السبت 06/يوليو/2024

بحر: لقاءات القاهرة ستفضي إلى إنهاء الخلافات مع مصر

بحر: لقاءات القاهرة ستفضي إلى إنهاء الخلافات مع مصر

رجّح أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، أن تؤدي الحوارات بين القيادة المصرية وقيادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في القاهرة، إلى طيّ صفحة الخلافات بين الطرفين، والتأسيس لمرحلة جديدة في العلاقات الفلسطينية – المصرية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها بحر خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “تعزيز العلاقات الفلسطينية المصرية وانعكاساتها على قطاع غزة”، والذي نظمته “أكاديمية الإدارة والسياسية للدراسات العليا” بالتعاون مع وزارة الأوقاف في مقر الوزارة بمدينة غزة، اليوم الأربعاء.

وقال بحر “إن التصريحات الإيجابية والبناءة الصادرة عن الأشقاء المصريين في الآونة الأخيرة تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات المتبادلة بين مصر وقطاع غزة، ونحن نتوقع أن تثمر النقاشات والحوارات المصرية الفلسطينية خلال الأيام والأسابيع القادمة عن طيّ صفحة الماضي، وبناء الثقة من جديد وفق قواعد سياسية وأمنية واقتصادية مبنية على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في شؤون الغير”.

ورأى أن تحسين العلاقات بين الطرفين من شأنه أن يخدم مصالح الشعبين المصري والفلسطيني، ويعزّز دور القاهرة الداعم تاريخيا للقضية الفلسطينية.

وأضاف “فتح حوار مباشر ذي أبعاد سياسية وأمنية واقتصادية بين الأشقاء المصريين من جهة، وقطاع غزة والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس من جهة أخرى، يشكل حاجة بالغة الإلحاح وسط ركام التحديات الراهنة، وفي ظل التكالب الدولي على القضية الفلسطينية وعلى أمتنا العربية وشعوبها”، كما قال.

وأعرب عن أمله في أن تتكلّل الحوارات المصرية – الفلسطينية برفع كامل ونهائي للحصار عن قطاع غزة، وبفتح دائم لمعبر رفح، إلى جانب الاتفاق على إنشاء منطقة تجارية حرة بين مصر وغزة تكفل إنقاذ وتطوير الحركة التجارية والواقع الاقتصادي في القطاع.

وأكد على أن المجلس التشريعي الفلسطيني سيقدم كل الدعم والإسناد لأي مبادرة تساهم في تمتين العلاقات المصرية – الفلسطينية على المستويات كافة، مشيدًا بالتصريحات الإيجابية من المسئولين المصريين تجاه غزة.

وشدد على أن “فلسطين هي بوابة مصر الشرقية، ومصر هي العمق الاستراتيجي لفلسطين ولقطاع غزة”.

وأشار إلى أن كل المحاولات لتشويه العلاقات بين مصر وغزة ستبوء بالفشل، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى سند عربي وإسلامي ومصري لمقاومة الاحتلال وتحرير القدس.

وقال بحر “إن مدى حجم وعمق العلاقات المتجذرة بين الشعبين المصري والفلسطيني كان أكبر من كل المحاولات التي تستهدف التشويه وإحداث الوقيعة، ومهما بلغ حجم المؤامرات الإقليمية والدولية سيبقى الشعب المصري الكريم بكل قواه السياسية وشرائحه الشعبية داعما لقضيتنا ومحبًّا للقدس وغزة وفلسطين”.

ونبّه إلى حرص المقاومة الفلسطينية على الأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية في غزة اتخذت مؤخرًا سلسلة إجراءات كفيلة بحماية الحدود المصرية –  الفلسطينية.

وأضاف “المقاومة في غزة هي الأكثر حرصاً على صد أي عدوان دخيل حماية للأمن القومي المصري علاوة على حماية الأمن الفلسطيني، فنحن شعب واحد وأمة واحدة، فلا تطيلوا أيها الأخوة المصريون النظر، ولا تكثروا الحسابات وأنتم تدرسون الانفتاح على غزة، فلن تخسروا شيئاً بذلك، فأنتم أهل فضل، ونحن أهل للفضل والعطاء”.

وأشاد بحر بالتسهيلات المصرية الأخيرة المتمثلة بزيادة عدد أيام فتح معبر رفح، معربًا عن أمله أن يفتح بشكل دائم أمام حركة المسافرين والتجارة، وأن تقام منطقة تجارية حرة على الحدود.

وطالب النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، مصر بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجونها؛ لاسيما المختطفين الأربعة من سيناء قبل عام ونصف العام.

من جهته عدّ رئيس الأكاديمية المنظمة للمؤتمر، محمد المدهون، أن “مقياس درجة حضارة ورقي الأمة هو بالتقارب بين مصر وفلسطين”، مشيرًا إلى أن الأصل هو تكامل العلاقة، وليس تعزيزها.

وشدد على أن المتغيرات لن تؤثر على العلاقة التاريخية بين الشعبين، عادًّا الخلافات السابقة “سحابة صيف في طريقها إلى الانقشاع”.

وأكد على أن فلسطين دائما تنتمي إلى عمقها العربي والإسلامي وحاضنته مصر، مطالبا بتعزيز العلاقة بين المؤسسات والفئات قاطبة بحيث تكون علاقة تكاملية.

ومن جهته استعرض وكيل وزارة الأوقاف في غزة، حسن الصيفي، العلاقة التاريخية بين مصر وفلسطين، قائلا “مصر دفعت الدم والآلاف من الشهداء من أجل فلسطين”.

وأشار إلى أن الحراك الأخير لدى مصر تجاه القطاع هو حراك حقيقي نابع “من أن غزة لا يمكن إلا أن تكون مع مصر”، وفق قوله.

وأعرب الصيفي عن أمله أن يخرج المؤتمر بتوصيات لدعم التحركات الأخيرة نحو تعزيز العلاقات الفلسطينية المصرية.

فيما استعرض رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أحمد الوادية، برنامج مؤتمر “تعزيز العلاقات الفلسطينية المصرية وانعكاساتها على قطاع غزة” والذي يستمر على مدار يومين، ويناقش أربعة محاور، وهي: السياسي، الاقتصادي، الأمني، الإعلامي، وذلك بمشاركة نخبة من القادة السياسيين المصريين والفلسطينيين.

ويشار إلى أن موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” أجرى مؤخرًا حوارات مع القيادة المصرية في القاهرة، وأن زيارة مرتقبة لنائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية للقاهرة لهذا الغرض.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات