موسم الزيتون.. أجواء ريفية وشعور بالانتماء بين الفلسطينيين
على أنغام أغنيات فلسطينية تراثية، تصدح من مسجل معلق على غصن إحدى شجرات الزيتون في بلدة عقربا الواقعة إلى الشرق من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، يحتسي أبو نبيل القهوة المعدة على النار، قائلاً: “في موسم الزيتون يعمل الناس وكأنهم في عرس وطني جميل، سواء لمن يملكون أو لمن يعملون لديهم، فالكل ينعم بخيرات ثمر الشجرة المباركة”.
وتقول زوجته الحاجة أم نبيل (50 عامًا) التي تربط أطراف ثيابها الأمامية لاستخدامها كوعاء للجمع: “يعتبر موسم الزيتون من أجمل الأيام في العام؛ حيث تجتمع العائلة في مكان واحد ويتساوون في العمل تحت شجرات الزيتون”.
وتضيف: “أجواء من الفرح والمرح يشعر بها الأطفال، ونحن نعمل في قطف الزيتون”، مشيرة إلى أن خروجهم يبدأ مع ساعات الفجر الأولى وينتهي بغروب الشمس.
وتعاونت عائلة أبو نبيل في عملية القطف.. أحدهم يجمع حبات الزيتون التي تتساقط خارج المفروشات المخصصة، وآخر يقف لمساعدة أبيه في الآلات اللازمة لذلك.. والإناث ينتظرن التعليمات من رب الأسرة، لإتمام نجاح عملية القطف.
ثمار الجهد
وقال الباحث عبد السلام عواد، من بلدة عورتا جنوب نابلس إنه “رغم التعب والشقاء في قطف موسم الزيتون، إلا أن المتعة الكبيرة التي يجدها المزارع لا يشعر بها أحد غيره، لأنه يقطف ثمار عمل وتعب استمر طوال عام كامل، فلذلك نجد الفلاح الفلسطيني ينتظر هذا الموسم على أحر من الجمر”.
وأضاف أنه من جماليات هذا الموسم ما تراه من أفواج المزارعين الذاهبين بفرح وسرور إلى أرضهم وزيتونهم فرادى وجماعات، وتمر أثناء ذهابك إلى أرضك على الكثير من الفلاحين بعضهم اعتلى شجرة زيتون، والآخر اعتلى سُلّمًا أو اعتلى الشجرة نفسها، والأولاد والنسوة تحت الشجر يجمعون حب الزيتون.
ويتابع: “هذا مشهد ولوحة فنية جميلة تعبر عن مدى الحب والعشق بين هذه الأرض والزيتون وبين صاحبها الذي تربى معها وكبر، ورغم المنغصات الكثيرة من سلطات الاحتلال والمستوطنين، إلا أننا نجد أن الفلاح الفلسطيني يصر على الوصول إلى أرضه رغم كل الحواجز والمعيقات والاعتداءات عليه، وعلى شجرة الزيتون ليؤكد الأحقية الأزلية في هذه الشجرة المباركة في أرضه المباركة”.
واقع الآباء
وفي موسم الزيتون تتجلى فكرة “العونة”، وهي الأعمال التطوعية الشبابية لمساعدة صغار المزارعين في قطف وجمع، وخاصة أن هناك مناطق أصبحت موضع احتكاك مع المستوطنين، ما يعطي ضرورة التجمع من قبل المزارعين للقطف في فترة زمنية واحدة، ليكون عونًا ودعمًا أمام أي عدوان من المستوطنين.
ويخلق العمل صورة فلسطينية لواقع الآباء والأجداد قديمًا، بالإضافة إلى لمة العائلة تحت ظلال شجرة ما زالوا يدفعون ثمن الوصول إليها.
الشاب محمد صلاح الذي ينشط في مساعدة عائلته في كل عام، يحرص على قطف ثمار الزيتون مع والده وأشقائه، عادًّا أن مشاركته جاءت من منطلق حبه للأرض ولشجرة الزيتون.
ويشير صلاح إلى أن نشاطه برفقة العشرات من أقربائه يكتسب رمزية خاصة هذا العام، خاصة أنهم يلبسون الزي الفلسطيني القديم، كما أن الأجواء تعني له الكثير في ظل الظروف التي يعيشها من بعده عن أهله.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ألبانيز: الجميع مسؤول أمام القانون الدولي لصمته على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
تونس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، إن...

أبو سلمية: نفاضل بين الجرحى والمرضى والمنظومة الصحية شبه منهارة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، محمد أبو سلمية، إن الأطباء في المستشفى يفاضلون بين المرضى والجرحى. وأضاف أبو...

القوات اليمنية: نفذنا عمليتين استهدفتا مطار رامون ردًا على جرائم الاحتلال
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأربعاء، تنفيذ سلاح الجو المسير عمليتين عسكريتين استهدفتا مطار رامون في...

حماس: عملية جنين أبلغ رد على محاولات الاحتلال إخماد المقاومة
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم الأربعاء، إن عملية إطلاق النار البطولية التي وقعت عند حاجز الريحان...

إصابة جندي إسرائيلي بعملية دهس في الخليل واستشهاد المنفذ
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد، يوم الأربعاء، منفذ عملية الدهس قرب حاجز "سدة الفحص" جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت...

قرار أمريكي بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قرر السفير الامريكي في الكيان "مايك هاكبي" وفي خطوة غير مسبوقة إغلاق مكتب الشئون الفلسطينية في القدس ودمجه...

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...