السبت 06/يوليو/2024

في ذكرى وفاء الأحرار الوفاء للأحرار

إبراهيم المدهون

الشعب الفلسطيني لم يفرح في حياته كما فرح في مثل هذا اليوم، ولم يتوحد في تاريخه كما توحد خلف فوهة نفق أسرت جنديا إسرائيليا فأرغمت الاحتلال على أن يطلق من المعتقلات البالستية أكثر من 1500 أسير وأسيرة، ووراء كل أسير ألف حكاية.

لتعزز نظرية لا خيار لإخراج الأسرى إلا بعمليات أسر للجنود الصهاينة، واحتجازهم والمحافظة عليهم، والوصول مع الاحتلال لصفقات حاسمة كوفاء الأحرار، فعدونا لا يفهم لغة التذلل والتمسكن والبكائيات، هو لا يفهم إلا القوة والإرغام ونحن نعيش ذكرى إرغامه رغم أنفه، فالتقدير لفصائل المقاومة، ولفكر المقاومة، ولجنرالات المقاومة، الجعبري وأبو سمهدانة وأبو شمالة والعطار، وجنود وحدة الظل وكل الشهداء الذين شاركوا في هذا الإنجاز العظيم، وللقادة الأحياء الذين نعرفهم ولا نعرفهم وعلى رأسهم القائد العام محمد الضيف أبو خالد، فلولا جهد هؤلاء وعملهم المتراكم وتضحياتهم، لما وصلنا لهذه اللحظة التاريخية التي نعانق فيها فلذات أكبادنا وقياداتنا ومخزوننا الاستراتيجي من العقول والطاقات والقدرات.

الشهيد أحمد الجعبري أحد الأهرامات الفلسطينية المميزة والشامخة التي نفتخر بها، ولا يمكن أن الحديث عن المقاومة الفلسطينية وتاريخها وأسر شاليط؛ إلا ويذكر هذا البطل ويخرج بصورته وشخصه وهو يسلم جلعاد شاليط هذه الصورة التي هزت النفسية الإسرائيلية، فللجعبري رحمه الله بصمة واضحة في إدارة ملف شاليط والحفاظ عليه والتفاوض والوصول لهذه الصفقة المشرفة.

أما محمد أبو شمالة والذي ظهرت صورته مع شاليط حينما كشف النقاب عن وحدة الظل، فهو شريك وأساسي في كل عملية وتطوير لحق بالمقاومة، وهو الذي أشرف على عملية الحفاظ على شاليط طوال هذه المدة، ويتمتع أبو شمالة بكاريزما آسرة رغم هدوئه، وصاحب رؤية بعيدة وكانت مواقفه واضحة وله بعد نظر، وأبو شمالة صاحب تجربة متراكمة من العمل العسكري واستشهد وهو في المجلس الأعلى المصغر لكتائب القسام.

أما الشهيد رائد العطار كاريزما تفرض حضورها، ورجل عملياتي من الطراز الأول، وربما شارك في العديد من العمليات تخطيطا وتنفيذا، وصاحب أفق وقدرة على متابعة التفاصيل الميدانية والمشاركة بها، وعمل في تطوير ومراكمة السلاح والقوة، ونفذت عملية أسر شاليط تحت إشرافه وسمعه وبصره، ولديه هيبة وحضور وقدرة وجرأة متقدمة، وسيظل الفلسطينيون يذكرونه مع كل ذكرى لصفقة وفاء الأحرار، ومع كل صفقة قد تكون قادمة فبصماته الميدانية حاضره.

والشهيد جمال أبو سمهدانة مؤسس ألوية الناصر والمشارك بفكره الفذ وتخطيطه ومتابعته في العملية، علينا ألا ننسى هذا الجنرال الذي ترك السلطة وبريستيجها ليتمرغ في ساحات القتال والمقاومة، فرغم استشهاده بأيام قبل عملية الوهم المبدد، إلا أن بصماته كانت واضحة في عملية الأسر.

مثل هؤلاء هم منارات ويجب أن تعزز سيرهم وأسماءهم وحكاياتهم، ونتمنى أن تسمى الشوارع والمدارس والمؤسسات العامة بأسمائهم وأن تدخل بطولاتهم وسيرهم في المناهج المدرسية والتربوية، وأن تؤلف ببطولاتهم الكتب والروايات، وأن نشاهد سينما ودراما تروي قصصهم وتفاصيل جهدهم وجهادهم، فكل رجل منهم عاش إنسانا ممتلئ الحياة، وقضى عمره في سبيل وطنه وأرضه وعزة شعبه.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الفصائل ترفض أي خطط لنشر قوات دولية في غزة

الفصائل ترفض أي خطط لنشر قوات دولية في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت فصائل العمل الوطني والإسلامي رفضها الشديد لأي تصريحات أو خطط تدعم نشر أي قوات دولية في قطاع غزة. وطالبت الفصائل...