الأحد 04/مايو/2025

الـمحمودان.. اشتيه وياسين صديقا صيد الأفاعي

الـمحمودان.. اشتيه وياسين صديقا صيد الأفاعي

محمود اشتيه ومحمود ياسين، مواطنان من مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية،؛ لم يخطر في ذهنهما يوما؛ أن تتحول هوايتهما تحدي المخاطر وخاصة خطر صيد الأفاعي المميتة رابطا لصداقة تجمعهما ليعيشا شغف هذه الهواية.

في جبال سلفيت كان لقاء الـ”محمودان” اشتيه وياسين، لتبدأ حكاية التعارف ومن ثم الصداقة التي جمعتهما بصيد الأفاعى السامة، ومنذ ذلك الحين لا يفرق بينهما شيء؛ حتى ولو كان ذلك أخطر مهنة تثير رعب وخوف الناس.

شغف الصديقان بصيد الأفاعي واقتنائها، دفعهما لإطلاق دعوة للمواطنين بعدم قتلها في حالة العثور على أي نوع منها بل إبلاغهما.

يقول محمود اشتيه ويوافقه ياسين: “بداية هناك فكرة خاطئة لدى الناس بأنه يجب قتل الأفعى عند رؤيتها، وهذا خطأ لأنه يوجد أفاعي غير سامة، والسامة أيضا لا يجوز قتلها، وذلك لحفظ التوازن البيئي”.

التوازن البيئي
ولخطورة مهنتهما؛ حظي اشتيه وياسين؛ بشهرة واسعة في محافظة سلفيت وقرى رام الله ونابلس، نتيجة طريقة تعاملهما مع الأفاعي السامة وغير السامة، والثعابين، وتخليص الناس منها ولكن ليس بقتلها؛ بل باقتنائها وترويضها كما يقولان، حيث ينشران أرقام هواتفهما بين المواطين للاستعانة بهما لصيد الأفاعي  داخل أو حول المنازل.

ويتابع محمود ياسين في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “الأصل أن نحافظ على التوازن البيئي، والطبيعية يوجد فيها توازن عجيب يدلل على عظمة الخالق، وفي حالة العثور على أفعى لا يجوز قتلها بل الاتصال علينا؛ ومن ثم نحضر بسرعة للإمساك بها”.

ويخصص اشتيه وياسين مكانا في محل حدادة لتربية الأفاعي عبر وضع غالبيتها في بيوت زجاجية وأقفاص، ومن ثم يقومان بتغذيتها بأنواع الحشرات أو الزواحف التي توجد بكثرة في جبال سلفيت مثل السحالي وغيرها.




ثقة وكل بساطة
وبكل ثقة وبكل بساطة دون خوف، يقوم الصديقان معا بفتح بيوت الأفاعي، لعرضها والشرح المكثف عن طبيعتها.

 يقول ياسين: “أضع أفعى غير سامة مع سامة، وتكون النتيجة موت السامة، وأكلها من غير السامة، مع أن السامة تقوم بلدغ غير السامة عدة مرات، والعربيد الأسود طوله أكثر من متر ونصف، ويقوم بأكل جميع أنواع الأفاعي دون تفرقة ودون أن يتأثر”.

ويضيف: “الأفاعي تعيش في درجة حرارة معينة، وتمر بحالة بيات شتوي مع فصل الشتاء كما هو الحال هذه الأيام، وينتهي  مع نهاية فصل الشتاء، وتحتاج إلى ظروف مناسبة لتبقى على قيد الحياة، وحاجة كل أفعى للطعام يكون حسب حجمها “فبعضها يحتاج إلى الطعام أسبوعيا، والآخر يحتاج إلى الطعام خلال أيام قليلة”.

ويقوم اشتيه وياسين بتربية أنواع عديدة من الأفاعي لا تؤذي، ولكنهما أيضا يقومان بتربية الأفاعي السامة التي يجمعانها من مناطق مختلفة.

خبرة متراكمة
يقول اشتيه: “لم نتعلم شيئا من أحد؛ ولكن بالخبرة نعرف الكثير عن الأفاعي، وأنواعها ففي فلسطين يوجد 42 نوعا، والحديث عن أحجام ضخمة من الأفاعي في فلسطين غير صحيح، حيث إن حجمها في المتوسط متر ونصف، وإذا لدغت أفعى الإنسان فإن لديه تقريبا نصف ساعة إلى ساعتين حتى الوفاة إن كانت من النوع السام جدا، مع ملاحظة أنه يجب تزويد الملدوغ بإبرة مضادة للسمية لا توجد لدى السلطة ولكن تحضر من الداخل المحتل”.

وبهدف التوعية والمساعدة يقوم الصديقان باستقبال الاستفسارات وطلبات المساعدة حول كيفية التعامل مع الأفاعي على مواقع التواصل الاجتماعي، فبإمكان أي شخص الاتصال بهما ليقوما بدورهما بالتوجه إلى مكان وجود الأفعى وملاحقتها واصطيادها.

ويؤكد ياسين أنه يعرف نوع عضة ولدغة الأفعى من خلال رؤية موقع اللدغة، ومن ثم يميز إن كانت سامة أو غير ذلك.

ويضيف: “في إحدى الحالات لدغت أفعى مزارعة من قرية فرخه المجاورة لسلفيت، ومن ثم توجهت إلى هناك واصطدت الأفعى التي  كانت  من أخطر الأفاعي، وتسمى أفعى فلسطين”.

إعادتها للطبيعةويشير اشتيه إلى أنه يطلق في كثير من الحالات سراح العديد من الأفاعي خاصة تلك التي تكون غير سامة في الجبال بهدف الإبقاء على تكاثرها وحفظ توازن الطبيعة.

وعن تجربته بلدغ الأفاعي، قال ياسين: “في إحدى المرات لدغتني أفعى نصف سامة، ولكن كنت شديد الحذر فلم أدعها تفرغ سمها، فقد أزحتها بسرعة عن كف يدي”.

ويقول ياسين بأن المشكلة في لدغات الأفاعي أن الأفعى السامة طرشاء؛ ولذلك هي لا تسمع كي تهرب كبقية الأفاعي، ولكنها تبقى ساكنة، وإن مر أحد بقربها تلدغه بسرعة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات