السبت 03/أغسطس/2024

القسام لنتنياهو: التفاوض أقصر الطرق

مصطفى الصواف

كتائب الشهيد عز الدين القسام تعمل بحرفية عالية وتتحرك بمقاييس مضبوطة ومحسوبة (بالليبرة) وهي آلة دقيقة تستخدم في المقاييس الدقيقة، هذه الحسابات التي انتهجتها كتائب القسام كانت واضحة في رسالتها من خلال ما نشرته من فيديو عن شاؤول والجنود الأسرى السبت الماضي مما شكل صدمة لنتنياهو قبل عقد الكابنيت الإسرائيلي لمناقشة السبل لإعادة جنوده المأسورين لدي المقاومة.

القسام خلط الأوراق أمام الكابنيت وحدد له مسار النقاش، ثم وجه القسام صفعة قوية على وجه نتنياهو الذي يعمل على تضليل الكابنيت والشارع الإسرائيلي عندما يصر أن الجنديين قتلا وهو يريد إعادة جثمانيهما إلى ذويهم وهو يجهل مصيرهم ولا توجد لديه معلومات حقيقية عن حقيقة أسرهم، وهل هم أحياء أو أموات؟ كم عددهم؟ اثنان، أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة، وهل هناك جثث إلى جانب الأحياء وكم عددهم؟، كل هذه المعلومات لا أحد يعلمها إلا الله ثم كتائب القسام.

فيديو القسام كان واضحا ويحمل دلالات على أن هناك أحياء وهناك مقعد كما ظهر في الفيديو كرسي متحرك، وقد يكون هذا الكرسي من أجل إثارة ذوي الجنود الأسري وقد يكون حقيقيا، لذلك أكد الفيديو أن نتنياهو يكذب ويضلل، وهو الآن أمام حقيقة هو ومجلس وزرائه المصغر والرأي العام الإسرائيلي أن هؤلاء الجنود منهم على الأقل أحياء.

هناك تحركات داخل المجتمع الإسرائيلي حول الجنود الأسرى ولكنها تحركات خجولة، وهناك مطالب من ذوي الجنود للتحرك من نتنياهو في هذا الملف حتى وصل الأمر بأن وصفت عائلة الجندي هدار جولدن الذي أسر في رفح عندما أعلن نتنياهو انعقاد الكابنيت لمدارسة سبل إعادة جثث الجنود قالت: إن نتنياهو رفع الراية البيضاء أمام حماس، وهذا كان قبل الفيديو فكيف بعد نشر الفيديو؟ نتوقع أن يزداد تحرك الشارع في الضغط على المستوى السياسي الإسرائيلي لتفعيل الملف.

يبدو أن هناك تغيرات على قناعة نتنياهو في موضوع الجنود الأسرى بعد أن أهمل الملف لأكثر من عامين، ثم على ما يبدو أن نتنياهو يريد إشغال الرأي العام الإسرائيلي عن قضايا فساد يشتبه بارتكابها، ثم على ما يبدو أن نتنياهو يريد تحقيق مكاسب سياسية في ظل تراجع شعبيته وفق استطلاعات الرأي، وهو يريد استمالة الجمهور من خلال تحريك ملف الجنود الأسرى.

ما يهمنا كشعب فلسطيني هو تحرير أبنائنا الأسرى من سجون الاحتلال، وهذا هو هدف القسام وحماس من عملية أسر الجنود، كما أن حماس والقسام لا يعنيها كثيرا من يكون الوسيط فيما بينها وبين الاحتلال، وإن كانت معنية أن تكون مصر هي الوسيط لمصالح سياسية وغير سياسية.

القسام بالفيديو هو يشكل أجندة النقاش داخل المجتمع الإسرائيلي العام والسياسي ويحدد مساره، ونتنياهو الذي جرب تفاوض القسام في شاليط يدرك طبيعتها ومواقفها، وأنه خلص في نهاية تسويفه ومماطلته أنه لابد من تفاوض لعودة الجنود الأسرى وإلا سيكون هناك مزيد من الأسر حتى يقتنع نتنياهو أو غيره من القادم لعرش “إسرائيل” أن التفاوض أقصر الطرق.

عشرة على عشرة كتائب القسام كنت مجيدة وعملت بحرفية عالية وعقلية متطورة، تدرك الوقت المناسب والكيفية التي يمكن أن تصل فيها لما تريد، وإذا لم يقتنع نتنياهو ومجلس حكومته المصغر برسائل الفيديو الأخير، فلدى القسام الكثير، ولكن صراع الأدمغة يتطلب الصبر واللعب بحرفية وفن متقن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أحرار العالم يلبون نداء نصرة غزة والأسرى

أحرار العالم يلبون نداء نصرة غزة والأسرى

عواصم - المركز الفلسطيني للإعلام لبى أحرار العالم، اليوم السبت، الدعوات للمشاركة في فعاليات "اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى". ودعا القائد...