الأربعاء 26/يونيو/2024

معاصر الزيتون.. تقليد فلسطيني منذ ما قبل الميلاد

معاصر الزيتون.. تقليد فلسطيني منذ ما قبل الميلاد

في تقليد فلسطيني عريق ضارب في جذور التاريخ، شرعت معاصر زيت الزيتون بفتح أبوابها مطلع الشهر الجاري، استعدادا لبدء موسم القطاف للعام الجاري. 

وترتبط المعاصر بالتاريخ الفلسطيني بمختلف مراحله، وتشير الدراسات التاريخية إلى وجود معاصر زيتون في فلسطين منذ ما قبل الميلاد، وتشهد جبالها على معاصر حجرية رومانية قديمة محفورة في الصخر كجزء من هوية فلسطين، التي ارتبطت بشجرة الزيتون منذ نشأتها.

وتعتبر شواطئ المتوسط في فلسطين وسورية موطناً أصلياً ومهداً لنشأة شجرة الزيتون منذ العصر الحجري، أي قبل أكثر من اثني عشر ألف سنة، حيث إن أغصان وبذور الزيتون وجدت لأول مرة في سورية في آثار مملكة “ايبلا” التي تعود إلى أكثر من 2500 سنة ق،م، ووجدت في قبور قدماء المصريين وتعود لأكثر من 1500 سنة ق. م حيث كانوا يستخدمونه في التحنيط ويعتبرونه رمزاً للقوة الأبدية.

كما أن الفينيقيين كانوا أول من نشر زراعة هذه الشجرة المباركة، ابتداء من القرن السادس عشر قبل الميلاد إلى الجزر اليونانية وإسبانيا وشواطئ متوسطية عديدة.‏

على حجر الرحى 
ويستذكر الحاج وجيه حوشية أشكال معاصر الزيتون قبل خمسين عاما في فلسطين، مشيرا إلى أن الخيول كانت تقوم مقام الماكينات الحديثة في تحريك حجر دائري كبير يطحن الزيتون.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كنا نقوم بتكسير حبات الزيتون بواسطة حجر الرحى، وهي مكونة من جزأين، الأول موجود على الأرض نضع فيه حبات الزيتون الكاملة، والجزء الثاني عبارة عن حجر كبير ثقيل يتدحرج ويحرك بواسطة الخيول، حيث يتم تكسير وطحن حبات الزيتون”.
 
وأردف: “بعد ذلك يتم تعبئة الزيتون المطحون في أكياس دائرية مصنوعة من القش، توضع فوق بعضها البعض، ومن ثم توضع أحجار كبيرة وثقيلة من الأعلى، من أجل فصل الزيت من حب الزيتون المطحون”.

وأشار إلى أن المرحلة الأخيرة، وهي فصل الزيت، بعد عصر الزيتون المطحون، حيث توضع السوائل في أوعية كبيرة، وبعد فترة زمنية يطوف الزيت على وجه الماء، ومن ثم يفصل.

تطور تكنولوجي

ومع التطور التكنولوجي دخلت الآلات الحديثة في عصر الزيتون واختزلت تلك المراحل، واعتمد في فلسطين على المعاصر الإيطالية المستوردة، التي تنتشر في كل بلدة فلسطينية.

ويشير ناصر أبو زيد، أحد مساهمي معصرة زيتون في بلدة قباطية، إلى أن المردود المالي للمعصرة يأتي من خلال “الرد” وهو مصطلح يشير إلى نسبة الزيت الذي تقتطعه إدارة المعصرة من المزارع، مقابل عصر زيتون، وهو يتراوح بين 1/13 – إلى 1/17 لكل كيلوغرام حيث يوجد منافسة بين المعاصر في خفض قيمة الرد لجذب المزارعين.

ونوه إلى مصاعب عديدة تواجه أصحاب المعاصر، سيما في استيراد الماكينات وصيانتها، حيث يقعون ضحية الاحتكار والتعامل مع موردين محدودين يسيطرون على أسواق استيراد المعدات، إضافة إلى التكلفة الباهظة لغايات الصيانة.

وأكد أنه ورغم ما سلف، فإن معاصر الزيتون تعتبر مشاريع ناجحة، وهي في غالبيتها تعاونية أو مساهمة محدودة يقسم ريعها حسب الأسهم.
 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...