المزارعون على الحدود.. رحلة المغامرة من أجل لقمة العيش

يبدأ الشاب الجامعي بلال سمور (24 عاماً)، بتجهيز نفسه برفقة والده وشقيقه أحمد، لخوض مغامرة، من أجل رش محاصيلهم التي تقع في منطقة الفراحين شرق خانيونس، والتي لا تبعد عن الشريط الحدودي سوي عشرات الأمتار.

ومع ساعات العصر يتناوب محمد وشقيقه أحمد على تجهيز ماكينة الرش الخاصة بهم من أجل القضاء على الحشرات التي من شأنها أن تضر بمحصول الكوسا والجرجير والبقدونس الخاص بهم.

ويعمل محمد مع والده في الأرض التي استأجروها والتي تبلغ مساحتها 20 دونما، في مجال الزراعة والتي تمثل مصدر رزق أساسي لعائلتهم.

ويتشبث المزارعون بأراضيهم بالرغم من المضايقات والاعتداءات الصهيوينة التي يواجهونها بشكل شبه يومي، والمتمثلة بإطلاق الجنود المتمركزين في أبراجهم العسكرية وجيباتهم المصفحة النار على طول الحدود.

وقال سمور في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “أن تمارس مهنة الزراعة قرب الحدود أرضك، فأنت على خط النار حتى لو كنت لا تحمل السلاح”.

وأشار إلى امتلاك الاحتلال مناظير تمكنه من كشف كل شيء في تلك المنطقة، ويعرف المزارعين من غيرهم، لكنه رغم ذلك يتعمد إفزاعهم ومضايقتهم بشكل يومي.

وشدّد في ذات الوقت أن الزراعة مهنتهم الأساسية في مواجهة ضنك الحياة، وتعد مصدر رزق لمئات العائلات، مبينًا أن معظم الاستهدافات تكون في وضح النهار، ناهيك عن أنه محرم على أي شيء التحرك في ساعات الليل؛ وإلا فالرصاص الحي والمباشر ينطلق نحوه دون تردد.

وتابع: “المزارع يواجه الاحتلال على الحدود بنفسه ولا يساعده أو ينظر لحاله أحد أو أي جهة رسمية، في حال تعرضه لأي خسارة أو كساد أي محصول”، مشيرا إلى بطولة المزارع وكفاحه ضد المحتل ومقاومته له ببقائه على أرضه.

ويواصل جيش الاحتلال اعتداءاته بحق المزارعين في المناطق الشرقية لمحافظة خانيونس في ساعات النهار، فيما يفرض عليهم حظر التجول والتواجد في مزارعهم في ساعات الليل.