عاجل

الأحد 30/يونيو/2024

حجر جماعين.. النفط الأبيض الذي أنعش البلدة اقتصاديا

حجر جماعين.. النفط الأبيض الذي أنعش البلدة اقتصاديا

إلى الجنوب من نابلس؛ تشاهد صباح كل يوم عشرات الجرافات والحفارات الضخمة وهي تعمل بهمة ونشاط في شق الجبال وحفرها؛ لاقتلاع الحجارة البيضاء، من جبال بلدة جماعين؛ لتقوم الشاحنات بنقلها لمصانع ومناشر الحجارة؛ في ازدهار ونمو اقتصادي لا يكلّ ولا يتوقف.

وتنعم بلدة جماعين بوفرة في الحجارة البيضاء التي يكثر عليها الطلب في عمليات البناء؛ والتي يطلق عليها بعض أهالي البلدة النفط أو الذهب الأبيض؛ فصار حجر جماعين معروفا ومشهورا لجودته وقدرته على المحافظة على لونه وشكله وعدم قدرة المياه على اختراقه.

مصدر وفير للدخل

عاصم الحج أسعد رئيس بلدية جماعين يؤكد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن شريحة واسعة من العمال والفنيين والسائقين والمقاولين، يعملون في جبال ومحاجر ومناشر ومصانع الحجر؛ في جماعين وخارجها، وهو يشكل  مصدر دخل وفير للبلدة التي تتميز أبنيتها بالجمال وباللون الأبيض جراء بنائها من حجارة المقالع.

وخلال جولة بين المقالع والمحاجر؛ شكا أصحابها من ندرة السماح لهم بتصدير الحجر الجماعيني للخارج من سلطات الاحتلال، حيث يتحكم الاحتلال في إصدار التصاريح ويحاول ابتزاز أصحاب المصانع وفرض رسوم على التصدير للخارج.

أحمد سلامة صاحب أحد المقالع يقول لمراسلنا، إن مقالع الحجارة تدرّ على أصحابها خاصة من الضامنين والمقاولين أرباحا هائلة خاصة إذا كانت حجارته من النوع الممتاز.

وعن ضمان واستئجار أرض المقلع، أضاف: “يصل استئجار الدونم الواحد أحيانا إلى عشرات آلاف الدنانير، بحسب العرض والطلب، وقد يصل إلى أكثر من 60 ألف دينار”.

بدوره، رجل الأعمال صبري عمارنة، من رام الله، لا يخفي تفضيله الحجر الجماعيني  لبناء منزله الكبير في ضاحية الماصيون، يقول: “الحجر الجماعيني من أجود أنواع الحجارة البيضاء، ويتميز بصلابة وعدم نفاذية الماء منه، ولذلك ونحن في عام 2016، ترى أكثر البنايات في رام الله هي منه، ولا نفضل غيره، وكل مقاولي الأبنية يفضلونه”.

دعم الاقتصاد الوطني

وتحتلّ صناعة الحجر في فلسطين دورًا مهمًّا في دعم الاقتصاد الوطني؛ حيث إن  صناعة الحجر والرخام تقدم نحو 700 مليون دولار سنويا للاقتصاد الفلسطيني، هذا علاوة عن تشغيل آلاف العمال بحسب إحصائيات وزارة الاقتصاد.

وتشير إحصائيات اتحاد صناعة الحجر والرخام  إلى أن فلسطين المحتلة تنتج أكثر من 1.8 % من الإنتاج العالمي للحجر، ويساهم في 4.5 % من الناتج القومي و26 % من إجمالي الصادرات الفلسطينية؛ برغم معيقات الاحتلال وضرائبه، وتساهم صناعة الحجر بنحو 5 % من مجمل الاقتصاد الفلسطيني.

ووفقا للإحصائيات؛ يعمل في هذا القطاع أكثر من  25 ألف عامل بشكل مباشر، والآلاف في قطاعات مساندة، والمبيعات تصل لمئات ملايين الدولارات، ويوجد في فلسطين قرابة 1000 منشأة موزعة بين محجر وكسارة.

وتشير سجلات وإحصائيات بلدية جماعين إلى أنه في البلدة وحدها أكثر من  1300 معمل ومشغل للحجارة وتوابعه، ويستهلك السوق المحلي ثلث المنتج من الحجر.

وبرغم الانتعاش الاقتصادي الكبير الذي تنعم به بلدة جماعين؛ إلا أن سكان البلدة يعانون من أضرار مقالع الحجر والكسارات والمناشير التي تقع داخل المخطط الهيكلي للبلدة حيث انتشرت بين المنازل؛ “ما ترتب على ذلك آثار بيئية وصحية لا يستهان بها”؛ كما يقول المواطن علي عبد الله.

وتابع لمراسلنا: “صحيح أن الحجر الأبيض يشكل نعمة للبلد وعمل على إنعاشها اقتصاديا، ولكن هناك جانب فيه نقمة؛ فأنا لا أستطيع أن أفتح شباكا من كثرة الغبرة والصوت العالي؛ فالغبار والأصوات المزعجة التي تنتج عن الآليات تزيد من نسبة الإصابة بأمراض الربو والضغط النفسي وقلة السمع”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات