السبت 10/مايو/2025

محرك بحث الأسعار.. ابتكار طَموح لشاب فلسطيني

محرك بحث الأسعار.. ابتكار طَموح لشاب فلسطيني

من أين أشتري؟ ما هو المحل الذي يقدم أفضل العروض؟ أسئلة تتكرر على ألسنة المستهلكين، وتستنزف الإجابة عنها الكثير من وقتهم وجهدهم، لكن موقعا وتطبيقا إلكترونيا ابتكره شاب فلسطيني يوفر الإجابة عنها بسهولة.

فبإمكاناته المتواضعة وهمّته العالية، استطاع الشاب صالح محمود شنيور (28 عاما) من بلدة روجيب شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ابتكار نظام إلكتروني متميز هو عبارة عن محرك بحث لعروض الأسعار في المحلات التجارية.

النظام الإلكتروني الجديد الذي رأى النور مؤخرا وبات متاحا على موقع الأسعار www.prices92.com، لقي تجاوبا كبيرا بين المستهلكين خلال فترة قياسية، نظرا لإمكانية استخدامه إما عبر الموقع الإلكتروني الخاص به، أو من خلال تطبيق خاص على الهواتف الذكية.

ويقدم نظام الأسعار خدمة البحث عن أسعار المنتجات في فلسطين بدرجة أولى عبر محرك بحث الأسعار على الموقع، وإبراز العروض الشهرية والموسمية لمتصفحي الموقع.
 
محتوى فريد

ويقدم الموقع محتوى فريدا غير متوفر في المواقع الإلكترونية الفلسطينية الأخرى، حيث يقدم المعرفة وليس البيانات.

ويقول شنيور لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “انتهت التكنولوجيا التي تقدم البيانات، وأصبحت الحوسبة التي تفكر وتقدم المعلومات هي ما يحتاجه السوق ليبني عليها، فتطبيق محرك بحث الأسعار مبني لتقديم المعرفة وليس البيانات”.

ويضيف أن هذا النظام لا يعتمد سياسة النسخ واللصق في كافة المحتوى، ويتميز بمحتوى خاص بفلسطين من المنتجات الفلسطينية التي يبلغ عددها أكثر من 500 صنف.

ويبين أن معظم هذه المنتجات الفلسطينية لن تكون مجرد صورة على الإنترنت، وإنما سيتم إشهار المنتجات الفلسطينية وخلق محتوى رقمي لها عبر الإنترنت غير متوفر حاليا”.

كما يتميز الموقع بمحتوى أسعار لمنتجات غير فلسطينية، مثل أجهزة الهواتف النقالة والأجهزة الكهربائية، ويشير إلى أن عدد الأسعار المدخلة على الموقع بلغت أكثر من 10500 سعر لأكثر من 100 محل تجاري.

ويتم جمع بيانات الأسعار من خلال الصفحات والمواقع الخاصة بالمحلات التجارية، وإدخالها للنظام، كما يتيح المجال لأصحاب المحلات لإدخال العروض والأسعار الخاصة بهم ذاتيا.

ويحظى الموقع بعدد كبير من الزوار، وبحسب شنيور، بلغ عدد رواد الموقع قرابة 15000 زائر شهريا قبل أن يتوقف في نهاية شهر شباط/ فبراير 2016، وبعد عودته للعمل في بداية شهر حزيران/ يونيو 2016 بلغ معدل الزيارات قرابة 300 زيارة يوميا.
 
سهل ومجاني

يقول شنيور إن الموقع صمم بأحدث الطرق العالمية، وتم مراعاة الجهاز المستخدم في تصفح الموقع ليظهر الموقع بطريقة ملائمة على كافة أجهزة الحاسوب والهاتف الذكي والحاسب اللوحي.

كما أن الموقع يتم أرشفته على محركات البحث بطريقة علمية صحيحة ليحصل على أعلى المراتب في تصنيفات Optimization Engine Search SEO رغم ضعف الإمكانات وعدم وجود موارد مالية للموقع حاليا.

التطبيق متاح بشكل مجاني، ويمكن لأي شخص يملك هاتفا ذكيا يعمل بنظام الأندرويد تحميل التطبيق عن طريق متجر “جوجل”، وسيتم تفعيله على نظام iOS ليصبح متاحا لحملة أجهزة الآيفون قبل نهاية العام الجاري.

وبعد تنصيب التطبيق، يجب على المستخدم فتح حساب خاص به باستخدام بريد إلكتروني، وذلك من أجل دراسة رغباته وتقديم أفضل العروض التي تناسب رغباته واحتياجاته.

ويؤكد شنيور أن هذا النظام له أهمية كبيرة لدى المستهلك الفلسطيني، وقد تم اختياره من بين أفضل 600 مشروع في العالم في مؤتمر (Web summit 2016) الذي سيعقد في العاصمة البرتغالية لشبونة في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، لكن شنيور لن يتمكن من السفر والمشاركة لعدم وجود داعم.
 
صعوبات

ورغم الخدمة الهامة التي يوفرها النظام، إلا أنه يشكو عدم وجود داعم له، ويقول شنيور: “حاولت الوصول إلى رعاة وداعمين، ولكن محاولاتي قوبلت بالرفض.

ويقول أنه وجد صعوبة في الحصول على البيانات من التجار، حيث تحفظ بعضهم لأن أسعارهم لا تكون ثابتة، وبعض المنتجات لا تباع بسعر واحد لجميع المستهلكين.

ورغم رضاه عن النظام الذي أنشأه، إلا أن شنيور يقر بحاجته للتطوير والتحسين، ومن بين التحسينات التي سيعمل عليها توسيع نطاق المنتجات المدرجة في التطبيق والتي تفيد المستهلك ليزوده بأسعارها، وإنشاء ميزان سعري للمنتجات في السوق.

ويسعى إلى أن يتعامل معه غالبية المحلات التجارية في فلسطين، مبينا أن النظام يقدم خدمة هامة للمستهلك، وفي نفس الوقت فإنه يعود بالفائدة على المحلات ويوفر لها الدعاية.
 
بدايات تكنولوجية

النظام الجديد لم يكن أول إنتاجات شنيور الذي التحق بجامعة النجاح لدراسة أنظمة المعلومات الحاسوبية عام 2006 وتخرج منها عام 2010.

فخلال مرحلة الدراسة الجامعية أنشأ موقعا إلكترونيا حمل اسم “الملتقى الرياضي الجامعي” حيث اهتم بنشر الأخبار الرياضية المحلية والعالمية، كما استهدف أخبار بطولات الرياضة الخاصة بجامعته.

ويشير شنيور إلى أن الموقع نجح على مستوى الجامعة وتم تداوله بين الطلاب المهتمين بالرياضة، ما فتح المجال أمامه لأن يكون أحد مقدمي النشرات الرياضية في إذاعة صوت النجاح التابعة للجامعة.

وبعد تخرجه، انشغل شنيور بالبحث عن فرصة عمل لفترة تجاوزت الأربعة شهور، عمل بعدها بوظيفة مشرف محتوى لموقع لجنة الانتخابات المركزية، ثم اتجه إلى العمل في مطبعة خاصة، وبعدها اتجه إلى العمل في مكتب للإعلانات، قبل أن يستقر بها المقام أخيرا في عمادة القبول والتسجيل بجامعة القدس المفتوحة. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات