الأربعاء 26/يونيو/2024

الشوبكي لـالمركز: 3 تحديات واجهت انتفاضة القدس في عامها الأول

الشوبكي لـالمركز: 3 تحديات واجهت انتفاضة القدس في عامها الأول

أكد الدكتور بلال الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل وعضو شبكة السياسات الفلسطينية، أنه لا يوجد أي مبرر لنفي صفة الانتفاضة عن الأحداث المندلعة منذ شهر أكتوبر عام 2015، لافتا إلى أن الانتفاضة الحالية تتميز بالتباين في حدتها.

وقال الشوبكي في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” في ذكرى مرور عام على “انتفاضة القدس”: “هذه الانتفاضة تعرضت لنظرة البعض إليها بأنها انتفاضة فاقدي الخيارات أو انتفاضة اليأس، وهذه نظرة سطحية لأنها تحكم على مجمل المشهد الفلسطيني”، لافتا إلى أن المشكلة الحقيقية التي واجهت هذه الانتفاضة تكمن في عدم دخول الفصائل الفلسطينية بشكل واضح وملموس فيها.

وأوضح الشوبكي أن جميع الفصائل كانت موجودة كقاعدة جماهيرية، والكل كان غائبا كإطار تنظيمي، الأمر الذي شكل تحديا في وجه الانتفاضة، مشددا على أن استمرارها مرهون بوجود قيادة تعمل على تنظيم وقيادة هذه المواجهة.

تفاصيل المقابلة:

* هل يمكن أن نطلق على الحراك الذي بدأ في أكتوبر 2015 مسمى “انتفاضة”؟

منذ أن بدأت الأحداث في شهر أكتوبر من العام 2015، تساءل العديد حول مسمى هذا الأحداث في كونها انتفاضة أم هبه جماهيرية، وكنت مصرًّا على تسميتها بالانتفاضة، فلا يوجد أي مبرر لنفي صفة الانتفاضة عن هذه الأحداث، بحكم عدم وجد شروط موضوعية أو معايير يمكن على أساسها الحكم على الأحداث بكونها انتفاضة أم لا.

* ما السمات التي ميزت هذه الانتفاضة عن غيرها من الانتفاضات السابقة في تاريخ الشعب الفلسطيني؟

تميزت هذه الانتفاضة بكونها متفاوتة ومتباينة من حيث الحدة؛ فهي لم تكن بنفس الحدة التي كانت بها الانتفاضة الأولى من مواجهات يومية على وتيرة واحدة مع الاحتلال، كما أنها اختلفت عن الانتفاضة الثانية في العمليات المركزة التي نفذتها المقاومة في الداخل المحتل، إضافة إلى اختلافها عن هبة النفق التي تمثلت بموجة مواجهات مكثفة في أيام معدودة، فكانت هذه الانتفاضة متفاوتة في الزمان المكان، حيث لم تكن المواجهات تشتعل في جميع أنحاء الضفة الغربية في الوقت ذاته، ولم تكن بنفس القوة في كل المناطق والأيام.

ومنذ بداية الانتفاضة أكدت أنها ستشهد حالة من الفتور قد تتجاوز الأشهر ومن ثم ستعود بقوة، وإن لم تعد بالقوة المتوقعة في الفترة الحالية، ولكن العوامل الموضوعية التي نقرأها في الساحة الفلسطينية من غياب الأفق حول موضوع التسوية السياسية، وفي ظل المؤشرات اقتصادية واجتماعية فإن انفجار الأوضاع مسألة وقت.

* ما هي التحديات التي واجهت الانتفاضة خلال هذه المرحلة؟

تعرضت هذه الانتفاضة لمجموعة من التحديات؛ أولها فقدان البوصلة، وهذا لا يعني بأنها غير عقلانية، فإنه وإن بدا أن الفلسطيني لا يعلم أين يذهب في هذه المواجهة، إلا أنه يعلم أن البقاء على ما هو عليه أمر غير عقلاني، وبالتالي كان هناك اعتقاد بأن هذه المواجهة قد تقود الفصائل الفلسطينية نحو طرح بدائل جديدة.

الأمر الثاني أن هذه الانتفاضة تعرضت إلى نظرة البعض إليها بأنها “انتفاضة فاقدي الخيارات أو انتفاضة اليأس”؛ وهذه نظرة سطحية لأنها تحكم على مجمل المشهد الفلسطيني من خلال سؤال بعض الأفراد المنتفضين ماذا تريدون؟، والحكم عليهم من خلال إجاباتهم بالقول “لا نعلم”. هذه الإجابة يجب أن يتلقفها المختصون على أن هؤلاء المنتفضين لا يعلمون إلى أين ستذهب بهم هذه الانتفاضة، ولكنهم يعلمون أن وقوفهم وسكوتهم في ظل الأوضاع التي يعيشونها مشكلة، وبالتالي على من يتحمل المسؤولية من الفصائل الفلسطينية قيادة هذه الجماهير المنتفضة.

أيضا المشكلة الثالثة التي واجهت هذه الانتفاضة تكمن في عدم دخول الفصائل الفلسطينية بشكل واضح وملموس فيها؛ حيث شاركت جميع الفصائل الفلسطينية في هذه الانتفاضة دون أن يكون هناك تمثيل رسمي، فكنا نرى أبناء حماس يشاركون دون أن يكونوا تحت صفة حماس كتعبير منهم عن غياب هذه الحركة بحكم الترتيبات الأمنية الموجودة في الضفة الغربية، وكذلك الأمر في مشاركة أبناء حركة فتح تعبيرًا منهم عن رفضهم الإطار السياسي الذي تسير عليه الحركة، وأبناء اليسار جاءت مشاركتهم تعبيرًا عن حالة القصور الموجود داخل القيادة السياسية، فجميع الفصائل كانت موجودة كقاعدة جماهرية، والكل كان غائبا كإطار تنظيمي، وهذه كانت من التحديات التي واجهت الانتفاضة، فاستمرار هذه الانتفاضة مرهون بوجود قيادة تعمل على تنظيم وقيادة هذه المواجهة.

* كيف تقيّم الفعل الفصائلي خلال هذا العام؟ وأين الإيجابية أو السلبية في هذا الدور؟

حاول الفصيلان الأكبران في الساحة الفلسطينية وهما فتح وحماس استخدام هذه الموجة دون المشاركة فيها بشكل تنظيمي؛ حيث سعت حركة حماس في قطاع غزة إلى استمرار هذه الانتفاضة، دون خلق مواجهة مفتوحة مع “إسرائيل” ضمن مشروع المقاومة الذي تقوده، وذلك لخلق حالة أمنية في الضفة الغربية تستطيع من خلالها إعادة ترتيب المشهد الفلسطيني من جديد.

حركة فتح استغلت هذه الانتفاضة كشكل من أشكال الدعاية بأنها حاضرة وموجودة على الأرض، إضافة إلى استخدام هذه الانتفاضة على المستوى الدولي، وذلك من خلال المساومة في تقديم أطروحات جيدة تضغط على “إسرائيل”، وهناك قراءة أخرى وربما تكون أكثر سوداوية تشير إلى استخدام الانتفاضة من السلطة لإثبات قدرتها على السيطرة وإدارة الأراضي الفلسطينية؛ حيث إن بؤر الاحتكاك مع الاحتلال الإسرائيلي هي البؤر التي تقع في المناطق سي أي تحت سيطرة الاحتلال، والمناطق التابعة للسلطة الفلسطينية خالية من أي احتكاك. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...