الخميس 08/مايو/2025

الرضيع حمدي الهندي.. ضحية جديدة للبرد في خان يونس

الرضيع حمدي الهندي.. ضحية جديدة للبرد في خان يونس

مع ساعات الفجر استيقظ المواطن ياسر الهندي مفزوعًا على صوت زوجته التي كانت تصرخ بكل صوتها، لتخبره بأن ابنهما الرضيع لا يكاد يتحرك، وقد انقلب لون وجهه الوردي الطفولي إلى الأزرق الداكن.

لم يتخيل الشاب الهندي أنه بعد ساعات من المرح مع طفليه الصغيرين، سيتلقى نبأ فقد صغيره حمدي الذي لم يبلغ الشهر من ولادته؛ جراء البرد القارس الناتج عن المنخفض الجوي.

هرع الوالد بعد أن استدان أجرة السيارة من جارته ليصل بعدها إلى مستشفى مبارك الخاص بالأطفال بمجمع ناصر الطبي بخان يونس، ليتفاجأ بأن طفله الصغير قد فارق الحياة حسب الطبيب المناوب داخل قسم الطوارئ بالمستشفى.

الفقر والبرد
وبين أزقة شوارع المخيم الذي يقع في الأطراف الغربية لمخيم خان يونس للاجئين، خلف وزارة الشؤون الاجتماعية، وفي منزل متواضع يكتسي الحصير وتنعدم فيه أبسط مقومات الحياة، توافد أهالي الحي لتقديم واجب العزاء بوفاة الطفل حمدي.

ويقول والد الطفل الذي تبدو عليه حالة من الصدمة وعدم الوعي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “نتواجد في غرفة باردة جداً، ولا يوجد غطاء كاف لي وللعائلة”.


null

ويتابع بمرارة: “كان البرد يخيم على المنطقة خصوصاً أننا نعيش بالقرب من البحر، وتفاجأت بصراخ زوجتي بعد أن استيقظت لترضع الطفل”، ويؤكد أن طفله حمدي لم يكن يعاني من أي مرض مسبق، بل كان في أفضل حالة له”.

وأضاف: “ظهرت على الطفل علامات الازرقاق والتجمد، وعندما نقلته إلى المستشفى تبين لي وفاة الطفل جراء البرد القارس الذي تعرضت له المدينة”، موضحاً أن الطبيب أخبره أن طفله توفي نتيجة توقف الدورة الدموية جراء البرد، ما أدى إلى تجمد الدم داخل عروقه.

مخاوف من القادم!
ويخشى الهندي أن يفقد طفلته الوحيدة رشا التي تعاني من الأزمة الصدرية، مناشداً المؤسسات العاملة بمجال الإغاثة بإنقاذ بقية الأسرة التي تفتقر لكل مقومات الحياة الإنسانية.


null

ولاحظ مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن السكان الذين يقطنون في منازل مبنية من ألواح “الزينكو” وغير مسقوفة، باستثناء قطع القماش البالية والنايلون الذي لا يقي برد الشتاء ولا حر الصيف، يعانون أشد المعاناة من المنخفضات الجوية. 

عدسة “المركز” تجولت في ذلك الحي الذي يسكنه 9 آلاف عائلة منكوبة، ومستورة بجدران بالية وأسقف تقتحمها المياه دوماً.


null

وتغيب مظاهر الحياة الطبيعية في المخيم، لتحل محلها مظاهر البؤس والفقر، لكن تسلل المرض إلى الأجساد الضعيفة هو أكثر ما يقلق هذه الأسر بفعل تواجدها قرب أماكن ملوثة.


null

null

null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات