في دير القديس هيلاريون.. حارسٌ واحد وزائر وحيد

على رسلها نمت النباتات البريّة في دير القديس هيلاريون بعد أن خاصمت أقدام الزوّار المكان، ومنع الاحتلال طواقم باحثي الآثار الفرنسيين من الوصول إليه منذ عدة سنوات.

ويقع دير القديس هيلاريون في منطقة تل أم عامر القريبة من الطريق الساحلي جنوب غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ويعود تاريخه لسنة 329 ميلادية، وهو من أهم المواقع الأثرية في فلسطين.

يضم الدير عشرات القطع الأثرية من فسيفساء وأعمدة رومانية وتيجان تعرض الكثير منها لسرقة الاحتلال وبعض اللصوص.

ا
الحارس فخري العصار

الحارس الشاب
منذ 19 عاما اعتاد حارس المكان الشاب فخري العصار (37 عاما) الحضور عند الثامنة صباحا وملازمة الدير حتى الثانية ظهراً حتى أصبح قلبه معلّقا بالمكان.

يتجوّل العصار وحيداً تحت أشعة شمس الظهيرة، يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “قديماً كنت أرافق الباحثين الفرنسيين وأستقبل وفودا ورحلات الزوّار لكن منذ سنوات توقف التنقيب وانقطعت الزيارات وأصبح المكان مهجورا”.

ساحة الدير

اكتشف المكان سنة 1993 ومنذ استلام السلطة الفلسطينية الحكم في غزة سنة 1994 زار الدير علماء آثار فرنسيون عملوا على إعادة ترميم الدير بسبب شغفهم بالآثار الرومانية والمسيحية لدوافع دينية وعلمية.

يحفظ العصار جغرافيا المكان عن ظهر القلب مشيراً بسبابته إلى بقايا 329 حجرة من حجرات الرهبان والحمامات وحجرات الضيافة وساحة المعبد وأرضيات الفسيفساء حتى حوض التعميد الذي لا زال قوامه بصحة جيدة.

ساحة الكنيسة

ويتابع: “نشأ بيني وبين المكان علاقة خاصة فهو هادئ جداً وقلبي معلق به، فأنا أنهي نوبة الحراسة بعد الظهر لكني أعود كثيراً في الليل وحتى يوم الجمعة والإجازات تقودني دراجتي النارية لهنا دون أن أدري”.

جولة سريعة في المكان تكشف عن تآكل 3 لوحات فسيفساء تحت سقيفة الصفيح، وتمزق أكياس البلاستيك التي ملأها عمال العلماء الفرنسيين بالرمال وهم يعيدون ترميم قبر هيلاريون شرق الدير.

ويقول العصار إنه شاهد استخراج بقايا عظام لسبع جثامين عام 1997 كانت مدفونة في الدير وسافروا بها إلى باريس بينما تعرضت كثير من الأعمدة والتيجان للسطو على يد الاحتلال واللصوص ولم يبق منها سوى 5 تيجان و5 أعمدة رخام.

وأشرف العصار على عشرات العمال الذين حظوا طوال السنوات الماضية بفرص التشغيل المؤقت، فعملوا بواسطة وزارة العمل على تنظيف الدير من الأعشاب والأشواك.

نافورة في الدير

لوحة فسيفساء

التاج الأثري في الدير