الثلاثاء 24/سبتمبر/2024

في غزة .. سيارة 2016 بأقل من دولار !

في غزة .. سيارة 2016 بأقل من دولار !

ما إن غرقت الشمس في بحر غزة، وبعد يوم متعب في العمل الذي أنهك صحته منذ أمدٍ طويل، انطلق “معتز الغندور” إلى أحد بقالات مخيم جباليا القريبة من بيته ليبتاع بعض الأغراض، والتي كان من ضمنها زجاجة مشروبات غازية يروي بها عطشه، تُقدر بثلاثة شواكل (دولار)، وكل ما سلف على “دفتر الدين”.

المواطن معتز الغندور (45 عاما)، والذي يعيش بين أزقة مخيم جباليا، وفي بيت صغير اختزلت أسقفه ويلات ومآسي سنوات مضت، يتكون بيته من غرفة ومطبخ وحمام، اعتاش فيه هو وزوجته وعشرة أبناء أرهقهم الضيق والأوضاع الصعبة التي تمر بها غزة.

“معتز” والذي يعمل موظفا حكوميا في غزة على بند العقود، ولا يوجد لديه مصدر رزق آخر، ويقضى أغلب احتياجات بيته بالاستلاف من أقاربه وجيرانه بسبب الرواتب التي لا تأتي بشكل منتظم.

الحظ ضحك لي
يقول الغندور لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” “ما إن وصلت البيت وكان أبنائي ينتظروني لتناول وجبة الغداء كالعادة، وبعد فترة راحة، إذ بقائمة كبيرة من احتياجات البيت تنتظرني ولا يمكن الاستغناء عنها، وفي نهاية جلب الأغراض، جاءت عيني على “الزجاجة” التي لا يرتاح البال إلا بشربها، لأنها أخف على المعدة التي أعاني من آلام فيها.

ويكمل حديثه، لمراسلنا، ما إن وصلت البيت وقد ألقيت بأغراض البيت جانباً، وجئت بالزجاجة لأشربها أنا وأبنائي دون أن ألقي أي اهتمام لغطائها، “لأنه بعرف حالي (نفسي) منيح (جيدا) أنا فش (لا يوجد) إلي حظ في إشي وطول عمري تعبان في حياتي، ولكن أحد بناتي الصغار سمعتها تقول “هيو مكتوب المربح” ورأيت أبنائي تجمعوا حولها، وحينها تيقنت أنه الحظ سوف يضحك لي هذه المرة، وكان المربح سيارة موديل 2016″، كما يقول.

ويضيف “معتز”: “وأنا في طريقي لبقالة جارنا أبو محمد الهسي، جاءني التفكير كيف سأقول له ربحت سيارة 2016؟ وهي تقدر بمبلغ كبير، وأنا قد أتعبته كثيراً في سداد الدين بسبب الوضع المادي الذي أمر فيه”.

ويتابع: “ما إن وصلت لبقالة أبو محمد دون الإفصاح عن المربح قلت له، “الذي يربح سيارة كيف يأخدها، وأخذت أستفسر منه، إلى أن عرفت ما هي النتيجة، وبعد أن اطمئنيت، أفصحت له أنني ربحت سيارة 2016”.

آلية التسليم
ويوضح المواطن الغندور لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” بأنه تواصل مع مندوب الشركة ومديرها مباشرة، وقد استضافوه وسلمهم غطاء الزجاجة، ومضيت على عقد مع الشركة، وقالوا لي ابق على انتظار حتى يأتيك اتصال، ونعقد لك حفل تسليم السيارة.

وينهي حديثه: “أنا في فرحة كبيرة لأنه سيتحسن وضعي المادي، وسيصبح لدي القدرة على تلبية جميع مطالب بيتي وزوجتي، وأسد رمق أبنائي العشرة، الذين هم بفرح كبير لحظ والدهم الذي أنهكه تعب الحياة”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

القسام في لبنان: قصفنا إسرائيل بـ 40 صاروخا

القسام في لبنان: قصفنا إسرائيل بـ 40 صاروخا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس إنها أطلقت من الأراضي اللبنانية 40 صاروخا على مواقع في شمال...