الأحد 11/مايو/2025

أحياء سراييفو القديمة.. تراث معماري ضد الرصاص

أحياء سراييفو القديمة.. تراث معماري ضد الرصاص

بعد الدور الكبير الذي لعبته الأحياء القديمة لسراييفو، عاصمة البوسنة والهرسك، في حماية السكان خلال الحرب، تحافظ اليوم تلك الأحياء على التراث المعماري التقليدي للمدينة.

وتتميز أحياء العاصمة بأزقتها الضيقة الملتوية، وبمنازلها المستقلة المحاطة بالحدائق ذات الأسوار العالية.

وفي حوار مع الأناضول، شرحت لبيلة دزيكو، المسؤولة في المتحف الوطني بسراييفو، الطرق المختلفة، التي أسهمت فيها الأحياء القديمة في حماية سكان المدينة، خلال الحرب، عبر سرد تجربتها الشخصية.

قالت دزيكو إنها كانت تعيش قبل الحرب مع زوجها بشقة، في القسم الحديث من المدينة، لكنهم انتقلوا بعد الحرب إلى أحد منازل حي “كوفاجي” القديم، للاحتماء من القصف ورصاصات القناصين.

وأشارت أن الأحياء القديمة كانت أكثر أمانا بدرجة كبيرة من الأحياء الحديثة خلال الحرب، إذ أن منازلها في العادة تبنى داخل الحدائق، بحيث تكون بعيدة عن الشارع، وإن كانت بعض المنازل بدأت تبنى مؤخرا بحيث يطل أحد جدرانها على الشارع.

كما أن حدائق المنازل تكون محاطة بالأسوار العالية، وأسهم ذلك الطراز المعماري في حماية السكان بشكل كبير من القنابل والرصاص والشظايا، وفقا لدزيكو.

بالإضافة إلى ذلك ساعدت تلك المنازل السكان على تلبية احتياجاتهم خلال أيام الحصار. وقالت إنهم كانوا يزرعون الخضروات والفواكه في حديقة المنزل، وهو ما مكنهم من التغلب على مشكلة شح الغذاء.

ولم يكن المنزل وحده أكثر أمانا، بل كانت شوارع وحواري الأحياء القديمة آمنة إلى حد كبير أيضًا، كما ذكرت دزيكو، إذ أن ضيق الشوارع وكثرة منحنياتها تجعل المارين بها بمنأى عن رصاص القناصة، على عكس الشوارع الواسعة للأحياء القديمة.

ولم تكتفِ تلك المنازل، المصممة بالأصل للعائلات الكبيرة، بحماية سكانها وحدهم، بل امتدت مظلة حمايتها لتشمل الأقارب والأصدقاء، الذين كانوا يأتون من الأحياء الجديدة ويقيمون أياماً، لدى معارفهم في الأحياء القديمة بحثا عن الأمان.

وتتذكر دزيكو تلك الفترة “كانت أكثر حميمية من الناحية الاجتماعية في حياتها، حيث كانت تستضيف الأصدقاء والأقارب في منزلها لعدة أيام ويقضون الوقت بتبادل الحديث، إذ لم تترك لهم الحرب مجالا لفعل أي شيء آخر”.

بدوره حكى “إرنس سيلفو” للأناضول عن طفولته التي قضاها في أحد أحياء سراييفو القديمة خلال الحرب.

قال إن حيهم كان على بعد 200 متر فقط من خنادق القوات الصربية، ورغم ذلك كان يلعب في الخارج مع رفاقه دون خوف كبير من رصاص القناصة، الذي من الصعب أن يطولهم في الحواري الضيقة.

ويتذكر “سيلفو” أن 20 شخصا من أطفال وكبار السن، كانوا يعيشون في منزلهم خلال الحرب، لكونه أكثر أمانا.

جدير بالذكر أن القوات الصربية بدأت حصار سراييفو في الخامس من نيسان/ إبريل 1992، ولم ينتهِ الحصار سوى بتوقيع اتفاقية دايتون للسلام في 14 ديسمبر/ كانون أول 1995.

ويعتبر حصار سراييفو الأطول في تاريخ الحروب الحديثة، وسقطت خلاله 500 ألف قنبلة على المدينة، وقتل حوالي 11 ألفًا و541 شخصًا، وتضررت أكثر من 80% من مباني المدينة، ودمرت بنيتها التحتية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....