انتفاضة الحرائق!
كانت جبال الكرمل قد تعرضت قبل ست سنوات إلى حرائق أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، لكن نيران نوفمبر 2016 أقوى وأكثر انتشاراً ولها أبعاد نفسية تبنى على اعتقاد غالبية الإسرائيليين أن ما يجري الآن في فلسطين هو «انتفاضة الحرائق» كما سمتها عدة صحف عبرية.
وإذا كانت «الهاشتاغات» التي تحمل عنوان «إسرائيل تحترق» قد ملأت مواقع التواصل، وتميزت بفرح غامر عبر عنه الفلسطينيون ونصراؤهم في العالم، فقد أصر نتنياهو الذي تساعده «تناكر طائرة» من عدة دول في إخماد النيران، على أن هذه الحرائق بفعل فاعل، مما أجج المشاعر العنصرية، متوعداً بمعاقبة الذين حاولوا إحراق “إسرائيل” بشدة غير مسبوقة.
لم يبلّغ عن وفيات رغم فداحة النيران ووصولها الى مشارف القدس ورام الله، وإن كان الآلاف قد زاروا المستشفيات لمشاكل في التنفس وللإحساس بالهلع والصدمة. وقاد رئيس الحكومة وتوأمه في الحقد وزير التعليم نفتالي بنيت حملة تحريض علنية تتهم العرب بإحراق “إسرائيل”، غير أن أخطر ما تنطوي عليه هذه النيران المتوقع أن تستمر أياماً قادمة على ضوء انعدام فرص المطر القوي القادر على إخمادها واستمرار الرياح الشديدة، هو ذلك الخوف الوجودي الذي يسيطر على المحتلين اليهود في كل فصل من فصول المقاومة.
وما ميز ردود الفعل على الحرائق هذه المرة هو ذلك الإجماع – تقريباً – على انتقاد المتباكين على البيئة وعلى الغابات وما سموه بالثروة الحرجية، رغم أن مثل هذه الثروة هي الآن «ثروتهم» وأن من يحررون فلسطين في المستقبل قادرون على استنبات الأحراش بغزارة. وإن كان بعض الغاضبين على هؤلاء المتباكين قد تساءلوا عما إذا كانت مشاركتهم في إخماد النار ستجلب لهم السعادة؟
أما الاعتقاد الراسخ لدى أغلب الفلسطينيين فهو أن “إسرائيل” تحرقهم منذ مائة عام، وإن ما أشعل من الدولة العبرية انطلاقاً من الكرمل ما هو إلا جزء من الرد على محرقتها المستمرة ضدهم.
تحدثت الأرقام أمس عن إجلاء ما لا يقل عن مائة ألف إسرائيلي من منازلهم، وعن وصول النيران إلى منازل العديد من المستوطنين، وإخلاء ثمانين ألفاً من حيفا وحدها، وعن إقفال الجامعات وبعض المرافق الرسمية، واحتراق العديد من البيوت، وإجلاء آلاف الطلاب ونزلاء السجون.
ونقول بالبنط العريض: من حق الناس أن يسعدوا بفرصة سنحت للانتقام لملايين الفلسطينيين الذين عاشوا كارثة 1948 وما بعدها من «هولوكوستات» تتوالى في كافة المنافي الفلسطينية على مدى أجيال متعاقبة.
نحن لا نبالغ فيما نقول، مع ضرورة الإقرار بأن انتفاضة الحرائق التي أعقبت قرار منع الأذان وأجراس الكنائس، هي صورة مرعبة من صور الثأر الواجب، خاصة بعد إدارة “إسرائيل” ظهرها بالكامل لحل الدولتين وإقفالها بوابات الأمل أمام الشعب الفلسطيني الذي سيتعرض حتماً لبعض الأضرار الجانبية جراء الحرائق.
نعم أحرقوها.. بكل الوسائل، وجددوا المقاومة باللهب بعد الحجارة والسكاكين والدهس والمظاهرات الاحتجاجية!
المصدر: صحيفة الوطن القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الموساد: تسلمنا من الوسطاء رد حماس على مقترح الهدنة وسندرسه
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قال جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، إن الوسطاء نقلوا لفريق التفاوض رد حركة حماس على مقترح...
هنية يجري اتصالات مع قطر ومصر وتركيا بشأن وقف إطلاق النار بغزة
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، ليلة الخميس، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة...
لليوم الـ 271.. القسام يوقع قوة صهيونية في كمين محكم ويفجر دبابتين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 271 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
مسؤولة في إدارة بايدن تستقيل رفضا لسياسة أمريكا بدعم العدوان على غزة
واشنطن – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت المساعدة الخاصة بوزارة الداخلية الأمريكية مريم حسنين، استقالتها من منصبها، تنديدًا بسياسات إدارة الرئيس جو...
خبيرتان أمميتان: محاكم الاحتلال في الضفة توفر غطاء لتعذيب الفلسطينيين
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت خبيرتان بالأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن "النظام المزدوج للمحاكم الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة،...
أونروا: أطنان من النفايات تحاصر خيام النازحين وسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الأربعاء، إن أطنانا من النفايات باتت تحاصر خيام النازحين...
إصابة مستوطن بعملية دهس وإطلاق النار على شاب جنوب الخليل
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني مساء اليوم برصاص مستوطن أثناء رعيه الأغنام، قرب السموع جنوب الخليل....