انطلاق أعمال مؤتمر القدس العلمي العاشر بغزة

انطلقت صباح اليوم الخميس، بمدينة غزة أعمال مؤتمر القدس العلمي العاشر بعنوان “القدس في ضوء المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية… واقع ومستقبل”، والذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية تحت رعاية حركة “البناء الوطني” الجزائرية.
 
وحضر المؤتمر عدد كبير من العلماء ونواب المجلس التشريعي الفلسطيني، وعدد من الدعاة والمثقفين والمهتمين وأساتذة الجامعات الفلسطينية.
 
وقال النائب أحمد أبو حلبية رئيس مؤسسة القدس الدولية في قطاع غزة، إن تدنيس الاحتلال الصهيوني للقدس ومطاردته للمرابطين والمرابطات؛ يهدف لفرض سياسة الأمر الواقع ولتقسيم المسجد الأقصى مكانياً وزمانياً.
 
وحذر أبو حلبية من مخططات جديدة للاحتلال الصهيوني لتهويد مدينة القدس المحتلة، وإقامة ما يسمى “بالقدس الكبرى” على مساحة 600 كم مربع؛ مؤكداً أن هدف الاحتلال العمل على تهجير الشعب الفلسطيني وترحيله خارج مدينة القدس وإقامة وحدات سكنية استيطانية وتوسيع مستوطنات قائمة.
 
وبين رئيس لجنة القدس في المجلس التشريعي أن المرابطين والمرابطات في مدينة القدس أصبحوا شوكة في حلق الاحتلال؛ موجهاً التحية إلى شيخ الأقصى رائد صلاح والذي اعتقله الاحتلال وعزله في سجن “ريمون” منذ أشهر.
 
واستنكر أبو حلبية الاعتداء الصهيوني المتكرر على المقابر الإسلامية، وتجريف مئات القبور للصحابة والعلماء والسلف الصالح خاصة مقبرة مأمن الله، محذراً من تكثيف الاحتلال من بناء الكنس والاعتداء على المقدسات الإسلامية وعلى كنائس الإخوة المسيحيين.
 
وأكد أبو حلبية أن هدف الاحتلال من تشريع قانون “منع الأذان”، بحجة انزعاج المستوطنين هو العمل على تغيير هوية القدس من الهوية الإسلامية، والعمل على تغييب  الثقافة الإسلامية باستحداث تاريخ يهودي مزيف، وفق قوله.
 
من جانبه، أكد أحمد بحر النائب الأول في المجلس التشريعي الفلسطيني أن محاولة إقرار الكنيست الصهيوني لمنع الأذان في القدس وفي مدن الداخل المحتل عام 1948، لن تحول دون أن يرفع الأذان رغماً عن أنف الاحتلال والكنيست الصهيوني.
 
ووجه بحر التحية للنائبين العربيين طلب أبو عرار وأحمد الطيبي لصدوحهما بالأذان في ما يسمى بالكنيست الصهيوني، مبيناً أن سياسة تهويد القدس تزداد يوماً بعد يوم.
 
وحذر بحر من زيادة سياسة التهويد بعد فوز المتطرف ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في ظل دعمه للسياسات العدوانية والسياسيات الصهيونية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني ونيته بنقل السفارة الصهيونية من “تل أبيب” إلى القدس.
 
ودعا بحر الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية ودعاة القانون الدولي والإسلامي لتحمل كامل المسؤولية في الدفاع عن القدس وللتصدي لسياسات الاحتلال الصهيوني في تهويد القدس في ظل المخططات التي تمارس جهاراً نهاراً تحت مسمع العالم كله.
 
وأكد أن استمرار السلطة بتمسكها باتفاقية أوسلو أعطت للاحتلال الشرعية في ممارسة التهويد لمدينة القدس، وعلى السلطة العودة لبرنامج المقاومة والتنازل عن اتفاقية أوسلو.

تطوير الانتفاضة
وطالب بحر بالعمل على تطوير انتفاضة القدس للتصدي للمخططات من خلال صيغة فصائلية جامعة لتوفير الغطاء الداعم والكامل لها، داعياً إلى تفعيل صندوق القدس الدولي لتعزيز صمود الفلسطينيين في القدس مادياً وسياسياً وإسنادهم في الهجمة الصهيونية بملاحقتهم وسرقة هويتهم واقتلاعهم من أرضهم وهدم بيوتهم.
 
ودعا بحر إلى توثيق الجرائم الصهيونية من خلال تشكيل فريق عمل قانوني محترف لتوثيق الجرائم بحق القدس، والعمل على تبنيها عبر المجموعة العربية والإسلامية في المؤسسات الدولية والعمل على رفعها لمحكمة الجنايات الدولية بهدف محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب.
 
جلسات المؤتمر
ويقدم خلال جلسات المؤتمر الثلاث أبحاث علمية من أكاديميين ومتخصصين ومهتمين، تهتم بالقدس ضمن محاور مختلفة.
 
ويناقش المؤتمرون في الجلسة الأولى لمؤتمر القدس في ضوء المتغيرات المحلية؛ حيث يسلط الباحثون على انتفاضة القدس وأثرها على القدس، وسياسات الاحتلال وممارساته في تهويدها، والمفاوضات السياسية، وحالة الانقسام الفلسطيني وأثرها على القدس.
 
وفي الجلسة الثانية سيناقش محور القدس في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية، حيث يبحث هؤلاء دور الحراك الشعبي العربي وأثره على القدس، والموقف العربي الرسمي، ودور المنظمات العربية والإسلامية، والتحالفات والمحاور الإقليمية والدولية تجاه القدس.

أما الجلسة الثالثة سيضع الباحثون رؤية استشرافية للقدس من خلال الجهود المحلية والإقليمية والدولية للدفاع عن القدس، وبحث ملفات الاستيطان والسكان فيها، إضافة إلى الأجواء الاجتماعية والثقافية، والسياحية، والتعليمية، والسياسية.