الخميس 08/مايو/2025

قلم الزيت.. الفرح إيذانا ببدء موسم الزيتون

قلم الزيت.. الفرح إيذانا ببدء موسم الزيتون

هناك في قلب مدينة سلفيت، تعالت الأصوات لدعوة المزارعين إلى المشاركة في العرس التراثي لضمان قلم الزيت؛ احتفالا بقدوم موسم الزيتون، فبات الموسم والحفاظ عليه وحمايته، وأسعار الزيت والكميات المتوقعة من ناتجه، حديث الساعة للمزارعين الذين بدت البسمة على وجههم فرحا بالموسم الذي انتظروه على أحر من الجمر.

سلفيت، مدينة ريفية وسط الضفة الغربية، وما يميزها عن بقية مدن وبلدات وقرى فلسطين المحتلة، أنها الوحيدة التي تتواجد فيها لجنة زراعية من مزارعي المدينة منذ قرن تقريبا، ويدعى المزارعون إلى حفلة وعرس ضمان قلم الزيت من اللجنة الزراعية في المدينة عبر سماعة المسجد الكبير، وعبر توزيع البيانات في المدينة، خاصة على أبواب المساجد.

 

الاستيطان وتنغيص الفرحة
وبرغم البهجة والفرحة بقدوم موسم الزيتون، إلا أن مستوطني “اريئيل” ثاني أكبر مستوطنة في الضفة، تنغص على المزارعين فرحتهم كل عام؛ فالمزارع أحمد اشتيه يقول، إن تجريف أشجار الزيتون، ومنع دخول الحقول خلف الجدار إلا في أوقات ضيقة، تتسبب بخسارة كبيرة من ثمار الزيتون كل عام.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “توجد لي شجرة زيتون ضخمة، خلف الجدار كانت تنتج ثلاث تنكات من الزيت قبل بنائه، أما الآن بالكاد تنتج ثلاثة كيلوغرامات من الزيت، بسبب وقوعها خلف الجدار، وتحكم الاحتلال بدخول الأرض”.

بدوره، يؤكد رئيس مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني فياض فياض، أن موسم الزيتون في سلفيت وبقية مناطق الضفة الغربية يتعرض لتضييقات الاحتلال والمستوطنين، وأن الاستيطان تسبب بتقليص مساحات حقول الزيتون في سلفيت وبقية مناطق الضفة الغربية.

فيما يقول المهندس إبراهيم الحمد، مدير زراعة سلفيت، إن الاستيطان أكبر مشكلة تواجه مزارعي سلفيت وبقية الوطن، وإن مراسيم قلم الزيت والاحتفال بقدوم موسم الزيتون دائما ينغصه الاحتلال كل عام.

قلم الزيت
وعن العرس الفلسطيني وقلم الزيت يضيف الحمد: “قلم الزيت هو مصطلح أو الاسم الذي يطلقه المزارعون على ضريبة الناتج من زيت الزيتون، حيث يدفع المزارع طواعية قرشين بالعملة الأردنية عن كل كيلو غرام واحد من الزيت ينتجه، ويُدفع لمن يرسو عليه ضمان قلم الزيت”.

وتابع: “يقوم ضامن قلم الزيت بجمع الضريبة على الزيت من خلال إطلاع المزارعين على ناتجهم من الزيت، والذي يكون بدوره قد حصل عليه من خلال معاصر الزيت في المدينة، ويدفع كل مزارع ما عليه، ويحصل على وصل مالي يثبت عملية الدفع، وفي العادة يصل المبلغ المجموع إلى آلاف الدنانير”.

ويضيف: “في العادة يتوافد المزارعون على الساحة العامة، وتكون اللجنة الزراعية حاضرة مع رئيسها الذي يكون هو نفسه رئيس البلدية، وينادى على المزارعين من رجل جهوري الصوت ليحضروا مزاد تضمين قلم الزيت، والذي يرسو على من يدفع أكبر سعر لضمان الموسم؛ حيث يدفع جزءًا من الضمان، ويتسلم وصولات الدفع من اللجنة الزراعية”.

وتستمر عملية الضمان لساعة كاملة؛ حيث يتداول المزارعون خلال الحفل في الموسم الحالي للزيتون، ويتناقشون عن الكمية من الحب التي من الممكن جمعها لهذا الموسم، وعن جودة الزيت والسعر للكيلو غرام الواحد من الزيت.

الحفاظ على التراث
ويدعو المزارع عبد الله شاهين جيل الشباب الحفاظ على عرس قلم الزيت كونه معلما تراثيا من معالم سلفيت، ويطالبهم بأن يتمسكوا بهذا التراث وهذا التقليد لما له من أهمية في المحافظة على شجرة الزيتون أمام التغول الاستيطاني.

وتابع: “التراث الفلسطيني جيد وجميل، وحفلة وعرس ضمان قلم الزيت، تعتبر من التقاليد الجيدة ولا مثيل لها في فلسطين، حيث التباحث والتشاور في موسم الزيتون والظروف المحيطة به خاصة الاستيطان.

بدوره دعا الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي إلى تطوير وتحسين أداء اللجنة الزراعية بهدف تعزيز صمود المزارعين أمام تغول الاستيطان، والخنازير التي ينشرها المستوطنون لتخريب المزروعات، وإعداد ورسم خطط لمواجهة المخططات التوسعية للمستوطنين التي لا تتوقف؛ على حساب أراضي المزارعين الواقعة شمال سلفيت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...