الطالب عمر دراغمة.. حلم التخرج الممنوع

رغم أنه بات في السادسة والعشرين من عمره، إلا أن الطالب في جامعة النجاح عمر محمد دراغمة ما زال على مقاعد الدراسة بكلية العلوم، بسب عمليات الاعتقال والملاحقة المستمرة له على خلفية سياسية من مختلف أجهزة السلطة، فضلا عن اعتقاله عاماً كاملاً لدى سلطات الاحتلال.

تلك الاعتقالات التي تتلمس مواعيد امتحاناته لتسبقها، لتحول بينه وبين لحظة قطف الثمار نهاية الفصل، فيما لازال هو حتى اللحظة قابعاً في سجن جنيد منذ 31/10 الماضي في وقت ينشغل زملاؤه بتقديم الامتحان الجامعي الثاني.

اعتقالات بلا تهمة

بدأت رحلة عمر مع الاعتقالات في فبراير من العام 2014 حيث أسر لدى سلطات الاحتلال وحكم بالسجن لـ 15 شهراً، وبعد الإفراج عنه في 17-5-2015  توالت اعتقالاته لدى مختلف أجهزة السلطة، حيث اعتقل لدى جهاز المخابرات لعدة أيام، وبعدها بفترة قصيرة تم استدعاؤه من جهاز الأمن الوقائي، ومكث 26 يوماً في سجن جنيد وضاع عليه بسبب ذلك الكثير من محاضراته الجامعية، ولما خرج كان فصله الدراسي في نهايته، فاضطر لتقديم الامتحانات رغم طول غيابه، الأمر الذي أدى لعدم نجاحه في مادتين.

وفي  12/10 الماضي اعتقل لدى جهاز الأمن الوقائي في طوباس لمدة 17 يوما، وأفرج عنه بكفالة، لكنه وبعد ثلاثة أيام من الإفراج عنه استدعي ثانية من ذات الجهاز، وذلك يوم الاثنين 31/10 الماضي وحوّل إلى سجن جنيد، ومنذ ذلك التاريخ وهو معتقل بلا تهمة أو محاكمة.

يعتبر عمر دراغمة، أحد نشطاء الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية، فهو الآن عضو في مجلس اتحاد الطلبة عن اللجنة الرياضية، وكذلك هو منسق الكتلة الإسلامية في الجامعة مع الإدارة، وهو ما سبب له الملاحقة المتواصلة من أجهزة السلطة.

ويقول والده محمد دراغمة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “لقد قرأت ملفه في أحد اعتقالاته ووجدت التهمة: ذم وقدح السلطة، هم يلاحقون حتى حرية الكلمة والتعبير”.

وأكد أنه “لا توجد تهم حقيقية يوجهونها له، وهو يعاقب على عمله الطلابي النقابي المشروع، وهذا الشيء مسموح به في القانون، لذلك هم يضعون تهماً أخرى في الملف لتبرير اعتقاله، ففي مرة أخرى اتهم: بإثارة النعرات الطائفية، ويتساءل الأب: أين هي الطوائف وكلنا أهل سنة وجماعة؟!!”، ويضيف: “من المعيب ما يتم بحق أبنائنا من أجهزة السلطة، ويجب عليها أن ترفع يدها عن حياتهم ليكملوا دراستهم وحياتهم بأمن وسلام”.

استهداف لطلبة الجامعات

يعد اعتقال عمر دراغمة جزءًا من حملة مستمرة لاستهداف طلبة الجامعات الفلسطينية وطلبة الكتلة الإسلامية بالتحديد، من بينهم الاعتقال السياسي،على خلفية نشاطاتهم النقابية.

فقد وثقت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين استمرار اعتقال أجهزة السلطة لكثير من طلبة الجامعات من بينهم: الطالبان المعتقلان يوسف شاور ومؤمن القواسمة جامعة بوليتكنك فلسطين بالخليل، ومن جامعة النجاح تواصل أجهزة الضفة اعتقال ثمانية طلبة لفترات متفاوتة وهم: حاتم الزاغة، وفهد ياسين، وأحمد مرشود، وبراء جرار، وياسر يامين، وعمر دراغمة، ووليد عصيدة، ونمر هندي.

وفي طولكرم يواصل جهازا المخابرات والأمن الوقائي اعتقال الشقيقين الطالبين في جامعة خضوري براء صوي ويحيى صوي.