تفاقم اقتحامات الأقصى.. هيستريا صهيونية للرد على اليونسكو

جاء قرار منظمة “اليونسكو” الذي ينفي أي صلة تاريخية لليهود بالقدس والمسجد الأقصى، ليفجر هستريا غضب داخل الكيان الصهيوني تمثلت في ازدياد أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد المبارك استغلالا من الاحتلال للوضع العربي والإقليمي المشتعل على عدة جبهات.
قياديون وباحثون فلسطينيون، أكدوا ذلك في تصريحات للمركز الإعلامي المختص بشؤون القدس والأقصى “مسرى ميديا” خاصة بعد الارتفاع الملحوظ لأعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك خلال ما يسمى “عيد العرش العبري”، لافتين إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تديرها مجموعة متعصبة وحاقدة تضع في صلب أهدافها هدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم.
وتوجه الباحثون بدعوات إلى أهل الداخل الفلسطيني والفلسطينيين في القدس والضفة الغربية؛ لحثهم على التواجد الدائم بالقدس والمسجد الأقصى المبارك في مواجهة مخططات الاحتلال والهجمة المسعورة من المستوطنين.
واعتبر الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات أن تصعيد حملة الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، يرتبط برد المؤسسة الإسرائيلية وتحركاتها بعد قرار “اليونسكو” الأخير، والذي نفى الصلة التاريخية لليهود بالقدس والمسجد الأقصى المبارك.
تكثيف الاقتحامات
وتوقع الشيخ كمال في تصريحه، أن تسمح المؤسسة الإسرائيلية في إطار ردة فعلها المحمومة على قرار “اليونسكو” بدخول أعضاء الكنيست إلى الأقصى.
كما توقع خطيب أن تسعى المؤسسة الإسرائيلية إلى تكثيف حملة الاقتحامات وربما فتح أبواب أخرى للمقتحمين غير باب المغاربة، مع تشديدها أكثر على دخول المسلمين والتضييق عليهم بمختلف الذرائع، وإصدار قرارات بالإبعاد لمقدسيين وفلسطينيين من الداخل الفلسطيني.
وتابع: “واضح جدا أنه خلال الأسبوع الأخير كان يقتحم المستوطنون المسجد الأقصى بالمئات، حيث ارتأت المؤسسة الإسرائيلية أن تسمح بأعداد أكبر
كرد على قرار اليونسكو، إضافة لذلك سمعنا نتنياهو يقول إنه سيقوم بأعمال حفر تحت المسجد الأقصى، وأعلن دعمه لمشروع تنخيل تراب الأقصى، كل هذا يجعلنا نؤكد أن المؤسسة الإسرائيلية تديرها مجموعة حاقدة ومتعصبة لا تلتزم لا بقانون ولا أعراف دولية وتضرب كل القرارات التي لا تنسجم مع قناعاتها وسياساتها عرض الحائط”.
وفي الحديث عن مزيد من أسباب التصعيد الإسرائيلي الأخير في الأقصى، قال خطيب أن “البعد الإقليمي واشتعال الجبهات في العديد من الدول العربية، هذا كله ظرف موات للمؤسسة الإسرائيلية لتصعيد اعتداءاتها على المسجد الأقصى”.
وأكد رئيس لجنة الحريات أن “حظر الحركة الإسلامية كان له التأثير المباشر على التغول الإسرائيلي، حيث حظرت 23 مؤسسة عملت خمس منها على نصرة وخدمة القدس والمسجد الأقصى ومنعت قياداتها من دخول الأقصى، وشنت حملة اعتقالات وأبعدت العديد من المقدسيين وأهل الداخل عن القدس والأقصى، فكل هذا هو جزء من مؤثرات سلبية انعكست على واقع المسجد الأقصى”.
وأضاف: “لقد تذرعت المؤسسة الإسرائيلية بالكثير من الأسباب لحظر الحركة الإسلامية، ولكن نحن على قناعة أن السبب الأساس هو دور الحركة في الأقصى، ومواجهة مشروع التهويد والتقسيم، وهذا نعتز به منذ قلنا الأقصى في خطر، رغم إدراكنا أن هذا سيشكل خطرا على الحركة الإسلامية، لأنها سبحت عكس التيارات، ولأنها كانت سببا في تنبيه الأمة كلها حول حقيقة ما يجري في المسجد الأقصى المبارك”.
واعتبر خطيب أن مواجهة مخططات الاحتلال في الأقصى ليس سهلا في ظل العديد من الظروف وأردف: “الذي يظن أن المؤسسة الإسرائيلية ستخضع أمام نشاطات متواضعة هنا وهناك يكون مخطئا، لأنها تعيش حالة نشوة في ظل ما يجري في المنطقة، وتعيش حالة نشوة في ظل وجود أجهزة أمنية فلسطينية تقوم على خدمتها والتنسيق معها، وتقوم بأدوار مشبوهة وخطيرة في مواجهة المشروع الصهيوني من شعبنا، بالتالي خيارات أهل الداخل الفلسطيني هي خيارات التواجد والحضور الدائم في المسجد الأقصى، ويؤسفني أن أقول إن هذا لا يشغل أكثرية مركبات لجنة المتابعة، ولا يشغل فقط إلا الإسلاميين فيها، نعم بالخطوط العريضة هناك توافق تام على نصرة الأقصى من كل مركبات المتابعة؛ ولكن الذي يمكن أن يترك أثرا هو الحضور الجماهيري، والحضور هذا فقط يقتصر عموما على حضور أبناء المشروع الإسلامي”.
سياسة الأمر الواقع
من جانبه، قال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى المبارك، في حديث لـ “مسرى ميديا” إن الاحتلال يستغل الأعياد اليهودية مثل “عيد العرش” لتكثيف أعداد المقتحمين بهدف فرض سياسة الأمر الواقع وتغيير الوضع التاريخي القائم في الأقصى.
وشدّد على أن دائرة الأوقاف تنظر بخطورة بالغة إلى التصعيدات الأخيرة والزيادة الكبيرة في أعداد المقتحمين، وقال: “ما يجري هو إجراء احتلالي يراد فرضه بقوة البطش والسلاح، لكن كل هذا لا يعطي حقا لليهود أو هؤلاء المتطرفين في المسجد الأقصى المبارك”.
ودعا المسلمين في كل مكان إلى شد الرحال للقدس والمسجد الأقصى المبارك، منوها إلى أن التواجد المكثف وبأعداد كبيرة من المسلمين، يبدد مخططات الاحتلال الهادفة إلى عزل المسجد الأقصى عن أهله، وتنفيذ السياسات التهويدية ضده.
وأضاف الكسواني: “حتى لو قاموا بإبعاد عدد من المصلين وحجز الهويات والتنكيل اليومي والضغط اليومي على المواطن الفلسطيني، إلا أن هذا لن يثني المصلين والموظفين والحراس عن القيام بواجبهم داخل المسجد الأقصى المبارك”.
وطالب النظام العربي والإسلامي الرسمي والشعوب العربية والإسلامية أن يضعوا في صلب أولوياتهم نصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك، مؤكدا أن “الأقصى هو كرامة العرب والمسلمين ويجب أن يدافعوا عنه، وهو لا يخص الفلسطينيين وحدهم أو الأردنيين بحكم الرعاية، ولكنه يخص أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، عليهم أن يضعوا كل إمكانياتهم لدعم المسجد الأقصى المبارك”.
واعتبر الكسواني بدوره، أن حظر الحركة الإسلامية والتضييق على وسائل التواصل مثل حافلات “البيارق” وأوامر الإبعاد اليومية، كان له أثرا كبيرا على تراجع أعداد المصلين من أهل الداخل تحديدا، وقال: “للأسف الشديد التواجد اليوم هو قليل جدا، أحيانا نشعر أنه لا يوجد في المسجد إلا الموظفين وبعض المصلين ممن يحضرون إلى صلاة الفجر من أهل بيت المقدس، لذلك الواجب على كل فلسطيني مقدسي وعلى كل مسلم أن يأتي إلى المسجد من أجل تبديد مخططات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك”.
تغيرات وتحولات
ويعتقد الدكتور مهند مصطفى، المدير الأكاديمي في مركز مدى الكرمل وباحث في مركز مدار للدراسات الإسرائيلية، أنه “بات واضحا حتى لمحللين وباحثين إسرائيليين وجود تصعيد كبير في حضور فكرة الهيكل ووضع قضية المسجد الأقصى في صلب الخطاب القومي الديني في إسرائيل”.
وقال: “حالة التصعيد التي نشهدها في السنوات الأخيرة وخاصة في الفترة الأخيرة، التي تتمثل في دخول متكرر ومتزايد لليهود إلى باحات المسجد الأقصى، هي تعبير عن تغيرات وتحولات في مكانة الهيكل المزعوم والمسجد الأقصى في الخطاب القومي الديني الإسرائيلي، والحقيقة أن الباحثين الإسرائيليين الذين يدرسون موضوع الدين والقومية في الحالة الإسرائيلية، بدؤوا ينتبهون إلى هذه التحولات مؤخرا، رغم أننا أشرنا إليها قبل سنوات وتنبهت لها الحركة الإسلامية قبل عشرين عاما”.
وأضاف الدكتور مهند: “يرافق دخول اليهود إلى باحات الأقصى تكثيف في الطقوس والاحتفالات والفعاليات التي تتحدث عن الهيكل عبر الكثير من المنظمات والمؤسسات اليهودية الفاعلة في هذا الموضوع بشكل مباشر وغير مباشر، وبالتالي اعتقد أننا أمام مرحلة جديدة في الخطاب الصهيوني عموما والخطاب الصهيوني الديني خصوصا حول استحضار فكرة الهيكل كفكرة خلاصية وربطها بالمشروع الصهيوني، وقد بدأ هذا الربط النظري والفكري قبل عشرين عاما عندما تنبهت الحركة الإسلامية لذلك، وتحول إلى مشروع مركب جدا تعمل عليه الكثير من المنظمات والمؤسسات اليهودية، ويحظى بعضها بدعم حكومي واضح. هذا الأمر لم يعد سرا وعلى فكرة، هذا الأمر بات مجالا بحثيا في حقل دراسات الصهيونية والدين”.
ودعا إلى ضرورة أن تقوم لجنة المتابعة بأخذ دور الحركة الإسلامية التي حظرت بسبب عملها ونشاطها في المسجد الأقصى، لأن المسجد الأقصى كما قال “هو قضية وطنية ودينية في ذات الوقت، وتقع علينا مسؤولية وطنية ودينية في المساهمة بالدفاع عنه والحفاظ عليه من خلال التواجد والتوعية والاحتجاج السلمي، ويمكن للمتابعة إذا توفرت إرادة لحمل هذا الموضوع تنفيذ ذلك”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الصحة العالمية: غزة تفتقر إلى كل شيء والوضع قريب من الهاوية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، الوضع الصحي في قطاع غزة بأنه "كارثي وقريب من من الهاوية"،...

حماس تنعى الأسير نجم وتحذر من استمرار السياسات التنكيلية بالسجون
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الأسير والجريح محيي الدين نجم، الذي ارتقى ظهر اليوم السبت، داخل سجون الاحتلال،...

معركة زيكيم.. يوم فر مقاتلي النخبة الإسرائيلية من مواجهة القسام
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق إسرائيلي حول معركة زيكيم، عن هجوم نوعي نفذه مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر البحر،...

أونروا تدعو لتضافر الجهود لمنع كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بتضافر الجهود الدولية لمنع "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في...

استشهاد المعتقل الإداري محيي الدين نجم من جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد المعتقل الإداري، محيي الدين فهمي سعيد نجم (60 عاماً) من جنين، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيليّ، ليضاف إلى سجل...

توثيق 25 ألف انتهاك ضدّ المحتوى الفلسطيني على منصّات التواصل في 2024
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز صدى سوشال الفلسطيني، 25 ألف حالة انتهاك للمحتوى الرقمي الفلسطيني في العام 2024 على المنصات الرقمية...

40 شهيدًا و125 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 40 شهيدا، و125 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...