الإثنين 05/مايو/2025

الثوابتة: انضمام حماس والجهاد لـالوطني يؤسس لحقبة أساسها المقاومة

الثوابتة: انضمام حماس والجهاد لـالوطني يؤسس لحقبة أساسها المقاومة

قال هاني الثوابتة عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إنّ إصرار رئيس السلطة محمود عباس، على المضي في طريق المفاوضات ومراهنته عليها يشكل حالة من عدم القبول في الساحة الفلسطينية، مبيناً أنّ انضمام حماس والجهاد الإسلامي للمجلس الوطني يمكن أن يؤسس لحقبة تاريخية تستند إلى مقومات الصمود والمقاومة.

وأوضح الثوابتة في حوارٍ مطول مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، أنّ غالبية الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات باتت تؤمن إيمانا عميقا أنه لا سبيل إلا مقاومة هذا المحتل، وتراهن وتؤمن بأن المقاومة هي طريقنا للخلاص من هذا المحتل.

وأشاد القيادي في الجبهة الشعبية، بالمساحة الممنوحة لفصائل المقاومة في غزة، وخاصة فيما يتعلق بالإعداد والتجهيز، معرباً عن أمله أن يصل التنسيق بين فصائل المقاومة إلى أعلى مستوياته بما يضمن توحيد قوى المقاومة، وتشكيل غرف عمليات مشتركة وقت العدوان.

وفيما يلي نص الحوار:

* كيف تصف علاقة الجبهة الشعبية بالسلطة من جهة، وبالفصائل من جهةٍ أخرى؟
العلاقة التي تحكم الجبهة بأي مكون سياسي في الساحة الفلسطينية، هي ثوابت الشعب الفلسطيني، حيث نتفق بالقدر الكبير مع كل من يحافظ ويحرص على مصالح الشعب ويأخذ بعين الاعتبار أولوية أن يكون هناك تعاون وشراكة بالمعنى السياسي.
وهذا الأمر ليس ثابتاً، هناك في العلاقة اختلافات طبيعية وصحية كما في أي ثورة أو واقع سياسي، وتكون على قاعدة المصالحة العليا للشعب الفلسطيني، والمقاومة الفلسطينية، وبإمكاننا أن نتحالف على كل ما يجمع عليه الكل الوطني.

* لطالما تحدثت الجبهة عن رفضها التنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة، أين نصيب هذه المواقف من أرض الواقع؟
الجبهة الشعبية عدّت أنّ اتفاق أوسلو هو الذي أسس للتنسيق الأمني وللحقبة السياسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وقد قلنا أنّ هذا التنسيق يتنافى مع قواعد العمل الوطني، وهو خنجر في خاصرة الثورة الفلسطينية.
التنسيق الأمني فيه مستفيد ومتضرر، وإذا ما تحدثنا عن المتضرر فهو كل الشعب الفلسطيني، وإذا ما تحدثنا عن المستفيد فهو الاحتلال الصهيوني.

المنظمة والمجلس الوطني
* ما مدى رضا الجبهة عن منظمة التحرير في وضعها الحالي؟
الجبهة الشعبية تتحدث بشكل صريح أنّ المنظمة بوضعها الحالي قد أصبحت جسداً هزيلاً، وذلك بفعل التفرد من القيادة المتنفذة في منظمة التحرير، التي نخر الفساد في مؤسساتها على مدار السنوات الماضية، وبسبب غياب التجديد والديمقراطية، والقرار الوطني المستقل الذي يستند لقواعد الإجماع وأهداف وثوابت الشعب الفلسطيني.
بمعنى أنّ هناك من يتفرد بهذه المنظمة بعيداً عن مصالح وأهداف الشعب الفلسطيني، وهذا أدى إلى تراجع دور منظمة التحرير بعد أن كانت تشكل الكيان الجامع والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
ينقص المنظمةَ أمران؛ وهما: يجب أن يعاد انتخاب هيئات المنظمة وفق مبدأ التمثيل النسبي، وأينما تمكَّن في مواقع الشتات بالتوافق بين القوى المؤثرة في المشهد السياسي الفلسطيني، بمعنى وجود حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وعندما تصبح هاتان الحركتان جزءًا من المنظمة، سنستطيع أن نوجد دوراً حقيقياً لها كممثل وككيان معنوي للشعب الفلسطيني يعبر عن طموحات وآمال الشعب.

* مؤخراً كان هناك دعوات لعقد المجلس الوطني، هل هناك مؤشرات حقيقية لإعادة بناء المنظمة من جديد؟
ما يجرى هذه الأيام هو حديث عن اجتماع اللجنة التحضيرية التي ستحضر وتناقش الأوراق والوثائق لمشاركة الكل الفلسطيني في منظمة التحرير، وهذا الاجتماع سيعقبه مجموعة من الخطوات التنفيذية التي ستمهد لانعقاد المجلس الوطني.
المهم في هذا الأمر أن يكون هناك اتفاق، نحن بلغنا عبر وسائل الإعلام أنّ هناك اتفاقا مبدئيا على أن يكون الاجتماع في بيروت، إذا ما اجتمعت اللجنة التحضيرية في بيروت والتقى الكل الفلسطيني، باعتقادي سنكون أمام هذا الاستحقاق على نحو يؤمن شراكة للجميع، ويؤمّن مشاركة الجميع من قوى سياسية بما فيها حماس والجهاد الإسلامي.

* هل وصلتكم دعوة لحضور اجتماع اللجنة التحضيرية؟
حتى الآن لم يصلنا أي دعوة رسمية، ولكن ما وصلنا هي مجرد أحاديث شفوية، فقد كان حديثًا بين “أبو مازن” وقيادة الجبهة عقب مؤتمر أنّه سيعمل على أن يكون اجتماع اللجنة التحضيرية بضمان حضور الجميع، لذلك كان مطلب الجبهة في هذا اللقاء بأن يكون اجتماع اللجنة التحضيرية عاجلاً، وأن يكون خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.
هذا الأمر يجب أن ينسحب أيضاً على المجلس الوطني، بمعنى أن يجتمع المجلس وينعقد بعيداً عن حراب الاحتلال، أما إذا انعقد المجلس برام الله فسيكون قضية خلاف، لأننا نريد مجلسا وطنيا توحيديا يتوافق عليه الجميع بما يؤمن تكاتف كل الجهد الفلسطيني.

* هل معطيات الواقع برأيك جدية لمثل هذه الخطوة الكبيرة؟
نقول دائماً أن الخطوات العملية تعطي مؤشرات، نحن بانتظار اجتماع اللجنة التحضيرية وما يتمخض عن هذا الاجتماع ستكون الحكم في جدية أو عدم جدية الأطراف في التعاطي مع ذلك.

* الجهاد الإسلامي قالت إنّ عباس يريد من اجتماع “الوطني” أن يكون غطاء للمفاوضات.. ما موقفكم أنتم من ذلك؟
أبو مازن ممعن في سياسة المفاوضات، ويعقد آمالا عليها، وهذا أمر يشكل حالة اختلاف في الساحة الفلسطينية معه، نحن نريد مجلسا وطنيا يؤسس لحقبة تاريخية تستند إلى مقومات الصمود، وتؤسس لاستراتيجية وطنية وكفاحية، وتعيد الاعتبار للصراع مع الاحتلال، وتؤسس لشراكة وطنية لإقامة دولة فلسطين على ما يمكن تحريره.
نحن لدينا قناعة مطلقة أن أي تسوية لا تستند ولا تأخذ بعين الاعتبار طبيعة الكيان الصهيوني الاستيطاني التوسعي، ستكون ناقصة، ولن تقود إلى تحرير فلسطين أو إقامة دولة كاملة السيادة.

* هل تتفقون مع الفصائل على ذلك؟
نعم، هناك توافق بين الفصائل على ذلك، ولكن للأسف قيادة المنظمة وعباس يراهنون على طريق التسوية وهذا الموضوع خلاف فلسطيني، ومن الرشد أن نذهب باتجاه ما يجمع الشعب ولا يفرقه، ومجمل الشعب ومؤسساته أصبح لديه قناعة أن طريق المفاوضات الذي استمر لعقدين ونيف دون أن يجلب أي حق من حقوق الشعب لم يعد يجدي نفعاً، إذن لماذا الاستمرار في هذا الطريق؟! لكن موقفنا، طالما كان هناك احتلال ستبقى هناك مقاومة.

* هل هذا برأيك ما يعطل المصالحة؟
بالتأكيد؛ الانقسام بدأ منذ لقاءات مدريد، بدأ الانقسام بالمعنى المباشر في الساحة الفلسطينية بين وجهتي نظر؛ الأولى تؤمن بالتسوية والرهان على الراعي الأمريكي وإمكانية التعايش مع هذا الكيان الصهيوني، والأخرى ترى أن هذا الكيان سرطاني دخيل يحب أن يرحل عن هذه الأرض لأنها حق تاريخي لأبناء شعبنا.
لكن المفصل في هذا الأمر، أن نذهب إلى مربع الأغلبية باحترام المزاج الشعبي واحترام تضحيات ومعاناة الشعب الذي يؤمن أنه لا سبيل أمامه إلا مقاومة الاحتلال ودحره عن أرضنا الفلسطينية.
وباعتقادي فإن غالبية أبناء شعبنا في الداخل والشتات باتت تؤمن إيمانا عميقا بأن لا سبيل إلا مقاومة هذا المحتل، وتراهن وتؤمن بأن المقاومة هي طريقنا للخلاص من هذا المحتل.. إذن نحن أمام رأي لأغلبية الشعب يتعارض مع التسوية وطريقها.

انتفاضة القدس
* كيف تقيّمون العمل المقاوم بالضفة في ظل انتفاضة القدس؟
حرصاً من قوى المقاومة على استمرار الانتفاضة قلنا في بدايتها: إنّها يجب أن تأخذ بعداً شعبياً.
ما نقوله إنّ المبادرات الشبابية للعمليات البطولية ليست منفصلة عن ثقافة المقاومة وثقافة الفصائل؛ لأنّ هناك من يحاول أن يقول أن هؤلاء الشباب المندفعين هم منفصلون عن القوى السياسية، وهذا غير صحيح.
نحن ندرك أنّ الاحتلال يراهن على الزمن في نهب مزيد من الأراضي وفرض وقائع جديدة على الأرض، بما يمكنه من الاستيلاء الكامل والشامل على مجمل الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة اليهودية المزعومة، وهي حلم الصهاينة على هذه الأرض.

* ما هي سبل استمرار هذه الانتفاضة، وأدوات تطويرها؟
نحن قلنا من بداية اندلاع الانتفاضة يجب أن تتوفر ثلاث ركائز رئيسة لهذه الانتفاضة؛ الركيزة السياسية بأن يكون هناك هدف وشعار لهذه الانتفاضة، وهذا يكون بالتوافق بين قوى وفصائل شعبنا، والركيزة التنظيمية حيث كان يجب أن تشكّل القيادة الوطنية الموحدة لها، والتي تعمل على توفير مقومات الصمود التي تضمن استمرار الانتفاضة، وهي قائمة ولكنها تحتاج إلى تطوير، والركيزة الاقتصادية من خلال دعم أهالي القدس الذين يتعرضون لأبشع حملة قتل وتهجير وانتهاك للمحرمات، ودعم ذوي الشهداء بالمعنى الذي يمكّن أبناء الشعب من الصمود في وجه الاحتلال.

* طبيعة عمل كتائب أبو علي مصطفى بين قطاع غزة والضفة الغربية؟
هناك فارق بين الواقعين بخصوصيات مختلفة؛ في قطاع غزة المساحة للمنوحة أكبر، وتقوم على الدعم والمساندة بين قوى المقاومة خاصة فيما يتعلق بالإعداد والتجهيز، والتنسيق الذي نأمل أن يصل لأعلى درجات بما يوحد قوى المقاومة.
في الضفة تعمل الأذرع العسكرية كافة في ظروفٍ معقدة، وهناك ملاحقة مزدوجة واستخباراتية أمنية من الاحتلال من جهة، ومن أجهزة أمن السلطة من خلال ملاحقة خلايا المقاومة واعتقالهم ومصادرة سلاحهم، ما حال دون تطور أداء المقاومة، لكن ذلك لا يمنع قوى المقاومة من أنها تصر على تطوير أدائها وأن تتصدى لهذا العدو.

* هل تتوقعون حرباً جديدة في ظل التطورات العربية والإقليمية، وكيف تصف ما جرى في الحرب الأخيرة؟
نحن شعب يرزح تحت الاحتلال، ونعيش مرحلة تحرر وطني، ومن حق أبناء شعبنا أن يقاوموا المحتل، وأن يدخروا كل ما يستطيعون من جهد للتصدي لهذا المحتل، لا نستطيع أن نستشرف وقت وقوع أي حرب، ولكننا أمام عدو مجرم ومتغطرس ويدير الظهر لكل معايير حقوق الإنسان، ويرتكب المجازر بشكل يومي دون حسيبٍ أو رقيب.
أما في حرب 2014، المقاومة أبلت بلاءً حسناً، وسجلت اختراقاً متعددة من خلال الالتفاف خلف خطوط العدو، وأوقعت الرعب في صفوف العدو، وهذا يعكس استعداد المقاومة وحجم الجهد الذي تبذله فصائل المقاومة في سبيل الوصول إلى “توازن الرعب”.
في العدوان كان هناك محاولة للتوصل إلى “توازن الدم”، من خلال الخسائر التي تكبدها العدو وأنكرها على الصعد كافة، والتي أدرك الجميع أن أيقونتها كان الشعب الذي شكل حاضنة للمقاومة.

ملف عمر النايف
* قررت السلطات البلغارية مؤخراً إغلاق ملف اغتيال عمر النايف، وعدّته انتحاراً.. ما موقفكم في الجبهة منذ لك؟ وإلى أين وصلت تحقيقاتكم في القضية؟
الجبهة الشعبية وإن بدت صبورة فهي لن تكون صامتة، وتؤكد أنّ دماء الرفيق عمر النايف لن تذهب هدراً، وستبقى وفية لدمائه من خلال الوصول لمن تواطأ وشارك بفعالية في جريمة الاغتيال.
الجبهة الشعبية لن تطوي هذا الملف، وإشعار السلطات البلغارية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات