الحجاج السبعة .. ألم الاحتجاز ينسج فرح العودة لغزة

على بوابة معبر رفح، وقف أهالي الحجاج السبعة المحتجزين لدى السلطات المصرية منتظرين ساعات طويلة، وعلامات الفرح مرسومة على وجوهم فرحاً بنبأ قرب وصول الحجاج، إلى تلك البوابة التي تأخر عبورهم منها شهراً كاملاً، منذ عودة حجاج بيت الله الحرام من قطاع غزة إلى ديارهم.

المشهد الإنساني المؤلم الذي ظهرت فيه الطفلة رغد نوفل في فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي، احتضنت والدها الحاج أمير، وصرخت بأعلى صوتها فجأة ودموع الألم والفرح تبدو غزيرة على وجها: “اوعك تسافر مرة تانية يا بابا”؛ وذلك تعبيراً عن ألم طول فترة الغياب التي قضاها بعد عودته من فريضة الحج واحتجازه لدى السطات المصرية.

ردة فعل الطفلة رغد بنت الـ 11 ربيعاً مع عودة أبيها، تمثل في صراخها وبكائها في الفيديو المؤلم الذي لاقى صدًى واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عبرت بموقفها عن حالة الألم التي عاشها أهالي الحجاج السبعة الذين احتجزتهم السلطات المصرية.

واحتجزت السلطات المصرية في السابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي، سبعة من حجاج قطاع غزة في مطار القاهرة خلال عودتهم من الديار الحجازية، ومنعتهم من دخول قطاع غزة، لمدة 28 يوماً متواصلة، وأجرت معهم تحقيقات، لتفرج عنهم في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء.

الاحتجاز والتحقيق
الحاجة انشراح البياري، المرأة الوحيدة المحتجزة مع ستة رجال آخرين، والذين بدا عليهم التعب والإرهاق الشديدان، بعد مرور شهر كامل على احتجازهم من السطلات المصرية في مطار القاهرة الدولي، فور وصولها مع بدء ساعات الفجر الأولى صباح اليوم، إلى الصالة الفلسطينية من معبر رفح، انهالت عيون أهلها، فرحاً تارة، وحزناً على الحالة الجسدية التي ظهروا بها، والتي توضح “العذاب الذي لاقوه في مطار القاهرة من جهة، وعلى معبر رفح من جهةٍ أخرى”.

وتروي البياري لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” التفاصيل المؤلمة لاحتجازهم: “عُدت كباقي الحجاج أحمل الهدايا لأهلي ولأولادي، إضافة إلى بعض أجهزة ومعدات التصوير بحكم عملنا في العائلة في هذا المجال منذ سنواتٍ طويلة”.

وأوضحت وعلامات الأسى والألم تتقلب على قسمات وجهها، أنّ السلطات المصرية أوقفتهم وصادرت ما تمتلك من هدايا ومعدات وأجهزة تصوير وأجبروها على التوقيع على قبول مصادرتها، مشيرةً إلى أنها لم تنم طويلاً، ولم تسترح كثيراً طوال فترة احتجازها في غرف الحجز بمطار القاهرة.

ولم تتوقع الحاجة خلال حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن تطالها معاناة الحجز كما حصل مع ستة رجال آخرين كانوا عائدين لتوهم من الحج، ولم يكن ذلك إلا بسبب أنهم يحملون بعض الأجهزة والمعدات الإلكترونية.

وقالت: “لم أكن أعلم أنّ هذه المعدات والأجهزة ممنوعة الدخول من السلطات المصرية، فقط أعلم أنّه ممنوع دخولها من الاحتلال، إلا أنني فوجئت بمصادرتها مني، ووكلت أمري لله”.

وبلهجة يعتريها الألم والقهر معاً، تتابع الحاجة البياري: “بعد أن وكلت أمري لله، زادوني قهراً بأنّهم قرروا احتجازنا في غرف مغلقة، وقد كنت المرأة الوحيدة بين المحتجزين، وكان الرجال الستة الآخرون محتجزين في غرفةٍ أخرى”.

ظروف الحجزظل القلق مسيطرًا على الحاجة البياري والمحتجزين الآخرين والسلطات المصرية تواصل احتجازهم في مطار القاهرة بلا أي إعانة أو مساعدة.

وتضيف: “غرف الاحتجاز كانت المعيشة فيها صعبة، ولا يمكن البقاء فيها أكثر من يوم أو حتى ساعات، إلا أنّني صبرت على ألا تطول فترة الحجز، إلا أنها استمرت دون أي إشارات بعودتنا قريباً إلى أهلنا عبر معبر رفح”.

وتشير البياري إلى أنّ الاتصالات كانت ممنوعة؛ حيث سحبت الأجهزة الخلوية من المحتجزين، بالإضافة إلى منعهم من الخروج لأي سبب كان.

وبعد محاولات عديدة من مسؤولين فلسطينيين للتساؤل حول مصير المحتجزين السبعة، لم يرد من السلطات المصرية أي رد إلا بعد تسعة أيام من الاحتجاز؛ حيث جاء قرار من النيابة بأمر إخلاء سبيلهم بعد إجراء عدة تحقيقات.

وتفيد الحاجة الفلسطينية، أنّ أيام الاحتجاز لم تخلُ من التحقيق المستمر حول طبيعة عملهم؟، وما هدفهم من جلب هذه الأجهزة الإلكترونية؟، ولمن أُحضرت؟ وغيرها من الأسئلة التي كان رد الحجاج عليها بأنّ الأجهزة ملكية خاصة لهم فقط.

المعبر مغلق !
وبعد ورود قرار النيابة بالإفراج عن المحتجزين السبعة، لم يكن بوسعهم العودة إلى ديارهم بسبب إغلاق معبر رفح، فقررت السلطات المصرية تمديد احتجازهم لهذا السبب لـ21 يوماً أخرى إلى أنّ رُحّلوا صباح أمس الأربعاء، ووصلوا في وقتٍ متأخر إلى قطاع غزة بعد معاناة متفاقمة.

يشار إلى أنّ الحجاج السبعة هم: انشراح البياري، نائل مرتجى، يسري ضبان، إسماعيل التلباني، سلمان التلباني، يسري القيشاوي.