الجمعة 09/مايو/2025

عملية أبو صبيح.. حكاية الأمان المفقود

عملية أبو صبيح.. حكاية الأمان المفقود

انعكست تداعيات عملية الشهيد مصباح أبو صبيح بشكل لافت على الكيان الإسرائيلي، حتى أصبح القلق والخوف والشعور بعدم الأمان هو المسيطر على المجتمع،  في ظل فقدان القدرة على حل لغز المنفذ المنتَظر، ما يفتح المجال واسعاً للمزيد من العمليات الموجعة.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” نقل جزءاً مما ورد في الإعلام العبري حول انعكاسات عملية “أسد الأقصى”.

إحباط واختناق
أجمعت أسرة تحرير صحيفة “هآرتس” الصهيونية على أن المجتمع الإسرائيلي أصبح غير آمن، وذلك في مقالٍ نشرته قالت فيه “يخيل أن أردان يرفض استيعاب حقيقة أن موجة العمليات ترتبط بأسباب أعمق من صفحات فيس بوك، فحقيقة أن الحكومة تمنع بثبات كل إمكانية لمسيرة سياسية، في نهايتها يمكن أن يطل أمل ما في تسوية”.

وأوضحت أن ما سبق أسباب تتعلق “بتلك المشاعر القاسية من الاختناق والإحباط، والتي تجد طريقها إلى الشبكات الاجتماعية، ولاحقاً إلى أعمال عنف وبربرية كالعملية التي وقعت مؤخرا في القدس”، حسب تعبيرها.

ووصفت أسرة الصحيفة صراعات أردان ضد شركات الانترنت بـ”السخيفة”؛ لأنها تسعى إلى استبدال السبب بالمسبب، فبدلاً من معالجة الأسباب العميقة التي تخلق “حركة مستمرة هدامة”، يفضل صرف النقاش في اتجاه وسائل النشر التكنولوجية، وفق قولها.

وأضافت الصحيفة “مخطئ ومضلل أيضاً المفتش العام للشرطة روني الشيخ حين يواصل نشر العناوين السخيفة مثل “لا حاجة لتغيير أنماط السلوك وسير الحياة العادية… كل من خطط للمجيء إلى القدس، نحن جاهزون لإعطائك التعزيز”.

وقالت الصحيفة: “القدس ليست آمنة، والحياة في إسرائيل لا يمكنها أن تعود إلى سيرها العادي، فهذه الأقوال أيضا يجب أن تدخل إذًا في ملف “نفي الواقع”، وبدلاً من الفهم بأن خطوات شجاعة لوقف الاحتلال وحدها كفيلة بأن تخفض مستوى العنف، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجعل إسرائيل مكاناً عديم الأمل ويعرض حياة مواطنيه للخطر”.

حدث استثنائي
أما الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة يديعوت “يوسي يهوشع”، فقد كتب مقالا بعنوان “نقطة انعطاف” ذكر فيه أنه عقب كل حدث إعلامي وفور العملية، دعا المفتش العام للشرطة روني الشيخ إلى العودة إلى الحياة العادية، لعل هذا صحيح بالنسبة للمواطنين، ولكنه ليس كذلك لقوات الأمن التي يتعين عليها أن ترى في العملية حدثاً استثنائياً يخرج عن سياق عمليات المنفذين الأفراد الذين يهاجمون منذ نحو سنة.

وقال الكاتب: “حتى لو تبين في نهاية المطاف بأن المخرب نفذ العملية وحده وليس في إطار تنظيم إرهابي، وحتى لو كان الربط الذي عقده قائد لواء القدس اللواء شرطة “يورام  هليفي” بين عملية القدس والعمليتين الأخيرتين اللتين وقعتا في القدس في الشهر الماضي دقيقا، فلا يزال الحدث القاسي في القدس والذي أطلق فيه مخربٌ النار في عدة مواقع بسلاح ناري، يعود للجيش الإسرائيلي هو قفزة درجة”.

شجاعة مقلقة
واندهش الكاتب مما وصفه بـ”الجسارة المقلقة” في تنفيذ العملية نفسها وما بعدها أيضا، عندما تبين حجم الإسناد الذي ناله من سكان المدينة ممن خرجوا إلى الشوارع وأخلّوا بالنظام، وفق تعبيره.

وقال: “الاحتفالات الجماهيرية خارج منزل المنفذ تعزز التقدير بأن هذا الحدث من شأنه أن يشعل شيئا ما آخر في القدس، وينقل الانتفاضة من عمليات السكاكين إلى عمليات السلاح الناري، فالمقلدون الذين ساروا في أعقاب السكين من شأنهم أن يسيروا في أعقاب بندقية الـ ام 16، ولاسيما عندما يكون الحدث وثق بالكاميرات، ومنفذ العملية معروف بنشاطه الواسع في الشبكة والاعتقالات السابقة في القدس”.

وشدد على ضرورة أن يتذكر الإسرائيليون أنه من الأسهل الحصول على السلاح التابع للجيش الإسرائيلي في القدس أكثر  مما يمكن في نابلس.
وأكد الكاتب على أهمية توقيت تنفيذ العملية “إذا أخذنا بالحسبان حقيقة أننا عشية يوم الغفران، والذي في أثنائه سيصل عشرات آلاف المصلين إلى “المبكى”، وقبل عيد العرش حين يصل عدد مشابه من الزوار إلى القدس كل يوم”.

وقال: “نفهم أننا على شفا نقطة غليان تستوجب ردًّا مناسبًا، سواء عملياتيًّا أو على المستوى السياسي، في الجانب العملياتي تغرق القدس بأفراد الشرطة والمقاتلين وهم يدفعون ثمنا باهظا، والفجوة واضحة في المجال الاستخباري، وأولا وقبل كل شيء في العثور على المخرب المحتمل من بين الآلاف العديدة الذين يستجيبون لصورة المنفذ”.

المرابط النشيط
وأشار الكاتب إلى أن أبو صبيح الذي نفذ العملية كان ينتمي لـ”المرابطين”، أولئك النشطاء الذين يصطدمون بقوات الشرطة في الأقصى، وقال: “عملياً كان هذا الشخص على بؤرة الاستهداف، فقد حصل على سلاح يعود للجيش الإسرائيلي بمواصفاته الرسمية، وهذه ليست مهمة معقدة جدا لمواطن اسرائيلي يمكنه أن يشتري وسيلة قتل كهذه “يد ثانية” من سارقي أسلحة الجيش الإسرائيلي”.

وأشار إلى أن منفذ العملية ذو ماض أمني غني، واعتقل ثلاث مرات في عشرة أيام، وفضلا عن ذلك ففي هذه المرة أيضا وجدت تعبيرها الميزة المشتركة بين سلسلة العمليات، وهي حساب فيس بوك مليء بالتصريحات المضادة لـ”إسرائيل”، لقد كان العنوان مرة أخرى على الشبكة الاجتماعية.

وختم الكاتب بالقول، إن العمليات التي حدثت في السنة الأخيرة تقريبا، تجد الأجهزة الأمنية صعوبة في اعتقال المخرب المنفرد، دون إخطار مسبق مع صفر استخبارات وبدون بنية تحتية تنظيمية أو حتى محلية.

وتابع إن المهمة في الدخول إلى عقل المنفذ الذي يقرر ذات صباح تنفيذ عملية بسكين أو مفك وجده في موقع بناء تبدو متعذرة، أما عملية أمس فهي ليست كهذه،  يحتمل ألا يكونوا سينجحون في إحباطها، ولكن واضح من التحقيق الأولي أنه كان يمكن عمل شيء أكثر لمحاولة منعها في ظل المعطيات التي انكشفت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...