جلسة نقاش بغزة لكتاب حماس والإعلام.. السياسة والاستراتيجية

قال الباحث والأكاديمي وائل عبد العال، مؤلف كتاب “حماس والإعلام.. السياسة والاستراتيجية”، إن استراتيجية حماس الإعلامية تطورت عبر ثلاث مراحل رئيسة، مشددا على أنها هدفت إلى تعزيز ثقافة المقاومة لدى المجتمع لاحتضان وحماية مشروع المقاومة.

جاء ذلك خلال جلسة نقاش للكتاب نظمها مجلس العلاقات الدولية، اليوم الأحد، بحضور لفيف من الكُتاب والصحفيين والمهتمين.

وأوضح عبد العال أن أولى مراحل تطور استراتيجية الإعلام، جاءت في الانتفاضة الأولى، والثانية بعد اتفاق أوسلو، وصولا إلى انتفاضة الأقصى، والثالثة الانتخابات التشريعية وما تبعها من حكم قطاع غزة.

وأشار إلى أن استراتيجية إعلام حماس تقوم على عدة عناصر؛ أبرزها البنية التحتية للإعلام، والخطاب الإعلامي، لافتا إلى وجود ما وصفها بـ”دوائر الجمهور المستهدف” لوسائل إعلام حماس التي تشمل الأعضاء، والأنصار والمؤيدين، والشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، والجمهور العربي والإسلامي، والرأي العام الدولي، والدائرة الأخيرة الرأي العام “الإسرائيلي”، عبر مخاطبته وتوجيه رسائل من أجل الضغط على حكومته.

وأكد أن الهدف الأساس لإعلام حماس هو تعزيز ثقافة المقاومة لدى المجتمع لاحتضان وحماية مشروع المقاومة، مؤكدا أن إنشاء جهاز إعلامي لحركة حماس، هو أداة أساسية مهمّة لها مثل المقاومة المسلحة أو العمل الاجتماعي.

واختتم عبد العال استعراضه لكتابه بالحديث عن استراتيجية إعلام حماس في المزاوجة بين الحكم والمقاومة، مشيرا إلى التطور الاستثنائي في هذه الاستراتيجية على جميع المستويات.

ولفت إلى أنها توسعت في بنيتها التحتية الإعلامية من خلال خلق وسائل إعلامية جديدة ومتنوعة، حيث تعدّ قناة الأقصى الفضائية الوسيلة الإعلامية الأكثر أهمية التي تنشر صوت حماس.

وذكر أن كتابه اعتمد في مصادره على عشرات المقابلات الأكاديمية مع مسئولين في حماس، عاصروا الأحداث الإعلامية في المراحل المختلفة التي تناولها الكتاب، إلى جانب تحليل نصوص البيانات الصادرة عن المكتب الإعلامي، ومحتويات وسائل الإعلام التابعة لحماس، وبذلك يعد أول دراسة منظمة لتطور استراتيجية إعلام حماس في سياقيها المنهجي والتاريخي.

كان رئيس مجلس العلاقات الدولية، باسم نعيم افتتح الجلسة مثنيا على عنوان الكتاب المتميز وجهد كاتبه، موضحا أن “جلسة نقاش كتاب” هي نشاط دوري يعكف مجلس العلاقات الدولية على عقده إيمانا منه بأهمية نشر ثقافة القراءة والنقاش، خاصة في مجال السياسة والعلاقات الدولية.

وأكد الدور الأساسي الذي تؤديه وسائل الإعلام في القضية الفلسطينية، مضيفًا “بين يدينا كتاب لا شك متميز؛ بذل فيه كاتبه جهدا واضحا، وجعل منه دراسة قيمة دفعت ناشر الكتاب “روتلديج” يدرجه ضمن دراسات الشرق الأوسط في السياسة والعلاقات الدولية”.