الأحد 11/مايو/2025

باحثون: الانتفاضة تتأرجح بين الشعبية والعمل المنظم

باحثون: الانتفاضة تتأرجح بين الشعبية والعمل المنظم

رجح باحثون ومراقبون أن تشهد البيئة السياسية والأمنية لانتفاضة القدس في عامها الثاني موجات من العمليات الفردية وشبه التنظيمية، برغم انحسار الحالة الشعبية والمواجهات مؤخراً.

“الانتفاضة التي لم يكن اندلاعها ضمن حسابات القيادات “الإسرائيلية”، على المستوى الأمني أو السياسي، ورغم بدائية الوسائل المستخدمة بالمقارنة مع انتفاضة الأقصى، كما يقول الكاتب والباحث عماد أبو عواد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، إلا أنّه كان لها آثار وتداعيات واضحة على الجمهور الصهيوني.

وفي إحصائية لـ”مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني” حصل مراسلنا على نسخة عنها، فإنّ الانتفاضة شهدت خلال عامها الأول ارتقاء 249 شهيد، وإصابة 18500 جريح، فيما قُتل 40 صهيونياً وأصيب 600 آخرون في عشرات العمليات في أنحاء متفرقة من محافظات الوطن.

مؤشرات الفشل

ويوضح الباحث أبو عواد أنّ الانتفاضة قدمت مؤشرات عديدة حول الفشل الذي يحياه الكيان الصهيوني، سواء العسكري أو الاستخباري.

وقال: “هذه الانتفاضة جاءت لتكشف زيف أصحاب الادعاء، وعورة طائفته الاستخبارية، وقد أشارت مجمل القيادات الأمنية، بأن نقص المعلومة الأمنية سبب مهم في اندلاع الأحداث”، وهذا ما أشار إليه يوفال ديسكن رئيس الشاباك الأسبق، حينما أقر بعدم قدرة مواجهة هذه العمليات استخبارياً.

ويؤكد الباحث الفلسطيني، أنّ استمرار الانتفاضة ولو بشكل متقطع سيكون له انعكاس إيجابي على القضية الفلسطينية.

وأضاف: “من الناحية التكتيكية وعلى المستوى القريب قد تنتهج “إسرائيل” المزيد من الغطرسة وابتلاع الأراضي، لكن استراتيجيا فإن ذلك سيدفعها إلى اتخاذ خطوات جادة للانفصال عن الفلسطينيين، وإعادة الحل الأحادي الجانب إلى طاولة النقاش”.

مخاض عسير

ويرى المراقبون أنّ الحالة الفلسطينية مقبلة خلال العامين القادمين على مخاض عسير في أكثر من ملف، الأمر الذي تطالب معه القيادات الفاعلة بالإعداد لمستقبل خطير في ظل لعب الكبار في الملف الفلسطيني.

وفي هذا الإطار يؤكد الباحث أبو عواد، أنّ استمرار الانتفاضة حتى ولو بشكلٍ متقطع يفتح الذهنية “الإسرائيلية” أمام سيناريوهات لا تتمناها، ويقول: “هذا من شأنه أن يعطي مؤشراً قويا بأنه لا أمل في وجود هدوء مستمر، ولهذا سيكون انعكاسات على مسارات مختلفة في الدولة، منها الاقتصادي والسياسي، وكذلك على طبيعة العلاقات في الدولة العبرية داخلياً”.

ويتخوف الباحث السياسي، من أن توقّف الانتفاضة كلياً ولفترة طويلة نسبياً من شأنه أن يفتح شهية الاحتلال على ابتلاع المزيد من الأراضي والسير في الخطط اليمينية التي يقودها البيت اليهودي.

ويقول الباحث في الشأن الصهيوني صالح النعامي، إنّ انفجار عمليات المقاومة الفردية في أرجاء الضفة الغربية والقدس المحتلة، أفرز تحديات أمنية وسياسية وميدانية للمستوى السياسي الحاكم والمؤسسة الأمنية في “تل أبيب”، حيث أحرج هذا التطور رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وكبار وزرائه، بعد أن سبق لهم الإعلان، بشكل تظاهري، عن انتصار “تل أبيب” على موجة من العمليات الفردية التي تفجرت في أكتوبر من العام الماضي.

وتنوعت عمليات انتفاضة القدس، بحسب “مركز القدس”، بين 121 عملية طعن، 27 عملية دهس، 100 حادثة إطلاق نار، 1422 إلقاء زجاجة حارقة، 4234 حادثة إلقاء حجارة، و60 صاروخا من غزة، و29 قذيفة.

يشار إلى أنّ عمليات الدهس تصدّرتها مدينة القدس والخليل، وكانت عمليات القدس والخليل أكثر العمليات من حيث القتلى والإصابات في صفوف المستوطنين والجيش.

مسؤولية السلطة
ويعدّ مدير عام مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني علاء الريماوي، أن السلطة كان لها يد في تراجع الانتفاضة خلال الأشهر الأخير؛ حيث مارست تجفيف منابع الثورة بمنع الشبان من الوصول إلى مناطق التماس، الأمر الذي أثر على استمرارها.

وبحسب الريماوي في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الفصائل ومنها “حماس” بذلت جهودًا كبيرة خاصة في جانب التحريض والمحاولات للدفع نحو تنفيذ عمليات، إلا أن التوجهات العامة في الضفة الغربية نجحت في فرض رؤية ضابطة للأحداث.

ويؤكد الباحث الفلسطيني، أنّ نجاح الانتفاضة بدا من خلال الأحداث الشعبية لها والتي شكلت 80% من أحداثها، “الأمر الذي نجح الاحتلال في ضرب بنيته عبر سلسلة من الخطوات أهمها الاعتقالات الكبيرة والعنف المضاعف”، كما يقول.

ويتأسف الريماوي، أنّ الانتفاضة لم تستطع حتى اللحظة خلق قيادة ميدانية، ما تسبب في حصارها.

وتقول الكاتبة لمى خاطر، أنّ “الشهور القليلة الفائتة شهدت انخفاضاً في منسوب عمليات المقاومة الفردية، لكنها شهدت تبلور عمل منظم غير عشوائي، رغم أنه جرى على فترات متباعدة، وليس بشكل مكثف”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....