فلسطين 2016.. عضويات دولية بغياب أدوات التفعيل

سلسلة من القرارات والعضويات في المؤسسات الدولية استطاعت فلسطين الحصول عليها خلال العام 2016، وهو ما طرح تساؤلا حول إمكانية إيجاد آليات لتفعيل هذه القرارات لتصبح واقعا على الأرض.

أحدث القرارات كان القرار رقم 2334؛ حيث صوت صوّت مجلس الأمن الدولي في 23 ديسمبر 2016 بالأغلبية المطلقة على قرار تاريخي يدعو إلى وقف الاستيطان الصهيوني في الأراضي المحتلة.

ويؤكد مشروع القرار عدم مشروعية المستوطنات المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، ويطالب بالوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك شرق القدس، واحترام الاحتلال جميع التزاماته القانونية.

وعلى مدار العام 2016 حققت فلسطين إنجازاً دولياً بالانضمام للعديد من المنظمات والاتفاقيات الدولية، في خطوة منها لترسيخ الشخصية القانونية للدولة الفلسطينية بصفتها عضواً مراقباً في الأمم المتحدة، ولتعزيز هذه الشخصية من النواحي القانونية، والسياسية والدولية وللحفاظ على الزخم والتضامن الدولي، وتكريس سيادته على موارده الطبيعية وحدوده الجغرافية، والبحرية، والتأكيد على اعتبار حق فلسطين السيادي في استغلال مواردها.

وفيما يلي أبرز العضويات التي حصلت عليها فلسطين في المنظمات الدولية عام 2016:
* اتحاد البورصات العالمي (WFE) يمنح بورصة فلسطين العضوية الكاملة
أعلن اتحاد البورصات العالمي (World Federation of Exchanges) قبوله الطلب المقدم من بورصة فلسطين منذ العام 2015 بخصوص منحها العضوية الكاملة في الاتحاد، وجاء ذلك خلال الاجتماع السنوي الـ 56 لهيئته العامة المنعقد في كولومبيا ما بين 2-4 نوفمبر2016.

وتمثل عضوية اتحاد البورصات العالمي مؤشراً مهماً للعديد من المستثمرين الدوليين والمؤسسات والصناديق الاستثمارية، حيث يعكس وجودها على لائحة العضوية مدى الالتزام بالمعايير الدولية المتبعة في مجال الاستثمار بالأوراق المالية والتي تحدد وفق أفضل الممارسات العالمية المتبعة في هذا المجال، كما أن بورصة فلسطين ستكون قادرة على الحضور والمشاركة في جميع الاجتماعات والأنشطة التي ينظمها الاتحاد، إلى جانب نشر بيانات البورصة ضمن نشرات الاتحاد الدورية، هذا بالإضافة إلى أن الانضمام للاتحاد يشكل اعترافاً دولياً بأن بورصة فلسطين التزمت ولا تزال بالمعايير كافة المتبعة عالميًّا في تداول الأوراق المالية.

واتحاد البورصات العالمي يُعد أكبر تجمع للبورصات في العالم، ويتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له، ويضم في عضويته 64 بورصة من مختلف أنحاء العالم، تحتوي حوالي 45000 شركة مدرجة، بقيمة سوقية تبلغ 63 تريليون دولار، ويعدّ مرجعًا مهمًّا في مجال صناعة الأوراق المالية من حيث المبادئ التي تحكم عمليات التداول والتسوية والتقاصّ والوسطاء والإفصاح وحماية المستثمرين وغيرها. 

* العضوية بمحكمة “التحكيم الدولية”
حصلت فلسطين، في 14 مارس 2016 على عضوية محكمة “التحكيم الدولية”، ومقرها لاهاي، بتصويت 57 بلدًا، وامتناع 24، بدون أي معارضة.

ودخلت عضوية فلسطين حيز التنفيذ العملي في 29 ديسمبر الماضي، إلا أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تقدَّمت باحتجاجٍ كبيرٍ ضد تلك العضوية بعد انتهاء فترة تقديم الاعتراضات، وقد استطاعت بطرقها الملتوية أن تحصل على قرار من رئاسة المحكمة بتعليق عضوية فلسطين لحين مراجعتها من لجنة مختصة.

وأشارت “الخارجية الفلسطينية” إلى أنَّها طالبت بعقد اجتماع خاص لمناقشة عضوية فلسطين، حيث عبرت غالبية الدول عن دعمها لتلك العضوية بينما رفضته في حينه الولايات المتحدة الأمريكية وكندا و”إسرائيل”، ما دفع الدول لتقديم مقترح بالتصويت، الذي جاء لصالح فلسطين.

والمحكمة الدائمة للتحكيم “PCA” هي منظمة دولية مقرها لاهاي بهولندا، توفِّر للمجتمع الدولي خدمات متنوعة في مجال حلّ النزاعات، تأسست عام 1899 نتيجة لمؤتمر لاهاي للسلام، ما يجعلها أقدم مؤسسة للتسوية الدولية.
 
* عضوية الانتربول
 منظمة “الانتربول” أحالت طلب عضوية فلسطين إلى جانب دول أخرى في المنظمة للدراسة عبر لجنة قانونية، قبل إدراجها على جدول أعمال جمعيتها العامة.

ومثل فلسطين في اجتماع الجمعية العامة للإنتربول الذي عقد في إندونيسيا، وزارتا الخارجية والداخلية كدولة مراقبة داخل المنظمة، ولمتابعة طلب العضوية ووضعه على جدول الأعمال.

وهناك مجموعة من الإجراءات التي يجب دراستها قبل إدراج طلب عضوية فلسطين على أجندة أعمال الاجتماع، خاصة بعد توصية اللجنة التنفيذية للإنتربول بتشكيل لجنة لدارسة العضويات الجديدة سواء لدولة فلسطين أو لغيرها.

وقد صوتت الدول المشاركة في اجتماع الجمعة العامة للمنظمة لصالح توصية اللجنة التنفيذية للإنتربول بتشكيل لجنة قانونية لدراسة العضويات الجديدة، وأنه لم يكن هناك تصويت على طلب فلسطين للانضمام للإنتربول وكان هناك فقط محاولة جادة لوضع طلبها على أجندة الأعمال، وذلك لم يتحقق.

كما نجح الوفد في فتح نقاش حول فلسطين وعضويتها واستعدادها للانضمام للمنظمة، وسلط الضوء على الطلب الفلسطيني.

* اليونسكو تتبنى قرارا حول شرقي القدس المحتلة
تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) في أكتوبر 2016، قراراً حول شرقي القدس المحتلة قدمته دول عربية باسم حماية التراث الثقافي الفلسطيني، ما أثار غضب “إسرائيل” لاستخدامه اسم المسجد الأقصى والحرم القدسي للأماكن المقدسة بدلا من “جبل الهيكل”، وهو الاسم اليهودي لنفس المكان.

يتطرق نص القرار، الذي تقدمت به الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وسلطنة عمان وقطر والسودان، إلى سيطرة الاحتلال على المواقع الدينية الفلسطينية. وهو ما عدّه الكيان “إنكارا للعلاقة التاريخية بين الشعب اليهودي وجبل الهيكل”.

وتأتي أهمية القرار في ظل اتساع حالة التأييد للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي، وتراجع الرواية الإسرائيلية التي كانت تتسيّد المحافل.

* عضو الاتحاد العالمي للنقابات
رحبت الأمانة العامة للاتحاد العام لنقابات العاملين في البريد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بقرار الاتحاد العالمي للنقابات في الجلسة المنعقدة في ديربان جنوب أفريقيا في أكتوبر2016، التي قرر فيها قبول عضوية اتحاد نقابات البريد والاتصالات في فلسطين، عضوا في صفوفه إلى جانب آلاف النقابات والاتحادات العالمية التي تناضل ضد الرأسمالية، وتطالب بحقوق العمال والكادحين حول العالم.

وتعد هذه الخطوة مهمة في إطار الجهود التي يبذلها الاتحاد لإعادة الاعتبار للعمل النقابي في فلسطين، ولتطوير علاقات النقابات الناشطة في قطاع البريد والاتصالات على الصعيد الدولي.

* عضوية الاتحاد الدولي للأغذية
وافق المؤتمر السادس والعشرون للاتحاد الدولي للأغذية، الذي يضم ثلاثة اتحادات عمالية غذائية وسياحية وزراعية، في مايو 2016، على قبول عضوية دولة فلسطين ممثلة بالنقابة العامة للعاملين في الزراعة والصناعات الغذائية.

ويتشكل الاتحاد من 153 منظمة عمالية من 83 بلدا، وتمثل هذه المنظمات النقابية والعمالية نحو مليونين ونصف المليون عامل وعاملة من مختلف البلدان والقارات.

وقال رئيس نقابة العاملين في الزراعة والصناعات الغذائية وعضو الأمانة العامة للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين إبراهيم الذويب الذي شارك في المؤتمر المنعقد في جنيف في سويسرا “إن فلسطين فازت بالإجماع بعضوية هذا الاتحاد الدولي المهم، ما يشكل مكسبا للطبقة العاملة الفلسطينية”.

وأوضح الذويب أن المشاركين أصروا على إدراج كلمة لفلسطين في برنامج المؤتمر مع العلم أنه لم يكن واردا على جدول الأعمال المعد مسبقا، وأثناء إلقاء كلمته في المؤتمر قوطع بالتصفيق والهتافات المؤيدة لحرية فلسطين وشعبها ولنصرة عمالها.

* عضوية الجمعية العالمية للمصالح العمومية
 أعلن في العاصمة المغربية الرباط  عن قبول طلب دولة فلسطين للانضمام للجمعية العالمية للمصالح العمومية للتشغيل.

وتم ذلك خلال الندوة الدولية التي عقدت بالرباط تحت عنوان “مواكبة المستثمرين والمشغلين لتلبية حاجياتهم في التشغيل”، والمنعقدة خلال الفترة ما بين 23_24 آذار/مارس 2016. 

وجاء الإعلان عن قبول طلب عضوية فلسطين وانضمامها للجمعية العالمية وسط تصفيق حار وترحيب كبير من جميع الأعضاء الدوليين والبالغ عددهم 46 دولة حول العالم، وبهذه العضوية تصبح فلسطين الدولة رقم 47 عالميا و4 عربيا بعد المغرب والعربية السعودية وتونس. 

ويعدّ الانضمام للاتحاد انتصارا لعدالة القضية الفلسطينية وإصرار العالم على الاعتراف بدولة فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة على أرضها ومواردها البشرية والطبيعية.

*عضوية إدارة أكبر تجمع بيئي عالمي لحماية الطبيعة
انتخب المؤتمر العام للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)، في مارس 2016، فلسطين عضوًا في إدارته من بين 28 مقعدًا على مستوى العالم لتمثيل منطقة غرب آسيا، التي تحظى بثلاثة مقاعد.

ويُعد الاتحاد أكبر تجمع بيئي عالمي لحماية الطبيعة وصونها، ويضم أكثر من 1000 جمعية غير حكومية ونحو 100 حكومة أو مؤسسة حكومية.