الإثنين 12/مايو/2025

الحاجة نعيمة.. سيدة الحدود التي تحدت العدوان وشظف العيش

الحاجة نعيمة.. سيدة الحدود التي تحدت العدوان وشظف العيش

لا شيء يؤنس وحشة الحاجة نعيمة أبو عيسى، وهي تبدأ يومها مع الفجر بالاهتمام بدواجنها سوى أصوات الديكة وطائرات الاستطلاع، التي لا تغادر أجواء قرية جحر الديك الحدودية شرق قطاع غزة.

ومنذ 20 عاما ترعى الحاجة نعيمة أسرتها المكونة من 21 فرداً بعد أن أصيب زوجها بحادث سير تسبب له بشلل نصفي، اضطرت بعده لتولي زمام الأمور والاعتماد على تربية الدواجن والأغنام وزراعة أرضها الحدودية.

وفقدت نعيمة (58 عاما) في حرب غزة سنة 2014 ابنها ومنزلها عندما قصفته طائرة حربية صهيونية، وأصيب ابنها الثاني بجراح.

زراعة حدودية
عندما ذهبنا لزيارتها كانت برفقة نجلها ماجد في استراحة الضحى بعد أن فرغت من إطعام الأغنام والأرانب التي تصاحبها منذ طلوع الفجر.

تقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “نحن مزارعون منذ 40 سنة، وأرضنا تبعد أقل من كيلو عن الحدود وتعرضت للتجريف، وزرعناها 3 مرات بعد الحروب، لكن الحرب الأخيرة قضت على بئر المياه أملنا الوحيد فيها”.

ومن مفارقات الحياة أن الحاجة نعيمة التي كانت أرضها مصدراً لثمار الزيتون والليمون، اضطرت هذا الموسم لشراء الزيت حيث لم يترك الاحتلال لها سوى عدة أشجار بجوار البيت لا تكفي لإطعام أبنائها وأطفالهم.

وتتابع: “لأول مرة في حياتي أشتري الزيت والزيتون والحمضيات، وعندما أزور أرضي الحدودية أتألم بعد هدم البئر، وحالياً قمت بحراثتها ونتجهز لزراعتها قمحًا”.

حياة جديدة
تصحو نعيمة كل يوم مع أذان الفجر،  وتبدأ يومها مع ابنها ماجد في تجهيز طعام الأغنام والأرانب وملء الأواني بمياه الشرب.

تشق طريقها من خلف حجرات الصفيح التي أصبحت منازل أبنائها الأربعة بعد أن قصفها الاحتلال في الحرب، متسللة إلى مزرعة الأغنام التي أعادت إنشاءها حديثاً.

وتضيف: “هربت في الحرب ومرضت وأجريت عملية صعبة لأمعائي في المستشفى، وعندما عدت لم أجد البيت ولا 40 رأسًا من الأغنام بعد أن هدمت الطائرات مزرعة الأرانب، ونفقت كل الحيوانات”.

نجحت نعيمة بعد أن حصلت على منحة تعويضية من مؤسسة التعاون على عشرة خراف أن تعيد الإنتاج من جديد في المزرعة المجاورة لسقيفة الأرانب التي بدأت مؤخراً أيضا بالتوالد.

وتتابع: “كانت أرضي الحدودية جنّة وفقدتها، وهنا فقدت منزلي وابني حسام بينما لا يزال هشام مصابًا بحالة نفسية من أثر الصدمة لكني قاومت ظروفي وأعدت الإنتاج في الأغنام والأرانب ونجحت؛ فأنا مضطرة لإدارة شئون 21 فرداً”.

وتحلم نعيمة باليوم الذي تعيد فيه بناء منزلها ومنازل أبنائها من حولها وتوسعة مزرعة الأغنام والأرانب التي أصبحت مصدر رزقها الوحيد فالعودة لأرضها الحدودية بعد هدم بئر المياه أصبحت حلماً بعيد المنال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....