تدوير جفت الزيتون .. مشروع بلمسات نسائية يرى النور في نابلس

بين سهول زيتون قريتهن، بيتا، الواقعة جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، تتنقل ثلاثة نساء؛ ليصنعن لأنفسهن نجاحًا ويبنين لعائلتهن مستقبلاً جديدًا؛ بإعادة تصنيع مخلفات الزيتون “الجفت” لاستخدامها بالتدفئة المركزية.
فائدة، ووعد، وولاء سلامة، شقيقتان وابنة شقيقتهن، ربات بيوت، قررن إنشاء مشروعهن الخاص، إعادة “الجفت” الناتج عن عملية عصر الزيتون ونشارة الخشب ومخلفات الخضار والفواكه، وضغطه ليصبح على شكل قوالب ليستخدم في التدفئة، كبديل عن أخشاب الأشجار التي تقطع لاستخدامها في فصل الشتاء.
وبحسب ولاء، فإن المشروع يهدف إلى الحد من تلوث البيئة، والتقليل من قطع الأشجار خاصة الزيتون؛ لأنها تمثل هوية الشعب الفلسطيني، وموردًا اقتصاديًّا مهمًّا، وتوفر فرصة عمل مدرّة للدخل لأيدٍ نسائية.
خطوات التصنيع
وأضافت سلامة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن مشاركتهن في المعرض البيئي الذي أقامته سلطة جودة البيئة على هامش إعلان الخطة الاستراتيجية للإنتاج والاستهلاك المستدام، بداية الشهر الجاري، كان محطة للترويج لفكرة مشروعهن، حيث عرضن قوالب عدة للمنتج؛ في محاولة لتبيان فكرته للزائرين وإمكانية بناء شراكة أو توفير تمويل للمضي في المشروع.
وحول خطوات التصنيع، تشرح ولاء أن البداية تأتي بتجميع المخلفات، بعدها يعتمد الأمر على الأيدي العاملة حيث تعمل ثلاث نساء بجانب بعضهن البعض بشكل موسمي فقط، أي وقت عصر الزيتون، ويخضع “الجفت” للكبس، بعدها للنشر تحت أشعة الشمس بطريقة غير مباشرة حتى يبقى رطبا، وبعدها يجمع ويوضع بآلة الضغط ويحفظ بصناديق مخصصة.
طاقة بديلة
تتحدث ولاء عن مشروعهما واصفة إياه بالناجح والمبتكر في الأراضي الفلسطينية، وتقول “معروف في فلسطين استخدام “الجفت” للحرارة، ولكن رغم ذلك لم يكن هناك اهتمام لإعادة استخدامه والاستفادة منه للتجارة، واستعماله كطاقة بديلة نظيفة”.
وقالت: إن تجربة الخشب الصناعي من “الجفت” موجودة إلّا أننا ضمن مشروعنا أضفنا المخلفات البيئية إلى “الجفت” كمكون إضافي، مثل: الخبز الجاف، والورق، ونشارة الخشب، حسب نسب معينة تخلط وتضغط في قوالب؛ لأنه يزيد مقاومة الاحتراق المنتج ويسهل حفظه ونقله.
وتذكر أن مادة الجفت متوفرة في قريتها بشكل كبير، ويُتخلص منها بطريقة غير صحيحة، فكان للمشروع جانب صحي للبيئة، فبدلاً من التخلص من مخلفات الزيتون وتكديسها بالأودية أو مجاري المياه، حيث تظهر الفطريات والعفن، ما يسبب أمراضًا كالحساسية والربو، تستخدم بطريقة نظيفة ومفيدة.
ولفتت إلى أن المعاصر موجودة بالمناطق السكنية، وإلقاء الجفت بالأودية يسبب روائح كريهة ومضرة، ويؤدي أيضا إلى تلوث المياه الجوفية إذا اختلطت مادة “الجفت” بها نتيجة الأمطار أو تواجدها على مجرى المياه.
طموحات
وتشجع ولاء النساء على ابتكار مشاريع وما يمتلكنه من موارد قليلة من أجل كسب قوت يومهن وتحويل الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها الشعب الفلسطيني لصالحه.
وعن مشاريعهن المستقبلية، تقول ولاء: “نطمح بدعم مشروعنا، من أجل وصوله إلى الأسواق ومنها العالمية، وتصدير إنتاجنا إلى الأسواق الأجنبية عن طريق المصنع”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...