معاصر الزيتون.. تقليد فلسطيني منذ ما قبل الميلاد

في تقليد فلسطيني عريق ضارب في جذور التاريخ، شرعت معاصر زيت الزيتون بفتح أبوابها مطلع الشهر الجاري، استعدادا لبدء موسم القطاف للعام الجاري.
وترتبط المعاصر بالتاريخ الفلسطيني بمختلف مراحله، وتشير الدراسات التاريخية إلى وجود معاصر زيتون في فلسطين منذ ما قبل الميلاد، وتشهد جبالها على معاصر حجرية رومانية قديمة محفورة في الصخر كجزء من هوية فلسطين، التي ارتبطت بشجرة الزيتون منذ نشأتها.
وتعتبر شواطئ المتوسط في فلسطين وسورية موطناً أصلياً ومهداً لنشأة شجرة الزيتون منذ العصر الحجري، أي قبل أكثر من اثني عشر ألف سنة، حيث إن أغصان وبذور الزيتون وجدت لأول مرة في سورية في آثار مملكة “ايبلا” التي تعود إلى أكثر من 2500 سنة ق،م، ووجدت في قبور قدماء المصريين وتعود لأكثر من 1500 سنة ق. م حيث كانوا يستخدمونه في التحنيط ويعتبرونه رمزاً للقوة الأبدية.
كما أن الفينيقيين كانوا أول من نشر زراعة هذه الشجرة المباركة، ابتداء من القرن السادس عشر قبل الميلاد إلى الجزر اليونانية وإسبانيا وشواطئ متوسطية عديدة.
على حجر الرحى
ويستذكر الحاج وجيه حوشية أشكال معاصر الزيتون قبل خمسين عاما في فلسطين، مشيرا إلى أن الخيول كانت تقوم مقام الماكينات الحديثة في تحريك حجر دائري كبير يطحن الزيتون.
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كنا نقوم بتكسير حبات الزيتون بواسطة حجر الرحى، وهي مكونة من جزأين، الأول موجود على الأرض نضع فيه حبات الزيتون الكاملة، والجزء الثاني عبارة عن حجر كبير ثقيل يتدحرج ويحرك بواسطة الخيول، حيث يتم تكسير وطحن حبات الزيتون”.
وأردف: “بعد ذلك يتم تعبئة الزيتون المطحون في أكياس دائرية مصنوعة من القش، توضع فوق بعضها البعض، ومن ثم توضع أحجار كبيرة وثقيلة من الأعلى، من أجل فصل الزيت من حب الزيتون المطحون”.
وأشار إلى أن المرحلة الأخيرة، وهي فصل الزيت، بعد عصر الزيتون المطحون، حيث توضع السوائل في أوعية كبيرة، وبعد فترة زمنية يطوف الزيت على وجه الماء، ومن ثم يفصل.
تطور تكنولوجي
ومع التطور التكنولوجي دخلت الآلات الحديثة في عصر الزيتون واختزلت تلك المراحل، واعتمد في فلسطين على المعاصر الإيطالية المستوردة، التي تنتشر في كل بلدة فلسطينية.
ويشير ناصر أبو زيد، أحد مساهمي معصرة زيتون في بلدة قباطية، إلى أن المردود المالي للمعصرة يأتي من خلال “الرد” وهو مصطلح يشير إلى نسبة الزيت الذي تقتطعه إدارة المعصرة من المزارع، مقابل عصر زيتون، وهو يتراوح بين 1/13 – إلى 1/17 لكل كيلوغرام حيث يوجد منافسة بين المعاصر في خفض قيمة الرد لجذب المزارعين.
ونوه إلى مصاعب عديدة تواجه أصحاب المعاصر، سيما في استيراد الماكينات وصيانتها، حيث يقعون ضحية الاحتكار والتعامل مع موردين محدودين يسيطرون على أسواق استيراد المعدات، إضافة إلى التكلفة الباهظة لغايات الصيانة.
وأكد أنه ورغم ما سلف، فإن معاصر الزيتون تعتبر مشاريع ناجحة، وهي في غالبيتها تعاونية أو مساهمة محدودة يقسم ريعها حسب الأسهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...