مدرسة جرار القدوة.. منهل العلم هل ينضب؟

على بعد نحو 7 كليومترات، من منطقة المواصي غرب محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، تفتتح مدرسة “جرار القدوة الثانوية”، أبوابها في الصباح والمساء لاستيعاب قرابة 2000 من طلبة الحي، في ظل عدم وجود مدارس أخرى بالمنطقة.

هذا الواقع، جعل أهالي المنطقة يطلقون صرخة، لكل من يسعى لتطوير القطاع التعليمي أن يساهم في تطوير مدرسة أبنائهم أو إقامة مدارس أخرى، سيما وأن المدرسة الحالية لا تلبي رغبة الأهالي أو الطلبة.

ويشير مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن الكثير من الطلبة والطالبات يعانون منذ أكثر من عشر سنوات، ومن مختلف المراحل التعليمية (ابتدائي، إعدادي، ثانوي) من بعد المسافة خلال فترة الذهاب للمدرسة.

الطالبة ولاء النجار، تتحدث عن أمنيتها كما هن باقي الطالبات، وتقول لمراسلنا: “نفسنا نكون مثل باقي الطالبات بالمدارس الثانية.. يكون لنا فصل مرتب ونظيف، فنحن الآن في مدرسة يدرس فيها طلبة في الفترة الصباحية وآخرون بالفترة المسائية، لا يستطيع أحد أن يحافظ على خصوصيته، أو حتى ذكرياته في مكانه، فلا نستطيع تعليق بوستر أو شيء يمكن أن يعبر عن خصوصيتنا”. 

المواطن حسام البنا، أحد الأهالي الغاضبين وله 4 أبناء في المدرسة، يتحدث لمراسلنا بحرقة وصوت عالٍ، قائلا: “مشكلة المدرسة أنها تعاني من اكتظاظ لأكثر من 2000 طالب وطالبة، إلى جانب وجود اختلاط بين الجنسين، وحدوث إشكالية عند خروج الطالبات اللاتي يدرسن في المدة الصباحية من المدرسة، ودخول الطلاب الذين يدرسون في المدة المسائية إليها”.

ولفت إلى أن منطقة المواصي التي يقطنها قرابه 15 ألف نسمة، تشكو من عدم وجود خدمات أساسية، حيث لا يوجد بها مستوصف صحي وغير ذلك من المؤسسات الخدمية، رغم أنها تعدّ سلة غذاء لقطاع غزة.

وناشد الأهالي جميع الجهات المعنية بضرورة إنهاء المشكلة في أسرع وقت، وفي حال عدم الاستجابة سيلجؤون لخطوات تصعيدية أخرى أبرزها منع أبنائهم الطلاب من الذهاب للمدرسة.

مطالبات الأهالي
من ناحيته، أوضح أحمد زعرب، رئيس لجنة حي منطقة المواصي، أن الاحتجاج الذي نُفّذ اليوم يأتي من السكان بسبب عدم تحقيق مطالبهم، وعدم تنفيذ الوعود التي قطعت لهم ببناء مدارس جديدة.

وقال: “نواجه مشكلة خطيرة، وهي الاختلاط بين الجنسين، لذلك جئنا لنعلي صوتنا وننادي بمطالبنا”.

وأضاف:” الناس في منطقة المواصي أوضاعهم الاقتصادية صعبة، ولا يستطيعون توفير تكاليف المواصلات لأبنائهم للوصول للمدرسة، ويقطعون مسافات كبيرة، وبالتالي يؤثر على تحصيلهم العلمي”.

جدير بالذكر أن اجتماعات عدة عقدت بين سكان المنطقة ووزارة التربية والتعليم بهدف حل مشكلة الاختلاط والازدحام في الفصول الدراسية دون جدوى.