الأربعاء 26/يونيو/2024

الفلسطيني دبابني.. آخر مسيحيي سبسطية يتمسك برعاية كنيستها

الفلسطيني دبابني.. آخر مسيحيي سبسطية يتمسك برعاية كنيستها

رحل من رحل من عائلته وتوفي آخرون، لكن سامي دبابني بقي وحيدا مع زوجته وأطفاله في بلدة سبسطية الأثرية قرب نابلس (شمال القدس المحتلة)، يرعى إحدى الكنائس التي عانت من الإهمال والتخريب طوال مئات السنين الماضية.

الفلسطيني المسيحي دبابني (51 عاما)، يعمل سكرتيرا في إحدى المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، لينتقل بعد انتهاء دوامه، إلى رعاية كنيسة الرأس “يوحنا المعمدان” في البلدة، وهي الكنيسة التي أقيمت في المكان الذي يُعتقد أنه مكان قطع رأس النبي يحيى عليه السلام.

يقول دبابني، خلال حديث مع “قدس برس”، أن عمله في الكنيسة التي أقيمت قبل نحو 2000 عام، يأتي بدافع ديني ووطني، مشيرا إلى أن الكنيسة وبالرغم من الدمار الذي لحق بها، إلا أنها لا زالت تحافظ على مكانتها الدينية لدى مسيحيي العالم.

وأضاف “أبو عبد الله”، أنه يحرص دائما على تنظيف الكنيسة وتهيئتها لاستقبال وفود الزوّار والسائحين المحليين ومن مختلف أرجاء العالم، حيث يُقيم كثير منهم الصلوات في المكان الذي يعتبرونه من الأماكن التاريخية المقدسة.

وشدد المواطن الفلسطيني على أن يقوم بعمله في خدمة الكنيسة والمستمر منذ نحو 30 عاما، دون أي مقابل، لافتا إلى أنه يستفيد أحيانا من عوائد مستلزمات الصلاة التي يشتريها بعض الزائرين والسائحين الذي يقومون بزيارة الكنيسة لأداء طقوس دينية.

وبيّن المسيحي الأخير المُقيم في سبسطية، أنه يعيش حياته مع عائلته المكونة من زوجته وأطفاله الثلاثة، بشكل طبيعي في البلدة، ولا يشعر بأي تمييز كونه يدين بديانة مختلفة عن بقية سكان البلدة، لافتا إلى أنه يشاركهم مناسباتهم الاجتماعية والدينية، كما يفعلون هم ذلك.

وذكر أنه يرفض نقل أبنائه للدراسة في مدارس مسيحية، ويُصر على بقائهم في مدارس البلدة ودراسة المناهج المطروحة كبقية الطلبة، كما حرص على دفن جثماني والديه في ساحة الكنيسة ويعمل على رعايتها بشكل دائم.

إلا أن الفلسطيني دبابني، عبّر عن أسفه الشديد لحالة الإهمال والتي تعاني منها الكنيسة، مرجعا ذلك إلى عجز السلطة الفلسطينية عن القيام بأي أعمال فيها كونها تقع في منطقة (ج) الخاضعة للسيطرة الصهيونية الكاملة.

كما لفت إلى أن سلطات الاحتلال ترفض السماح لإجراء أي أعمال ترميم وتصليح للكنيسة التاريخية، كما هو حال بقية المواقع الأثرية في بلدة سبسطية.

ورأى المواطن دبابني ضرورة أن يكون تحرك على كافة المستويات من أجل العمل على إعادة تأهيل الكنيسة وترميمها، بعد أن خسرت الكثير من معالمها التاريخية بسبب الأحوال الجوية المختلفة، والمنع المستمر من إعادة بناء ما تهدم منها.

ويعود تاريخ الموقع الأثري بحسب وزارة السياحة التابعة للسلطة الفلسطينية، إلى العصر البرونزي (3200 قبل الميلاد)، وخضعت المدينة لحكم الآشوريين ثم الفارسيين ومن ثم الرومانيين، وحكمها الملك هيرود عام ثلاثين قبل الميلاد، وهو من أطلق عليها اسم “سبسطي” أي “المبجلة” وغالبية المباني الحاضرة تعود لعهده.

وأصبحت سبسطية في العهد البيزنطي مركزا دينيا لوجود قبر يوحنا المعمدان (النبي يحيى بن زكريا عليهما السلام). ويعتقد أن جسد النبي يحيى يوجد في ضريح قرب مسجد قديم وسط البلدة، بينما دفن رأسه في العاصمة السورية دمشق.

ويسعى سكان بلدة سبسطية إلى وضعها على خريطة السياحة العالمية، باعتبارها واحدة من المواقع الأثرية المهمة، ولحمايتها من المحاولات الصهيونية للسيطرة عليها.

يشار إلى أنه وبحسب اتفاق أوسلو، فقد قسمت البلدة إلى مناطق مصنفة “ج” و”ب”، الأمر الذي يشكل عقبة هامة في تطوير الموقع الأثري كون المناطق الأثرية تقع في “ج”، واقتصرت الترميمات على مساكن قديمة تقع داخل البلدة ضمن المنطقة “ب”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 17 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 17 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 17 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...