الأحد 11/مايو/2025

كيف قضت غزة على مرض شلل الأطفال؟

كيف قضت غزة على مرض شلل الأطفال؟

على مدار عشر سنوات متواصلة بذلت وزارة الصحة بقطاع غزة جهوداً مضنية، وقدمت خدمات كبيرة في رعايتها للمواليد منذ ولادتهم، وعلى مدار عامين متواصلين، لتصل بذلك إلى إنجاز كبير وهو القضاء على مرض شلل الأطفال بشكل كامل.


جهاد عوض، مدير قسم التطعيمات في وزارة الصحة

وترجع أسباب الإنجاز الذي حققه قطاع غزة للمتابعة الحثيثة والمهارة المميزة التي يمتلكها الأطباء والممرضون في مراكز الرعاية الأولية المنتشرة في محافظات غزة، حسبما يقول جهاد عوض رئيس قسم التطعيمات في وزارة الصحة.

النسبة الأعلى في الإقليم
وأوضح عوض في حديث لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن نسبة التطعيم في قطاع غزة تعد الأعلى في الإقليم، مشيرا إلى أن ذلك جاء نتيجة التعاون الموجود بين مراكز الرعاية الأولية لوزارة الصحة ووكالة الغوث، من خلال المتابعة الأسبوعية للمواليد.

وأكد مدير التطعيمات أن الأم الفلسطينية حريصة على إعطاء التطعيمات الخاصة بالمولود في موعدها المحدد، مشيراً إلى أن هذا الحرص جاء من خلال حملات التوعية التي أطلقتها وزارة الصحة بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني.

وبين أن هناك مرونة كبيرة في جدول التطعيم، وتسمح بوجود مواعيد آخرى للأمهات اللاتي يتأخرن بتطعيم أطفالهن.

وأشار إلى أن هذه التطعيمات آمنة وفعالية، ومعترف بها من منظمة الصحة العالمية.

متابعة حتى 18 شهرا
ومنذ اللحظات الأولى لحياة المولود يُتابع الوضع الصحي له، إلى أن يصل عمره إلى 18 شهراً، يتم خلالها عمل فحوصات طبية شاملة للتأكد من عدم وجود أي أمراض خلقية، ومتابعة قياس الطول والوزن ومحيط الرأس، وفقا لعوض.

والتطعيم هو تقوية الجهاز المناعي لجسم الإنسان، بحقنه بكمية ضئيلة من البكتيريا أو الفيروسات الميتة أو التي أُضعفت لمرض ما لتحفّز الجسم على تكوين أجسام مضادة.

وتكمن أهمية التطعيم في تخفيض معدل الوفاة والمرض بالأمراض المعدية والقضاء على أمراض معينة، مثل: الجدري، وشلل الأطفال، والتخلص من الكزاز الوليدي والحصبة، إضافة إلى تخفيض انتقال الأمراض الأخرى، مثل: السعال الديكي، والحصبة الألمانية، والتهاب الكبد الوبائي.

ووفقا لـ”عوض”؛ فقد استأصلت وزارة الصحة بغزة مرض شلل الأطفال بشكل كامل، حيث بلغت نسبة تطعيم الأطفال في قطاع 98.5 – 99.5%، والتي تعدّ الأعلى عالميا خلال العشرة أعوام الأخيرة.

وشلل الأطفال، مرض فيروسي معدٍ، يغزو الجهاز العصبي، ويمكن أن يسبب خلال ساعات شللاً يتعذر علاجه، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية، سعيها لتوفير الأمصال الحيوية التي تعمل على مكافحة هذا المرض.

وحوّلت وزارة الصحة في شهر أبريل من العام الحالي 2016، آلية التطعيم من التطعيم الثلاثي إلى التطعيم الثنائي لشلل الأطفال.

وكما يقول مدير التطعيمات في وزارة الصحة، فقد تفوقت وزارته على دول مختلفة رغم قلة الإمكانيات، والمتمثلة في استمرار انقطاع التيار الكهربائي، حيث عملت على تزويد ثلاجات أدوية التطعيم بلوحات تعمل على الطاقة الشمسية لتحافظ على جودة وفعالية التطعيمات.

تطعيمات مختلفة
ويطعّم الطفل عند الولادة لالتهاب الكبد البائي (1) والدرن (السل)، وفي الشهر الشهر الأول بالتهاب الكبد الوبائي (2) وشلل الأطفال غير حي (1)، وفي الشهر الثاني بنقط شلل الأطفال (1) والتهاب السحايا (ب) (1)، والثلاثي البكتيري (1) وشلل الأطفال غير حي (2)، وفي الشهر الرابع نقط شلل الأطفال (2)، والتهاب السحايا (ب) (2) والثلاثي البكتيري (2)، وفق معلومات حصل عليها “المركز الفلسطيني لإعلام” من وزارة الصحة.

أما في الشهر السادس يطعّم لالتهاب السحايا (ب) (3) والثلاثي البكتيري (3) والتهاب الكبد البائي (3) ونقط شلل الأطفال (3)، أما الشهر التاسع فيطعّم للحصبة، وفي الشهر الثاني عشر يتم للحصبة+الحصبة الألمانية + النكاف (1)، أما الشهر الثامن عشر للحصبة+الحصبة الألمانية + النكاف (1) ونقط شلل الأطفال (4) والثلاثي البكتيري (3).

ووفق معطيات رسمية؛ فإن معدل الخصوبة في قطاع غزة يبلغ 4.5 مقابل 3.7 في الضفة، بينما المواليد 38.8 بغزة و28.5 في الضفة، ونسبة الوفيات 3.3 بغزة و3.7 في الضفة، ونسبة النمو 3.3 بغزة و2.5 في الضفة، وسط توقعات أنه بموجب هذه المعطيات سيرتفع عدد سكان القطاع حتى عام 2029 إلى 3 ملايين نسمة، حيث يشهد قطاع غزة حالة ولادة كل عشر دقائق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات