السبت 10/مايو/2025

خطوط الضغط العالي.. شبح الموت الكامن وراء الأشجار

خطوط الضغط العالي.. شبح الموت الكامن وراء الأشجار

خرج الفتى خليل عنتري وعائلته صباح الجمعة لقطف ثمار الزيتون في الموسم المبارك، ولم يكن يدري أن هناك شبحا يقف له خلف تلك الأشجار ويتوسط أراضيهم الزراعية سيقطف روحه قبل أن ينهي قطف الزيتون/ حيث أعمدة الضغط العالي التي تزود المناطق المحيطة بالكهرباء.

لحظات قليلة من مرور الطفل عنتري بالقرب من أعمدة الضغط العالي والأسلاك الممتدة والمتدلية بينها، كانت كفيلة بأن تحيله إلى جثة هادمة قضت على براءة الطفولة، وغيبت ابتسامته وعنفوانه.

كابوس للأهالي

وباتت أعمدة الضغط العالي المنتشرة على امتداد الأراضي الزراعية لقرية دير شرف إلى الغرب من مدينة نابلس الكابوس الذي يلاحق الأهالي الساكنين بالقرب منها، والمزارعين الذين تخترق تلك الأعمدة أراضيهم الزراعية، ولا سيما  بعد حادثة مقتل الفتى  خليل محمد عنتري قبل أيام.

ويلقي أهالي القرية بالمسؤولية إزاء حادثة وفاة الفتى العنتري على  كاهل سلطة الطاقة وشركة كهرباء الشمال بصفتها تشرف على قطاع الكهرباء، والتي منها أعمدة الضغط العالي التي تغذي العديد  من المدن والقرى في الشمال.

ويعد أهالي القرية خطوط الضغط العالية تلك الموت الكامن لجميع أهالي القرية في ظل تكرار حوادث الموت بسببها والمخاطر المحدقة الناتجة عنها، بسبب انعدام سبل الوقاية والصيانة لتلك الشبكات التي من الممكن أن تتلقف أرواح الأبرياء واحدة تلو  الأخرى.

زياد الزعنون رئيس المجلس القروي في بلدة دير شرف، يرى أن ما حصل مع الفتى خليل عنتري ومع غيره في الفترات الماضية يقع على عاتق شركة كهرباء الشمال صاحبة اليد الأولى في موضوع صيانة ومتابعة أي أعطال أو مشاكل يمكن أن تلحق الضرر بالمواطنين.

إهمال شركة الكهرباء

ويؤكد الزعنون لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن هناك إهمالا في موضوع صيانة الشبكات دوريًّا رغم الحاجة إلى برنامج معين للصيانة، كما أنه من الواضح بأن هناك إهمالا اتجاه منطقة دير شرف؛ الأمر الذي دفعه إلى تحميل سلطة الطاقة وشركة كهرباء الشمال مسؤولية كل ما حصل ونتج من حوادث مع المواطنين كما يقول.

ويشير إلى أن المجلس القروي يعجز عن إيجاد حلول خلاقة لمثل هذا المشاكل كون ملف الكهرباء وتبعية شركة الكهرباء خارجة عن سيطرتها، وتعود لإدارة شركة كهرباء الشمال التي لزاما عليها أن تضع خطة تحول دون تكرار المأساة التي حصلت مع الفتى خليل عنتري على حد قوله.

وطالب الزعنون شركة كهرباء الشمال بعمل صيانة كاملة، واستبدال الخطوط القديمة  قبل موسم الشتاء، والعمل على إصلاح جميع الأعطال، بالمختصر عليها أن تتحمل مسؤوليتها كاملة.

ويقترح الزعنون بعض الحلول  لتفادي تكرار ما حصل؛ منها نقل الشبكات من أراضي المواطنين إلى الشارع الرئيسي لتسهيل إصلاحها بسهولة، ولحماية المواطنين من الأخطار، لافتا إلى أن بعض الشبكات تمر من أمام وبالقرب من بعض المنازل، وهذا يكون كارثة فيما لو تكررت”.

وأوصى المجلس القروي على لسان الزعنون جميع المواطنين بضرورة التعامل بحيطة وحذر مع خطوط الضغط العالي سواء أصلح الخلل أم  إذا بقي الحال على ما هو عليه  حتى الآن”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات