الأحد 11/مايو/2025

هيلاريون كابوتشي.. ورحل المطران المقاوم

هيلاريون كابوتشي.. ورحل المطران المقاوم

بوفاة مطران القدس “هيلاريون كابوتشي” في منفاه في العاصمة الإيطالية روما، مساء أمس الأحد، تمسي فلسطين فاقدة لرجل مناضل تشهد له مواقفه بأنه عاش وطنيًّا مدافعًا عن مبادئه ومضحيًا في سبيلها، حتى وافته المنية وهو على حاله تلك من الإيمان بالوطن والعمل له.

وقد نعت حركتا حماس وفتح المناضل “كابوتشي”، الذي توفي عن عمرٍ يناهر 94 عامًا؛ حيث قال عزّت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، إنّ رحيل المطران هيلاريون كابوتشي، يعني أنّ فلسطين تفقد مناضلًا كبيرًا وقف مع شعبنا وحقوقه العادلة ودفع ثمن مواقفه الشجاعة، مضيفًا: “وحّدتنا مع المطران كابوتشي فلسطين، والمقاومة، والحقوق، والإبعاد، وفرقنا الموت”.

من هو كابوتشي؟

ولد كابوتشي في مدينة حلب السورية عام 1922، وعين مطرانًا لكنيسة الروم الكاثوليك في مدينة القدس المحتلة عام 1965، وفي العام 1974 اعتقلته قوات الاحتلال الصهيونية بتهمة دعم المقاومة الفلسطينية، وقد حكمت المحكمة العسكرية عليه بالسجن مدة 12 عامًا.

قضى المطران كابوتشي أربع سنوات في الأسر، ثم أُطلق سراحه بواسطة من بابا الفاتيكان، لينفى في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر العام 1978 إلى مدينة روما التي عاش فيها حتى اليوم.

ولم يتخلَّ المطران كابوتشي عن دعمه للقضية الفلسطينية، فبعد ضبطه وسجنه بسبب نقله السلاح للمقاومين الفلسطينيين وأسره ونفيه، واصل الأب كابوتشي مسيرته الداعية لدعم القضية الفلسطينية في كثير من دول العالم.

دعم المقاومة

عرف المطران “كابوتشي” بنشاطه في خلايا حركة فتح، وكان مسؤولاً عن نقل الأسلحة للمقاومة الفلسطينية في سيارته الخاصة، وبعد عدة عمليات نفذها وصلت مخابرات الاحتلال معلومات عن نشاط المطران، فراقبوه وتتبعوا تحركاته، واتضح أن سيارته المحمَّلة بالمتفجرات تسير في ظروف مثيرة للشبهة باتجاه القدس، وأن كابوتشي نفسه ومساعده يستقلانها، وتقرر إيقاف السيارة فورًا خشية انفجار المتفجرات بداخلها.

ونقلت السيارة ومَن فيها إلى مركز الشرطة في معتقل المسكوبية بالقدس؛ حيث فككت وفتشت، ما أدى إلى اكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة ومنها 4 رشاشات كلاشينكوف، ومسدسان وعدة طرود تحتوي على متفجرات بلاستيكية وصواعق كهربائية وقنابل يدوية وآلاف الأعيرة النارية.

دعمه لغزة

شارك كابوتشي في أساطيل الحرية التي انطلقت لكسر الحصار عن قطاع غزة؛ إذ اعتلى إحدى السفن في الأسطول الذي أبحر باتجاه القطاع عام 2009، والذي اعترضته البحرية الصهيونية، وطردت من كان على متنه إلى لبنان.

وشارك أيضًا، على متن سفينة “مافي مرمرة” التركية عام 2010، والتي كانت على متنها أيضًا النائبة حنين زعبي، والتي هاجمتها القوات الصهيونية وقتلت 10 نشطاء أتراك كانوا على متنها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات