عاجل

الخميس 04/يوليو/2024

جاد حميدان.. المطارد للاحتلال رهينة لدى السلطة!

جاد حميدان.. المطارد للاحتلال رهينة لدى السلطة!

منذ ما يقارب الثماني سنوات يقبع المعتقل السياسي جاد حميدان في سجن الجنيد التابع لأجهزة السلطة، بعدما وقع في “شراك” الحصول على “الإعفاء الأمني” من الاحتلال.

حميدان (36 عاما) من مخيم عين بيت الماء غربي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وأحد قادة كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية، ما زال يعد سنوات سجنه دون معرفة متى ستنتهي، ليبقى مطاردا من الاحتلال، و”رهينة” داخل أجهزة السلطة.

الإضراب عن الطعام

لم يجد حميدان سوى اللجوء للإضراب عن الطعام منتصف الشهر الجاري ولمدة أربعة أيام، للضغط على سجانيه لتحسين وضعه المعيشي داخل السجن من جهة، وللعمل على وضع حد لاعتقاله المفتوح بلا سقف.

وأنهى حمديان إضرابه – كما في إضراباته السابقة- بعد تلقيه وعودا بالاستجابة لمطالبه المعيشية، لكن دون الاستجابة لمطلب إنهاء ملف اعتقاله.

وكان حميدان قد سلم نفسه لأجهزة السلطة في السابع من أبريل/ نيسان من العام 2009 ضمن صفقة الإعفاءات التي قامت بها السلطة للمطاردين للاحتلال، ومنذ ذلك التاريخ لا زال معتقلا لدى جهاز الاستخبارات العسكرية.

يقول القيادي في الجبهة الشعبية ماهر حرب لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، إن حميدان أوقف إضرابه بعد أربعة أيام، بعد أن حصل على وعد بتحسين ظروف اعتقاله، لكن مطلبه الأساسي بالإفراج عنه قوبل بالرفض.

ويضيف أن السلطة قالت بشكل واضح إن هذا الأمر ليس بيدها، وأنه في ظل الظروف الحالية لا يوجد إمكانية لبحث ملفه أو أي ملف آخر مع الاحتلال.

ويبين حرب أن الجبهة متمسكة بموقفها المبدئي بضرورة الإفراج الفوري عن حميدان وعن كافة المعتقلين السياسيين.
 
ملاحقة مزدوجة
ولم يكن تسليم حميدان لنفسه قرارا سهلا، فقد جاء بعد أن اشتدت ملاحقة الأجهزة والاحتلال له، وازدياد معاناة عائلته، فعلى مدار ثلاث سنوات كان منزل عائلته عرضة لمداهمات الاحتلال والسلطة بهدف اعتقاله.

واجتاحت قوات الاحتلال المخيم ثلاث مرات بغية اعتقاله، كما اقتحمت أجهزة السلطة المخيم مرتين لنفس الغرض، لكن دون جدوى.

وهدمت قوات الاحتلال عام 2007 بناية عائلته المكوّنة من عدة طوابق بعد إخفاقها في الوصول إليه، وفي أحد الاجتياحات استشهد شقيقه محمد داخل المنزل بتاريخ (16-11-2006).

وينتمي حميدان لعائلة معروفة بتاريخها النضالي والمقاوم، وقدمت الكثير من التضحيات ضريبة لانتمائها لفلسطين، وتعرض هو وإخوانه للاعتقال عدة مرات في سجون الاحتلال.

ويتهم الاحتلال حميدان بالمشاركة مع مقاومين من حركة حماس بعدة عمليات، قُتل فيها وأصيب عدد من الجنود.

انخرط حميدان بمسيرة المقاومة منذ نعومة أظفاره، واشتد عوده بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، واحتل مواقع متقدمة في المقاومة إلى أن أصبح من أبرز المطلوبين.

ويشير القيادي في الجبهة ماهر حرب، إلى أنه بحلول عام 2009 لم يتبق في نابلس إلا عدد قليل من المطلوبين للاحتلال، وكان الاحتلال يتذرع بوجود هؤلاء المطلوبين لإحكام حصاره على المدينة، وكان يرهن رفع الحصار عنها بالوصول لهؤلاء المطلوبين ومنهم حميدان أحياء أو أمواتا، أو تسليم أنفسهم للسلطة.

ويضيف أنه كان هناك وعود قبل تسليم حميدان لنفسه بمعالجة ملفه والحصول على عفو جزئي ومن ثم على عفو عام، واستطاعت السلطة بهذا إقناع الكثير من المطلوبين بتسليم أنفسهم لها.
 
جحيم السجن

تزوج حميدان عام 2005 قبيل بدء رحلة المطاردة، ورزق بأربعة أبناء، لكن استمرار اعتقاله حول حياته إلى جحيم لا يطاق، ففي الوقت الذي لا زال يجهل موعد نهاية اعتقاله، يكبر أبناؤه بعيدا عنه.

يقول شقيقه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنه بعد ثماني سنوات من حياة الاعتقال، لم يعد جاد يبغي سوى نيل حريته.

ويشير إلى أنه عندما توفي والده قبل نحو أربع سنوات، حصل جاد على موافقة للمشاركة بتشييع جثمانه، لكن الأجهزة سارعت لإعادته إلى سجن الجنيد بعد سماع طائرات من دون طيار في سماء المدينة.

ويقبع في سجن الجنيد منذ سنوات عدد من المعتقلين من مختلف أجنحة المقاومة، لدى مختلف الأجهزة الأمنية، بينهم ستة لدى جهاز الاستخبارات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات