الجمعة 09/مايو/2025

في نابلس.. سوق البالة للأغنياء والفقراء

في نابلس.. سوق البالة للأغنياء والفقراء

يبدو بأن الصورة النمطية المأخوذة عن سوق البالة، الذي وجد لسد حاجات الفقراء وتلبية متطلباتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لم تعد تقتصر عليهم فحسب، لتصبح ملاذا للأغنياء وطبقات عديدة بالمجتمع الفلسطيني بعد أن نوعت هذه السوق من بضاعتها وإن بقيت محافظة على مسماها سوق البالة.

في مدينة نابلس، لا يكاد يجد الزائر لسوق البالة موطئا لأقدامه بعد أن افترش العشرات  من الباعة الأرض عارضين بضاعتهم التي أخذت حيزا كبيرا من مساحة المكان المخصص من البلدية.

وبعد أن أصبح السوق المكان المفضل الذي يحظى بأكبر قدر من المتسوقين في المدينة، ليس بحثا عن البضاعة البالية والمستعملة فقط؛ بل كل ما هو جيد منها، وجد الكثير من تجار البضاعة المجددة والمستعملة وحتى الجديدة من ذلك السوق فرصة لتسويق ما لديهم من بضاعة، وميدانا لعرضها دون الحاجة إلى  دفع أجرة لمحال تجارية أو الحصول على تراخيص من الجهات المعنية.


null

أبو عميد دويكات، أحد أصحاب البسطات في السوق الشرقي في مدينة نابلس، يقول إن سوق البالة تحول في السنوات الأخيرة إلى ملاذ للجميع دون تمييز.

يضيف في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، : “في البداية كان الفقراء ومحدودو الدخل هم من يزورون ويتسوقون من هذا المكان، ولكن في الأعوام الأخيرة تطور سوق البالة وبدأ العديد من التجار وأصحاب المحال التجارية الأخرى الزحف إليه في ظل وجود أعداد كبيرة من رواده”.

أما أبو محمد فطاير، صاحب أحد البسطات التي تعرض الملابس، يقول إن العديد من التجار وجد من سوق البالة سوقا مناسبا لتسويق ما لديهم من بضاعة، مضيفا أن “السوق يؤمه الكل ووجدناه موقعا أفضل لعرض بضاعتنا ولو بأسعار أقل كونه يوفر علينا المصاريف الباهظة والكبيرة، ويوفر لنا الزبائن دون الحاجة إلى تسويق”.

ويبرر فطاير إقدامه على اللجوء لسوق البالة بالقول: “لا نحتاج إلى أجور ولا تكاليف ولا مصاريف على عكس المحال التي  تستنزف منا الكثير، وعلاوة عن ذلك فإن عدد المتسوقين وتنوعهم حفزنا لأن نكون هناك بين جميع طبقات المجتمع”.


null

ويشير المواطن سالم عودة  إلى أن سوق البالة تغير ولم يبق منه سوى اسمه، ويضيف: “غالبية البضاعة المعروضة اليوم هي في حالة جيدة أو جيدة جدا، ويتعمد الكثير من التجار على وضع أفضل ما لديهم وبأسعار رخيصة مقارنة مع ما هو موجود في المحال التجارية، كما أن غلاء الأسعار وسوء الأحوال الاقتصادية جعل تلك الأسواق تزدهر وتتطور وتتوسع  كل يوم”.

وباتت البضاعة المجددة والتي يطلق عليها اسم المخراز هدفا دائما لكثير من محدودي الدخل في ظل ارتفاع أسعار نظيراتها من البضاعة الجديدة في المحال التجارية، الأمر الذي رفع من حجم الطلب عليها.

ويرغب الكثير من المواطنين بالشراء من البضائع المعروضة في سوق البالة كونها تشابه إلى حد بعيد في جودتها البضائع الجديدة، كما يقول الشاب فريد جيوسي صاحب أحد البسطات.

ويتابع جيوسي: “الكثير من الزبائن يبحث عن ما هو مناسب لظروفه الاقتصادية فهو مضطر لشراء العديد من الأدوات الكهربائية والمنزلية، وفي نفس الوقت لا يجد مبالغ كافية لشرائها من المحال الفخمة، وأما هنا في سوق المستعمل قد يحصل على ما يريد  بسعر يناسبه وبجودة أيضا قد تكفيه عدة سنوات”.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...