الجمعة 02/مايو/2025

منزل مريش.. حكاية الدمار الثانية

منزل مريش.. حكاية الدمار الثانية

بين جنبات المنزل الجميل، وتحت أسقفه المكونة من 5 طوابق عاشت عائلة مريش حكايات الفرح والسعادة، بجوار أرضهم الزراعية، التي أزهرت أشجار الزيتون واقترب جني ثمارها، إلا أن تلك الزهور حرقتها نيران الاحتلال، فلم يعد المنزل قائماً ولم تعد الأشجار مزهرة.

لحظات قليلة حولت منزل المواطن عماد مريش الواقع شرقي حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، إلى ركام، بعد أن دمرته طائرات الاحتلال للمرة الأولى في العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014، لتبدأ حكاية المعاناة والتشريد في ليلة شديدة الظلام، ولأكثر من عامين.

تدمير المنزل حول حياة عماد وأفراد أسرته الـ16، من السعادة والحياة الخضراء، إلى معاناة استئجار البيوت، لتتكلل تلك المعاناة في بدء إعمار البيت بعد انتظار طويل، بعد حصوله على الدفعة المالية الأولى لبناء طابق سكني واحد عبر المنحة الكويتية لإعمار قطاع غزة.

 

مع بدء وضع حجر الأساس الأول للبيت، بدأ الأمل يسري في قلوب أطفال الأسرة مروراً بالحاجة صبحية مريش وأسرتها، إلا أن ذلك الأمل انقطع برهة مع قصف قوات الاحتلال الصهيوني للمنزل مرة أخرى أمس الأربعاء، لتبدأ الأسرة حكاية المعاناة الثانية، والتي لم تكتمل فصول الحكاية الأولى بعد.

حكاية التشرد
وتقف الحاجة صبحية مريش على أطلال بيتها المدمر للمرة الثانية على التوالي، وعلامات الحسرة والمعاناة مرسومة على وجهها تروي حكاية التشرد الثانية.

وتقول الحاجة صبحية لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” وهي تسلم أمرها لله: “اليهود قصفوا بيتنا وكنا عايشين ومبسوطين” مضيفة والحزن يملأ قلبها “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أمر الله وراضيين فيه”.

وتوضح الحاجة أنها استلمت دفعة مالية واحدة لبناء بيتها من المنحة الكويتية لإعمار غزة، وقامت باستدانة باقي مواد البناء من التجار بسبب عدم استلامها للدفعة الثانية”.

 

عودة للوراء
ويقول المواطن عماد مريش لمراسلنا إنهم انتظروا عامين حتى وصلوا إلى هذه اللحظة في بناء البيت، إلا أن قصف الاحتلال أعادهم لنقطة الصفر.

وبصوت خافت والألم الحزن يطغى على نبرات صوته الضعيف، عبر المواطن عماد مريش عن حزنه بعد قصف بيتهم للمرة الثانية على التوالي: “البيت مساحته 150 م2، لم نبن من الخمسة طوابق التي دمرت في الحرب الأخيرة إلا طابقا واحد”.

ويوجه مريش إلى أحرار العالم رسالة بالوقوف مع أهل غزة، والعمل على وقف جرائم الاحتلال الصهيوني بحق المواطنين والأطفال العزل: “هينا مشردين من بيت لبيت، إيش بدنا نعمل، بيتنا الجديد لم نسكن به بعد وقصفوه!!”.

ويضيف :” بموتونا في دارنا واحنا نايمين، شعبنا باع دمه وروحه”.

 

ودمرت قوات الاحتلال بقصفها لمنزل مريش وأرضه الزراعية المجاورة، أشجار الزيتون المثمرة والتي زرعها من جديد بعد أن دمر الاحتلال الأشجار المعمرة خلال الحرب الأخيرة على القطاع.

وبلغت خسائر المواطن الزراعية حوالي 30 ألف دولار، حيث دمر الاحتلال الأرض وبئر المياه الخاص بها.

وخلفت غارات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة مساء أمس الأربعاء، أضرارا مادية جسيمة في منازل وأراضي المواطنين الزراعية، وعدد من المصانع والمخازن التجارية شرق مدينة غزة.
 
وقال مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن عددا من المصانع والمخازن التجارية الواقعة في المنطقة الصناعية شرق حي الشجاعية، لحق بها أضرار متفاوتة، نتيجة الغارات الصهيونية العنيفة التي شهدتها المنطقة.

 

 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...