الخميس 08/مايو/2025

متحف الشارع .. الفن لتعزيز الهوية ومواجهة تهويد القدس

متحف الشارع .. الفن لتعزيز الهوية ومواجهة تهويد القدس

تتعرّض مدينة القدس منذ سنواتٍ طويلة لحملةٍ تهويديّة شرسة من الاحتلال “الإسرائيليّ”، تهدف إلى طمس طابع المدينة العربيّ والإسلاميّ، ما دفع مؤسّسة الرؤيا الفلسطينيّة لافتتاح “متحف الشارع” في مدينة القدس، بتمويلٍ من برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ.

وافتُتح المتحف قبل أيام، بتعليق لوحات الفنان المقدسي “محمد الجولاني” في عدد من مناطق القدس، كذلك داخل حافلات النقل العام، وسيستمر عرضها مدّة شهر كامل، لتستبدل بعد ذلك، دوريًّا، بأعمال فنّانين آخرين.

الهوية الفلسطينية
“وإضافةً إلى كون المتحف يهدف إلى إخراج الأعمال الفنّيّة الفلسطينيّة الشابّة من ضيق صالات العرض، فقد أرادت المؤسسة أيضًا من خلال المشروع تعريف الطلّاب المقدسيّين بهويّتهم الفلسطينيّة وتراثهم وجغرافيّة وطنهم، بعد أن لمست ضعفًا كبيرًا في مفهوم الهويّة المقدسيّة لدى الكثير من الناشئة”، بحسب منسقة المشاريع في مؤسسة الرؤيا الفلسطينية دالية حلاق.

 وتقول “دالية”، إن المشروع يحتوي على أكثر من فعالية، ويهدف إلى تعزيز دور الهوية والتراث الفلسطيني، ويستهدف طلاب المدارس، وخاصة من عمر (13-16 عاما)، ويقدم لهم تدريبات ودورات في مجالات مختلفة مثل التصوير وصناعة الدمى، وأيضا جولات للقرى المهجرة وغير المعروفة لدي كثير من المقدسيين، وبالإضافة إلى “متحف الشارع”، سيتم عرض أفلام  بمناطق مختلفة تتحدث عن القضية الفلسطينية، وتمكنا من عمل مهرجان “زورونا” في منطقة بيت صفافا، كما قالت.

فكرة المشروع
وأوضحت “دالية” في حديثها لـالمركز الفلسطيني للإعلام” بأن فكرة المشروع، الممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جاءت لتغيير نمط الفعاليات التي تنظم في مدينة القدس، ولتعزيز مفهوم الهوية الفلسطينية في عقول الكبار والصغار، مشيرة إلى أن  فكرة المشروع (متحف الشارع) هي تعبير عن الهوية الوطنية الفلسطينية بالفن.

وتقول: “فكرة المتحف جاءت لقلة معرفة الناس بالمتاحف الفنية التي تقام بالقدس، وأيضا لقلة مشاركتهم بالمعارض، فتبلورت الفكرة لتعريف الفلسطينيين بالمعارض وبالفنانين الشباب غير المعروفين بالمجتمع ودمجهم به ليتمكنوا من عرض لوحاتهم بطرق مختلفة، ليصبح مفهوم الثقافة والفن دارجا على لسان المجتمع”.

وتضيف، ولهذا السبب، توجهنا للفنانين المقدسيين، وكان اختيارنا الأول للفنان المقدسي محمد الجولاني، فعرضنا الفكرة عليه وتقبل الموضوع، فعرض علينا عددا من لوحاته الفنية والتي تعبر عن التراث والهوية الوطنية الفلسطينية، “وبسبب وضع القدس الصعب كان اختيار اللوحات بدقة، حتى لا يعمل الاحتلال على إلغائها أو تمزيقها ولتصل الفكرة لأكبر عدد من المقدسيين”.

وتكمل “دالية”: “تم عرض اللوحات بمناطق مختلفة بالقدس (باب الزاهرة، بجانب البريد، الشيخ جراح، بيت حنينا، الطور، داخل البلدة القديمة” حتى تصل للجميع دون استثناء، كما استهدفنا الباصات وتمكنا من وضع اللوحات بداخلها، وحتى لا تندثر الثقافة والفنون في فلسطين، فكرنا بفكرة “متحف القدس”.
 
وتضيف “كانت بداية مشروع متحف القدس من شهر تشرين الثاني ولمدة ثلاثة أشهر متتالية، مع الفنان المقدسي محمد الجولاني، والشهر القادم سيضم نوعا آخر من اللوحات يمثل اللوحات الخطية (المخطوطات باللغة العربية) وهذا النوع من الفنون غير شائع في مدينة القدس للفنان ساهر الكعبي”.

وكشفت “دالية” بأنه خلال الشهر القادم سينظم مهرجان يضم فعاليات تعزز الثقافة الفلسطينية وتعبر عن التراث الفلسطيني والزي الفلسطيني، وسيضم أيضا عروضا مسرحية وفنية، كما ستعرض إنتاجات الطلاب من دورتي “التصوير” و”الدمى”.

ويسعى الاحتلال “الإسرائيلي” إلى سلخ المواطن المقدسيّ عن هويّته الفلسطينيّة، لا سيّما طلّاب المدارس، إذ استبدلت بلديّة الاحتلال المناهج الفلسطينيّة بأخرى “إسرائيليّة” في بعض المدارس لتحقيق غايتها تلك لتجهيلهم بالهوية الفلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...