ملعب الإبراهيمية.. تهويد لطمس الهوية

لا يزال “المبضع” الصهيوني ينهش بفلسطين، محدثا تشوهات واختلالات لا يمكن ترميمها، وليس ببعيد إجراءاته التهودية والاستيطانية في قلب الخليل، واستيلائه قبل أيام على ملعب المدرسة الإبراهيمية بالمدينة.

قوات الاحتلال، شرعت قبل أيام، بتهويد ساحة ملعب المدرسة الإبراهيمية، القريبة من الحرم الإبراهيمي وسط مدينة الخليل، تمهيدًا لإقامة بركس على مساحة (500 متر مربع)، بعد السيطرة عليه في وقت سابق ومصادرته ومنع الوصول إليه.

و”الساحة” التي يعمل الاحتلال على تهويدها، والمعروفة من أهالي الخليل “بالبستان”، تعود ملكية رقبتها لوقف تميم بن أوس الداري، وهي لورثة الحاج سعيد، والشيخ رجب بيوض التميمي، وهي مؤجرة منذ عقود لدائرة معارف بلدية الخليل.

إنشاءات جديدة 

ويؤكد مدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان، أن هذا الاعتداء الصهيوني جاء بعد أقل من شهرين من اعتداء آخر من جيش الاحتلال بالاستيلاء على جزء من الملعب، وتحويله لنقطة عسكرية.

ويشير “حمدان”، في حديث لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار الخطوات التهويدية الممنهجة التي ينفذها الاحتلال لتضييق الخناق على سكان البلدة القديمة ومؤسساتها الاجتماعية والتربوية ودفعهم لإغلاقها وهجرها، ومن ثم الاستيلاء عليها وخلق مزيد من البؤر الاستيطانية قرب الحرم الإبراهيمي الشريف لتصبح واقعاً جديدا”.

بلدية الخليل، بصفتها المالكة لحق التصرف في هذه الأرض من خلال استئجارها من أصحابها عائلة التميمي، قدمت شكوى واعتراضا للشرطة “الإسرائيلية” على الأعمال التي يقوم بها الاحتلال في الملعب، مطالبة بإزالة الاعتداء فوراً من ساحة المدرسة الإبراهيمية.

أطماع قديمة
الحاج محمد أبو سنينة (75عاما) كان شاهدا على سياسة الاحتلال المتواصلة بحق المدرسة الإبراهيمية وملعبها، يقول، لمراسلنا: “بعد احتلال إسرائيل للخليل في العام 1967م، فرضت سيطرتها العسكرية على قلب المدينة، وبدأت سياسة السيطرة على الأملاك وتهويد المباني الفارغة وكل ما يمكن الحصول عليه”.

ويضيف أبو سنينة أنه في العام 1975م، منعت قوات الاحتلال طلبة المدرسة الإبراهيمية من استخدام الملعب وسيطرت عليه، لتضطر الأخيرة مجبرة في البحث عن بديل، بإنشاء ملعب داخلي صغير.

ويكمل الحاج أبو سنينة: “بعد ذلك سيطرت قوات الاحتلال على الملعب، وشرعت بتعبيده قبل مدة وتجهيزه كموقف للسيارات العسكرية التابعة لها، وها هي اليوم تنشئ بناء كاملا على مساحته بأكملها، ليختفي هذا المكان الذي تجاوز عمره 100 عام”.