ميس شديد.. فلسطينية تحقق إنجازا في مجال الإبداع العلمي

تمكنت فلسطينية من مدينة طولكرم، من الحصول على المرتبة الأولى في مسابقة في مجال الإبداع العلمي أقيمت في المملكة الأردنية، بعد قيامها بتحقيق إنجاز علمي في مجال الطاقة المتجددة.

ميس شديد (28 عامًا)، من بلدة علار شمالي طولكرم، والمحاضرة في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، والتي كانت تحصد خلال دراستها الجامعية المراتب الأولى، تخرجت من جامعة النجاح عام 2011، بعد حصولها على المركز الأول على قسم الهندسة الكيماوية مع مرتبة الشرف.

التفوق الأكاديمي للطالبة شديد، ساعد في قبولها كمدرسة في قسمها الذي تخرجت منه، قبل أن تحصل على منحة علمية لإكمال دراسة الماجستير في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، حيث أكملت تحصيلها العلمي وأنهت دراسة الماجستير في الهندسة الكيماوية المتقدمة عام 2014، وبتقدير امتياز كذلك.

وبيّنت شديد خلال حديث لها مع وكالة “قدس برس”، أن رسالة الماجستير التي قدمتها استكمالًا لتخرجها كانت تتعلق بتصميم جهاز يُستخدم في تجفيف الحمأة (مخرجات ورواسب عملية تنقية المياه العادمة)، وذلك باستخدام الطاقة الشمسية.

المرتبة الأولى
وأضافت أنها شاركت في مسابقة الملك عبد الله الثاني بن الحسين للإبداع العلمي، (شارك فيها 13 دولة عربية)، مشيرة إلى أنها حصلت على المرتبة الأولى في حقل أجهزة تطوير الطاقة، والتي شارك فيها 83 بحثًا واختراعًا علميًا.

وأوضحت شديد، والتي نُشر اختراعها كمقالة بحثية في إحدى المجلات العالمية، أن فائدة هذا الجهاز تكمن في قدرته على تجفيف ومعالجة مخرجات ورواسب عملية تصفية المياه العادمة، والتي عادة ما تتشكل من أتربة ومركبات كيماوية، حيث يمكن الاستفادة منها بدلًا من نقلها وإلقائها في الأودية، الأمر الذي من شأنه إلحاق الأذى بالسكان وكذلك الأراضي الزراعية.

وأشارت المخترعة شديد، أن جهازها الذي حصل على براءة اختراع لحماية ملكيته، يُوفر على الجهات القائمة على عملية التنقية مبالغ مالية كبيرة، ويخفف من المشاكل البيئية الناتجة عن هذه المخرجات والرواسب، وذلك باستخدام الطاقة الشمسية، لافتة إلى أن الجهاز أعطى كفاءة عالية من خلال تجفيف المواد خلال عملية النقل.

وشددت على أن اختراعها لن يتوقف على هذا الإنجاز، بل إنها تعمل على تطوير الجهاز لكي يمكن استخدامه في تنقية مياه الأمطار والبحار وتحليتها، بالإضافة إلى إشرافها على مشاريع تخرج لطلبة في قسمي الطاقة والهندسة الكيماوية في جامعة النجاح، تساهم في تحويل الحمأة إلى وقود حيوي للسيارات بدلًا عن الوقود العادي.

الطاقة المتجددة
ورأت شديد أن العالم يتوجه نحو الطاقة المتجددة، للبحث عن بدائل للمصادر المتوفرة حاليًا والتي تساعد كثير منها في مضاعفة المشاكل البيئية، وتابعت “أمن الطاقة يُعتبر من أهم القضايا التي يجب التركيز عليها، خاصة في ظل الوضع الخاص الذي نعيشه في فلسطين من احتلال وحصار، وبالتالي يجب البحث عن بديل للتغلب على أي نقص في المستقبل”.

ودعت إلى ضرورة ربط الطلبة المبدعين وأصحاب الابتكارات عن طريق جامعاتهم بشكل أقوى بالمؤسسات التي ترعى الإبداع، وذلك لتنمية إنجازاتهم العلمية، واستثمارها للاستفادة منها عمليًا.

كما شددت على ضرورة توفير البيئة والظروف التي تساعد المبدعين على الإنجاز، خاصة المختبرات والمستلزمات المالية والمادية، لافتة في الوقت ذاته إلى أهمية استمرار أصحاب الاختراعات في تطويرها، وعدم اقتصارها على أن تكون متطلبات جامعية أو مشاريع للتخرج فقط.