدار الفصل العنصري مع الموجودة في داخله؛ في مقدمة للتصريحات التي أدلى بها الوزير الصهيوني نفتالي بينيت لضم مستوطنة معالي أدوميم لشرق القدس.

وأضاف أن هناك مستوطنة قديمة أقيمت عام 1969 على أراضي جبل المكبر وصور باهر تسمى “هرمون هنتسيف”، بالاضافة إلى مقر شرطة الاحتلال المسمى بـ “عوز”.

جهاد ونضال البلدة
وتطرق عبيدات إلى دور أبناء “جبل المكبر” في المقاومة وخاصة انتفاضة القدس، يقول: “منذ انتفاضة الشهيد محمد أبو خضير من تموز 2014 وحتى اليوم هناك ثمانية شهداء من أبناء البلدة 
؛ ففي عائلة أبو جبل هناك 3 شهداء، وهم: بسام وعدي وعلاء، إضافة إلى الشهداء محمد جعابيص وبهاء عليان ومعتز عليان وعمران أبو ادهيم وآخرهم فادي القنبر”.

وأشار إلى أن البلدة قدمت 150 شهيدا في إطار المقاومة الوطنية، موضحا أن هناك عشرات الأسرى ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال.

مطالبات بإبعاد ذوي الشهيد
وكما قالت بعض وسائل الإعلام الصهيونية؛ فإن هناك مطالبات صهيونية بإبعاد عائلة الشهيد القنبر إلى قطاع غزة أو سوريا.

وقال الوزير في الكابينيت يؤاف جالانت لموقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، “يجب علينا أن نطرد عائلة منفذ العملية إلى سوريا”.

ودعا جالانت وزيري الأمن والداخلية لسحب الامتيازات الاجتماعية التي تحصل عليها عائلة منفذ عملية الدهس، وهويات الإقامة “الإسرائيلية”.

وأضاف “لا يمكن أن تدفع “إسرائيل” أموال الضمان الاجتماعي وتدعم الأسرة وفي اليوم التالي يقوم أحد أفرادها بشن هجوم”، مشيرا إلى أنه طالب خلال جلسة الكابينيت أمس بطرد عائلته إلى سوريا.

فيما طالب نائب وزير التعاون الإقليمي أيوب قرّا، من حزب الليكود، الحكومةَ والكابينيت بالعمل على اتخاذ قرار فوري بإبعاد العائلة من القدس إلى غزة، كما نقل عنه موقع القناة العبرية السابعة.

ووفق الأناضول؛ فإن أبرز العمليات التي نفذها فلسطينيون يقطنون حي جبل المكبر بالقدس المحتلة هي:

– في 6 مارس/آذار 2008 هاجم علاء أبو ادهيم، الناشط في حركة حماس، مدرسة “هراف” الدينية في كريات موشيه في القدس الغربية بسلاح ناري؛ ما أدى إلى مقتل 8 إسرائيليين وجرح 35 آخرين قبل مقتله برصاص الشرطة التي حاصرته في المدرسة.

– في 4 أغسطس/آب 2014 اتهمت الشرطة الإسرائيلية محمد الجعابيص، بتعمد دهس إسرائيليين بجرافة كان يقودها على الخط الفاصل بين شطري مدينة القدس الشرقي والغربي، ما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة عدد آخر قبل مقتله في المكان برصاص الأمن الإسرائيلي.

– في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، هاجم الشابّان عُدي وجمال أبو جمل (ابنا عم) بمسدس وبلطات كنيس “هار نوف” في غربيّ القدس؛  ما أدى إلى مقتل 5 إسرائيليين وإصابة 8 آخرين قبل مقتلهما برصاص الأمن الإسرائيلي في المكان.

– في 13 أكتوبر/تشرين أول 2015 هاجم بهاء عليان وبلال غانم، حافلة إسرائيلية بمسدس وسكين في مستوطنة “ارمون هنتسيف”؛ ما أدى لمقتل 3 إسرائيليين وإصابة عدد آخر فيما قتل عليان برصاص الأمن الإسرائيلي، واعتقل غانم.

– كذلك في 13 أكتوبر/تشرين أول 2015 هاجم علاء أبو جمل بسيارة إسرائيليين في القدس الغربية؛ ما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة 7 اخرين قبل قتله برصاص الأمن الإسرائيلي.

– في 8 يناير/كانون ثانٍ 2017 هاجم فادي القنبر بشاحنة جنودا إسرائيليين في مستوطنة “ارمون هنتسيف”؛ ما أدى إلى مقتل 4 جنود وإصابة 15 آخرين قبل مقتله برصاص الأمن الإسرائيلي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أضرار وإصابات في هجوم بالمسيرات على إيلات

أضرار وإصابات في هجوم بالمسيرات على إيلات

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة مسيرة أطلقت من العراق انفجرت مساء اليوم الأربعاء في مدينة إيلات على البحر الأحمر،...