بوابير مرج الزهور.. تشعل نيران الشوق في قلب مصلحها

لا تتوقف ذاكرة الفلسطيني منير المعصوابي (57 عاماً) التي لم تشب بعد، عن استذكار الكثير من المواقف التي تعج بها ذاكرته رغم تباعد الزمن، بين ما كان عليه حاله قبل 24 عاماً، كأحد مبعدي مرج الزهور.
وبتاريخ 17 ديسمبر من العام 1992 أبعدت قوات الاحتلال الصهيونية، 415 فلسطينيًا من قطاع غزة والضفة الغربية إلى جنوب لبنان، فيما سُمي بعد ذلك بـ”مرج الزهور”، إثر أسر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” للجندي الصهيوني “نسيم طويليدانو”، ورفض سلطات الاحتلال الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابله.
رحلة المعاناة
“في ذاك الوقت من العام كان البرد يشتد أكثر من أي وقتٍ مضى بمخيم مرج الزهور في المنطقة الحدودية بين لبنان وفلسطين، وكان يسمى قبل أن يحط المبعدون رحالهم فيه “وادي العقارب”، يستذكر المعصوابي، ويقول في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، إنّهم (المبعدين) كانوا يعانون الأمرَّين في أيامهم الأولى: “مرارة الإبعاد عن الوطن والأهل والولد، وشدة البرد وندرة مقومات الحياة”.
يصمت برهة، ويتابع: “لجأ المبعدون إلى أحطاب الوادي يجمعونها من طريق وعرة شائكة، علها باشتعالها تدفع عنهم بعضاً من برد الشتاء، ويهيئون بعض ما يسد رمقهم مما يجود به أهل الخير”.
ويضيف المعصوابي: “وتستمر المعاناة في جمع المبعدين الحطب على ظهورهم من مسافات تبعد شيئا فشيئا مع كل شجرة يقطعون خشبها، حتى أذن الله للمبعدين بالفرج مع قدوم شهر الخير شهر رمضان، وذلك بعد ثلاثة أشهر من الإبعاد؛ حيث تبرع أهل الخير للمبعدين بعدد من بوابير الكيروسين (الكاز)، الأمر الذي مثّل لهم نقلة نوعية وتطورا في حياتهم”.

منير المعصوابي
خراب البوابير
ولكن ما هي إلا فترة قصيرة -كما يقول المبعد في حينه المعصوابي- حتى بدأ الخلل في بعض هذه البوابير، ولم تعد صالحة للاستعمال، فما كان منهم إلا أن استعانوا بي لأقوم بمهمة إصلاحها في ذلك المكان النائي.
ويتابع المعصوابي بلهجة تملؤها العزة: “كانت المهمة تمثل لي تحدياً كبيراً حيث إنني الوحيد الذي كان بإمكانه القيام بهذه المهمة”.
ويضيف: “عندما نستيقظ من النوم، الذي بالكاد كنا نرتاح فيه من برد الجو، ونريد الوضوء لصلاة الفجر، نجد أن الماء في الأوعية قد تجمد معظمه، فمنا من يتيمم، أما أصحاب العزائم فيتوضؤون” كما يقول.

وكان المعصوابي يمتلك خبرة متواضعة في إصلاح البوابير، تلك المهنة التي توارثها عن والده الذي كان يُعرف بـ”مصلح البوابير” في حي الشجاعية، “حيث كنت أساعده كثيراً مما أكسبني هذه الخبرة” كما يقول، إلا أنّه تمكن من صيانة هذه البوابير، ومعرفة ما يلزم إصلاحه.
ويختتم الفلسطيني المناضل، بالحديث عن شعور زملائه المبعدين بالفرحة وهو يصلح لهم هذه البوابير، وعن اهتمام الإعلام في حينه؛ “حتى أنّ إحدى الصحف السورية كتبت في تقريرٍ لها عن مخيم المبعدين أنّه يمتلك الكفاءات كافة، حتى مصلح البوابير”. كما يقول.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جيش الاحتلال يقصف مطار صنعاء الدولي ومصنعا للإسمنت ومحطة كهرباء مركزيّة
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام شنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، اليوم الثلاثاء، هجوما استهدف من خلاله مطار صنعاء الدوليّ، ومصنعا للإسمنت في منطقة...

مستوطنون يحرقون مساحات زراعية واسعة في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أضرم مستوطنون، اليوم الثلاثاء، النار في أراضٍ زراعية، شمال شرق مدينة رام الله. وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات...

حماس: ترامب يردد أكاذيب نتنياهو لتبرير التجويع الممنهج لغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اتّهم فيها الحركة بالسيطرة على المساعدات الإنسانية في...

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

حماس: قرار الاحتلال توسيع الحرب تضحية صريحة بأسراه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" على خطط توسيع الاحتلال عمليته البرية في غزة، ...

الأونروا: 66 ألف طفل في قطاع غزة يعانون سوء تغذية خطيرا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن أكثر من 66 ألف طفل في قطاع غزة يعانون سوء تغذية خطيرا"،...

احتجاجات في جامعات أميركية تنديدا باعتقال داعمين لفلسطين
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت جامعات كولومبيا وجورجتاون وتافتس وقفات احتجاجية منسقة، تنديدا باعتقال أكاديميين وطلاب دعموا القضية...