عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

عطفة اشتيه.. حكاية أرضبطن الحمام التي قتلها الاستيطان

عطفة اشتيه.. حكاية أرضبطن الحمام التي قتلها الاستيطان

هناك.. على وقع ضربات حفارات المستوطنين، وصوت جرافاتهم.. في منطقة بطن الحمام، تبكي الفلسطينية عطفة اشتيه “أم إبراهيم” (57 عامًا) من سلفيت، على ما آل إليه حال أرضها التي كانت تدر عليها سمنًا وعسلاً.

ووسط الحسرة والألم تقول عطفة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، إن أرضها المكونة من عشرات الدونمات الزراعية والمراعي تحولت لمصانع استيطانية تتبع مستوطنة “أريئيل” غرب سلفيت؛ وتندب حظها العاثر؛ حيث باتت لا تقدر حتى على الدخول إلى ما تبقى من أرضها بسبب المصانع.

خراب بعد زرع
وتشير عطفة لأرضها التي كانت يومًا أرضًا شاسعة “وتشرح القلب” كما تصفها؛ وتحكي باكية: “جاء المستوطنون وبنوا مصانع في منطقة بطن الحمام وظهر المشيد على أكثر من 20 دونمًا تخص عائلتي، وهي أراض زراعية ورعوية كنا نعمرها بسعادة بالغة، إلى أن جاء المستوطنون وحولوا المنطقة كلها إلى مصانع استيطانية ضخمة تتبع مستوطنة “أريئيل” الصناعية التي تتوسع كل يوم في ظل غياب تام من الإعلام أو مؤسسات السلطة أو المؤسسات الحقوقية”.

وتتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “كانت حياتنا بدائية تغمرها السعادة والبساطة، ونعيشها بكل بهجة وفرحة ورضا تام، وكنا نفلح هذه الأرض في المنطقة والأراضي التي حولها ونرعى الأغنام؛ ونزرع أغراس الزيتون، إلى أن جاء المستوطنون وشرعوا بتجريف المنطقة من صخور وتربة وأشجار حرجية ومراعي، وهم الآن يلوثون المنطقة بفعل غازات المصانع، وبفعل المياه العادمة والمجاري التي يسكبونها في وديان محافظة سلفيت في واد المطوي وواد بروقين وغيره من الوديان التي أصبحت مكاره صحية”.

وعن أرض الطيبة والمراعي تقول عطفة: “كنا أكثر من عشرين عائلة نسكن حول منطقة مصانع “أريئيل”، كلها طُردت وهُجرت ولم تبق إلا عزبة أبو بصل، والتي سُرقت منها وحدة الطاقة الشمسية قبل أسابيع دون معرفة السارق حتى الآن، الذي بسرقته إياها عزز من الاستيطان  وتغوله”.

وتخشى عطفة أن يقوم المستوطنون لاحقًا بتجريف ما تبقى من خربة قرقش وعزبة أبو بصل المحاذية للمصانع، فتقول: “لا تبعد  عزبة أبو بصل وخربة قرقش المنحوتة في الصخر عن مصنع الحديد في مصانع “أريئيل” سوى عشرات الأمتار،  ولا أستبعد تجريف الخربة الأثرية؛ حيث سبق وأن جرف الاحتلال الكثير من الأبنية الأثرية في المنطقة”.

وعن أرضها الزراعية تضيف: “كنا نزرع كل أنواع النباتات تقريبًا؛ فقد كنا نزرع العدس والقمح والشعير والفقوس والبامية وغيرها، وكنا نجمع العسل من الجبال ولا نفارق المنطقة على مدار السنة، وكنا نجمع الخروب والعجوب والشومر، والآن لا نقدر على الوصول لما تبقى من أرضنا؛ فكلها أصبحت مصانع تتبع لشركات ضخمة ومستثمرين يهود، ومصانع أخرى تتبع لجيش الاحتلال على حساب أراضينا  وخيراتنا”.

ضجيج دون عمل
وتعتب “أم إبراهيم” على كثرة الضجيج حول تغول الاستيطان وضرورة وقفه؛ بينما لا يوجد دعم في مواجهة التوسع الاستيطاني المتسارع على مدر الساعة؛ وتقول: “من الواجب دعم المزارعين في هذه المنطقة والمناطق المستهدفة الأخرى من الاستيطان لحماية ما تبقى منها؛ إلا أن المناشدات لا تلقى الصدى المطلوب سوى بعض الضجيج الإعلامي أحيانًا وعلى استحياء”.

وتؤكد أن منطقة بطن الحمام والأراضي المحيطة بها من الكفايف وظهر المشيد كانت منطقة رعي خصبة لرعاة الأغنام والماشية من منطقة سلفيت وقرى بروقين وحارس وكفل حارس وقراوة وبديا وسرطة؛ والآن ممنوع دخول ما تبقى من تلك الأراضي إلا بتصريح خاص، وفي الغالب لا يمنح الاحتلال هذا التصريح.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات