أبو الهنود هكذا تبدأ الحكايات

محمود أبو الهنود مقاتل فلسطيني تحرك وشكل الخلايا العسكرية بعد الضربة التي استهدفت حركة حماس في عام 96، ولحظتها اطمأن الاحتلال لانتهاء كابوس العمليات المفخخة، فخرج لهم أبو الهنود من حيث لم يحتسبوا، ونفذ مجموعة عمليات في سوق محنيه يهودا فاجأت الاحتلال، وأربكت الحسابات وأعادت المقاومة لسدة العمل والفاعلية، واعتبر أبو الهنود المهندس الثالث بعد يحيى عياش ومحي الدين الشريف، وهو مواليد 1969، ودرس الشريعة وأبعد لمرج الزهور في حملة الإبعاد الجماعية، وهو شاب طويل القامة، عريض المنكبين، بيضاوي الوجه، عيونه خضراء، بشرته بيضاء، وصاحب ذكاء فطري وحيوية عفوية، يعشق العمل والمبادرة، لم يتزوج فقد شغلته الثورة والقتال وتبعاتها من اعتقال وإبعاد ومطاردة وشهادة.
أكثر ما لفتني بعمليات أبو الهنود اختياره لجميع المقاتلين والاستشهاديين من أصدقائه وأحبابه من أبناء قريته عصيرة الشمالية، والتي أضحت رمزا للجهاد والبطولة، حيث أرسل أربعة من خيرة شبابها دفعة واحدة. وتميز أبو الهنود بعمليات إطلاق النار واصطياد المستوطنين والعسكريين في مدن الضفة، حيث شارك بنفسه بعشرات الكمائن، قبل انتقاله لهندسة العمليات الاستشهادية في وقت صعب جدا، وقد كان مبادرا متمكنا في استخدام سلاحه، وقد واجه وحده كتيبة من نخبة الاحتلال هاجمت بيتًا في عصيرة الشمالية بهدف اغتياله، فالتفّ عليهم وقَتل منهم ثلاثة جنود وأصاب رابعًا بصورة بالغة، وانسحب من المكان وهو مصاب وينزف، ووصل إلى مستشفى نابلس زاحفا وقد أغمى عليه من الإعياء والجهد والإصابة، ومن لحظتها تحول لأسطورة يعشقها الفلسطينيون، ويتغنون به في المدن والقرى والبلدات.
أبدع أبو الهنود في حياة المطاردة والاختباء والتمويه، فكان فارسا نموذجيا بطوله ووسامته وجرأته ونقاء نفسه ونبله الدفاق، وعاش معظم أوقاته متنقلا في الجبال والوديان، وحفر مغارة بيديه استمر حفرها عامًا كاملًا، لأنها حفرت بمعاول بدائية ونقل باطنها بعيدا عنها للتمويه، مع العلم أنها موجودة حتى اللحظة، وأضحت محجا ومزارا لمن يريد تنسم سيرة هذا البطل.
نجا أبو الهنود من عدة محاولات اغتيال، وإحدى هذه المحاولات استهدفت السجن الذي اعتقل فيه من السلطة واستشهد لحظتها أكثر من عشرة من الحراس والسجانين، واستأنف قيادة العمل العسكري المقاوم، ورفض الزواج وفضل الشهادة حتى نال ما تمنى رحمه الله باستهداف طائرة مروحية في 23 نوفمبر 2001، أطلقت خمسة صواريخ على سيارته، مما أدى لاستشهاده ومعه الشقيقان أيمن ومأمون حشايكة، واليوم في ذكرى استشهاده ومع انتفاضة القدس لا أدري هل انتهت حكاية محمود أبو الهنود أم بدأت متجددة دفاقة منصورة مفاجئة رغم محاولات الاحتواء؟!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أوتشا: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تتناقض مع المبادي الإنسانية
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمم المتحدة زعماء العالم إلى توفير الغذاء للمدنيين في قطاع غزة، في ظل دخول "الحصار الشامل" الذي تفرضه...

سلطات الاحتلال تهدم قرية خلة الضبع في مسافر يطا
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قرية خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل، في واحدة من أوسع عمليات...

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....

العفو الدولية تطالب بخطوات جادة لوقف جرائم إسرائيل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار، جميع الجهات الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الاتحاد...

كتائب القسام تعلن عن كمين مركب لقوة هندسة صهيونية شرق خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، تنفيذ كمين مركب لقوة هندسة صهيونية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح...

حماس تُثمن حصار اليمن الجوي على دولة لاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على كيان الاحتلال...

القوات المسلحة اليمنية تُعلن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأحد، فرض حصار جوي على كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على التصعيد...