الخميس 04/يوليو/2024

جنازة بيريز ويقظة الضمائر

رضوان الأخرس

رغم العتمة العميقة التي تعيشها أمتنا هذه الأيام ورغم تكاثر الآلام في جسدها وتعاظم الحسرات في صدرها وتداعي الأعداء عليها، من الداخل قبل الخارج ورغم أسراب الخونة والمتصهينين ورغم إعلام «شلومو وبنيامين» ما زالت أمتنا وفية لفلسطين.

للتاريخ أقول: قصر الكثير من أبناء الأمة عن أداء واجباتهم واستيفاء دورهم تجاه قضايا أمتهم تكاسلاً أو نتيجة الحكم الجبري الذي سلب من الشعوب إرادتها، لكن الغالبية العظمى، بل جل أبناء الأمة إلا ما ندر، ما زالوا أوفياء لأمتهم لم يجحدوا حقها ولم يتنكروا لقضاياها، ومن ذلك ارتفاع صوتهم ضد المشاركة العربية في جنازة بيريز من قبل بعض المسؤولين، فقد كانت هبتهم واضحة وأقلامهم للجبناء جارحة، فقد قال الملايين منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون خوف أو وجل أو خجل إن هذه المشاركة خيانة وتضييع للأمانة.

قالوها دون اكتراث بتبعاتها، وبحمد الله لم أرَ شخصاً يبرر هذا التفريط أو يمتدحه حتى جزء كبير من أحزاب السلطة والمنتفعين منها خجلوا من أنفسهم، وبعضهم رفع صوته ضد ذلك، لكن أحداً لم يجرؤ على تحدي الشعوب بتأييد ذلك إلا ما ندر من الذين تربوا على ثقافة الاتباع الأعمى.

هنا لا يمكن إلا أن نقف بإجلال أمام كل فرد رسخ لهذه الحالة ورفض الذل رغم جبروت التصهين وطغيان الحكومات في عصر الردة عن الحرية، واستعد لدفع ثمن الكلمة كما هو حال الضابط الفلسطيني أسامة منصور الذي اعتقل وأوقف عن عمله لأنه اعترض على مشاركة عباس في جنازة بيريز.!

أما تلك القلة التي تماهت مع التعازي والمشاركة في الجنازة، فهي إما فئة مغلوب على أمرها تخدع نفسها طمعاً في مغنم أو مصلحة أو تخشى من فقدان راتبها ووظيفتها، أو منفصلة عن التاريخ منهزمة أمام الحاضر فما فعله عباس يشبه ما فعله آخرون من قبل انتهى بهم المطاف إلى الحصار في المقاطعة ثم اغتيال ما زالت تفاصيله مجهولة، وبالنهاية أقول إن الأفضلية في هذا الكوكب اليوم والتقدم للأقوياء لا الضعفاء أو المستجدين لحقوقهم من فم الذئاب، فهؤلاء تلفظهم الشعوب، ويستحقرهم الأعداء، ولن تغفر لهم الأجيال.

المصدر: صحيفة العرب القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات